أقدم وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية، أحمد التوفيق، على إعفاء محمد العمراني، إمام مسجد الشهداء بالرباط، من مهمة الإمامة والخطابة، بعد أن أكد في خطبة الجمعة 28 كانون الأول/ ديسمبر 2018 أن الاحتفال برأس السنة الميلادية "لا يجوز" انطلاقا "من الأحاديث الشريفة، ومن الفقهاء الذين حرموا هذا الاحتفال".
ويعتبر مسجد الشهداء أحد أهم المساجد بالمغرب، حيث تقام فيه أغلب صلوات الجنازة على كبار المسؤولين المغاربة السابقين سواء المعارضين منهم أو المؤيدين الذين يدفنون في مقبرة الشهداء القريبة من المسجد.
وقال إمام مسجد الشهداء، محمد العمراني، في تصريح لصحيفة "العمق المغربي"، إن مندوبية وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالرباط قد اتصلت به مباشرة بعد نهاية صلاة الجمعة واستفسرته عن موضوع الخطبة، مضيفا أنه رد عليها بأن خطبته كانت حول الاحتفال برأس السنة الميلادية، و"أننا باعتبارنا دولة إسلامية لا يجوز الاحتفال بأي عيد غير عيدي الفطر والأضحى".
وكان العمراني قال في خطبته إن "الاحتفال برأس السنة الميلادية غير جائز في الإسلام، انطلاقا من الأحاديث الشريفة، ومن الفقهاء الذين حرموا هذا الاحتفال".
ودافع العمراني عن خطبته وذلك في رد على استفسار مندوبية الأوقاف، وقال: "ما جاء في الخطبة لا يمس بالثوابت الوطنية وبالعقائد الدينية"، مضيفا أن المندوب أخبر رئيس المجلس العلمي بأن الوزير، أحمد التوفيق، اتصل به شخصيا وقال له بالحرف "أوقف العمراني".
وأكد خطيب مسجد الشهداء، أن توقيفه لمجرد حديثه عن عدم جواز الاحتفال برأس السنة الميلادية هو شرف له، مذكرا أن الكثير من الأئمة سبق للوزارة أن أوقفتهم، لافتا إلى أن رئيس المجلس العلمي اطلع على خطبته واستحسنها، كما أنه أثنى عليه ووصفه بأنه من "أحسن الخطباء".
وقال العمراني إن أحد أعضاء مجلس حقوق الإنسان قد يكون هو من اتصل بوزير الأوقاف وأخبره بفحوى الخطبة بعد أن أدى صلاة الجمعة بنفس المسجد، بحسب ما وصله من بعض المصلين، مضيفا أن المجلس سبق أن اشتكاه إلى الوزير في خطبة تحدث فيها عن التبرج.
كما أكد الخطيب أنه "لن يعود للخطابة في المسجد الذي قضى فيه 40 سنة حتى ولو تراجعت الوزارة عن قرار إعفائه"، مضيفا: "رحبت بقرار توقيفي بكل اطمئنان، وأربعون سنة من الخطابة كافية".
ووجه العمراني رسالة إلى الوزير أحمد التوفيق، يطالبه بتوضيح أسباب توقيفه عن الخطابة بمسجد الشهداء.
وسبق لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أن أوقفت عددا من الخطباء لم يلتزموا بالخطب الرسمية، أشهرهم الخطيب بمسجد عمر بن الخطاب ببركان (شمال شرق البلاد)، عبد الحميد نجاري، الذي انتقد في خطبة الجمعة ليوم 24 آب/ أغسطس 2018، سياسة السعودية معتبرا "زوال غطاء الكعبة فأل خير لزوال الظلم الذي استفحل فيها (السعودية)".
اقرأ أيضا: خطيب جمعة بالمغرب يُعزل لانتقاده سياسة السعودية (شاهد)
كما أقدمت الوزارة في، أيار/ مايو 2018 على توقيف خطيب مسجد إبراهيم الخليل بحي شماعو بسلا (شمال الرباط)، بسبب تطرقه في خطبة الجمعة الأخيرة إلى "غلاء الأسعار وعلاقته بحملة مقاطعة عدد من المنتوجات الاستهلاكية".
وقالت الوزارة آنذاك في بيان لها إن سبب إيقاف الخطيب يعود لـ"تكرار مخالفاته لضوابط دليل الإمام والخطيب والواعظ، ولتعرضه في خطبة أخيرة لمواضيع من اختصاص مؤسسات أخرى بحكم القانون".
اقرأ أيضا: توقيف "خطيب".. وحملة "المقاطعة" تدخل برلمان المغرب
هكذا تفاعل المغاربة مع جريمة قتل سائحتين اسكندنافيتين بمراكش
الدنمارك: مقتل السائحتين بمراكش عمل إرهابي بدافع سياسي
القصة الكاملة لمغربي برأته ألمانيا بعد سجنه في ثلاث دول (3-1)