مرت خلال عام 2018، العديد من الأحداث الهامة التي شهدتها الأراضي الفلسطينية المحتلة كافة، والتي أبرز بعضها عددا من جوانب القوة التي تمتلكها المقاومة الفلسطينية، فيما عكس بعضها استمرار انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني.
وبحسب ما رصدته "عربي21" خلال هذا العام، كان من أبرز تلك
الانتهاكات، استمرار قتل قوات الاحتلال للفلسطينيين، ونقل السفارة الأمريكية إلى
مدنية القدس، وانطلاق مسيرات العودة، واكتشاف المقاومة لقوة خاصة إسرائيلية تسللت
إلى قطاع غزة، والعديد من الأحداث التي يتناولها هذا التقرير.
استمرار قتل "إسرائيل" للفلسطينيين
واصلت آلة القتل الإسرائيلية، استهداف أبناء الشعب الفلسطيني في
القدس المحتلة والضفة الغربية وقطاع غزة، ووفق أرقام وزارة الصحة الفلسطينية
الأولية، استشهد في عام 2018 أكثر من 300 مواطن فلسطيني بنيران قوات الاحتلال منذ
بداية العام.
مسيرة العودة وكسر الحصار
انطلقت مسيرات العودة وكسر الحصار الشعبية، في قطاع غزة في
30 آذار/ مارس 2018، بهدف كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، وإبقاء حق
العودة حاضرا في عقول وأفئدة مختلف أبناء الشعب الفلسطيني.
وتشرف على المسيرات المتواصلة، "الهيئة الوطنية العليا لمخيمات
مسيرة العودة وكسر الحصار" المكونة من العديد من الفصائل الوطنية والإسلامية
في قطاع غزة، حيث قامت الهيئة بتدشين خمسة مخيمات، على مقربة من السياج الذي يفصل
قطاع غزة عن باقي الأراضي الفلسطينية المحتلة، إضافة لمخيم سادس في شمال جنوب
القطاع على شاطئ البحر.
وأدى قمع قوات الاحتلال الدموي للمشاركين في المسيرات السلمية إلى
ارتقاء 243 شهيدا، وأكثر من 25700 مصاب بجراح مختلفة، وفق إحصائية وصلت إلى "عربي21" صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية بغزة.
اغتيال العالم الفلسطيني فادي البطش
في فجر يوم السبت 21 نيسان/ أبريل 2018، أطلق مجهولون
النار على العالم الفلسطيني المهندس فادي البطش في أثناء توجهه لصلاة الفجر
في المسجد المجاور لمنزله في منطقة "جومباك" في العاصمة الماليزية
كوالالمبور، ما أدى إلى استشهاده على الفور، وتشير أصابع الاتهام إلى وقوف جهاز
"الموساد" الإسرائيلي خلف عملية الاغتيال.
يذكر إلى أن الشهيد البطش انتقل من محل سكنه في مدينة جباليا بقطاع
غزة إلى ماليزيا لاستكمال دراسته، ويعتبر أحد الخبراء في مجال الطاقة الكهربائية،
وحاصل على الدكتوراه في الهندسة الكهربائية، وعمل أكاديميا في ماليزيا.
نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس
في انتهاك واضح لحقوق الشعب الفلسطيني، احتفلت الولايات المتحدة
الأمريكية بنقل سفارتها لدى الاحتلال الإسرائيلي من "تل أبيب" إلى مدنية
القدس المحتلة، بتاريخ 14 أيار/مايو الماضي، وهو ما تسبب بغضب شعبي
فلسطيني وفصائلي كبير، وشارك في الحفل بعثة أمريكية رسمية برئاسة وزير
الخزانة ستيف منوتشين وضمت كلا من؛ إيفانكا ترامب وزوجها جاريد كوشنير؛ وهو أقرب
المستشارين للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وتعد الخطوة الأمريكية الخطيرة، انتهاكا صارخا للقرار الأممي
الذي طالب جميع الدول بأن "تمتنع عن إنشاء بعثات دبلوماسية في مدينة
القدس"، عملا بقرار مجلس الأمن رقم 478 لعام 1980، كما سبق أن أعلن ترامب
في 6 كانون الأول/ديسمبر 2017، أن القدس "عاصمة لإسرائيل".
مجزرة "العودة"
ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة بحق المشاركين في مسيرات العودة
وكسر الحصار الشعبية، حيث قتلت 63 مواطنا فلسطينيا وجرحت الآلاف بتاريخ 14
أيار/ مايو الماضي، وذلك جراء إطلاق قوات الاحتلال الذخيرة الحية بكثافة تجاه
جماهير قطاع غزة، التي خرجت للمشاركة في مسيرة "مليونية العودة"، من أجل
إحياء ذكرى النكبة الـ70 التي تزامنت مع حفل نقل السفارة الأمريكية من "تل
أبيب" إلى القدس المحتلة.
التطبيع مع الاحتلال
شهد عام 2018، العديد من الأحداث التي تشير هرولة بعض الدول العربية
وخاصة الخليجية للتطبيع مع الاحتلال، وهو ما يشي بدخول هذه الدول مرحلة جديدة في
التطبيع العلني مع "تل أبيب".
ووصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجمعة 26 تشرين
الأول/أكتوبر الماضي، إلى مسقط في "زيارة رسمية"، واجتمع بالسلطان قابوس
بن سعيد، وسبقته بوقت قليل من اليوم ذاته وزيرة الرياضة والثقافة الإسرائيلية،
ميري ريغيف، إلى أبو ظبي، وتزامن ذلك باستضافة قطر لفريق رياضي إسرائيلي.
وبعد زيارة نتنياهو لمسقط، تحدثت تقارير إسرائيلية عن "تقارب
غير مسبوق" بين الاحتلال وكل من؛ البحرين، السعودية، والسودان، في حين وصل
الرئيس التشادي إدريس ديبي "تل أبيب" بتاريخ 25 تشرين الثاني/نوفمبر
الماضي، في زيارة كشفت عن العلاقات خلف الكواليس بين الجانبين.
اكتشاف المقاومة لقوة خاصة بغزة
عمليات المقاومة
نجح عناصر من كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة
"حماس" مساء الأحد 11 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، من اكتشاف قوة خاصة
إسرائيلية تسللت إلى قطاع غزة، كانت في مهمة خاصة شرق مدينة خانيونس جنوب القطاع.
وعقب قرار عناصر "القسام" اعتقال عناصر القوة للاشتباه بهم
بعد التحقيق الميداني معهم، وقع اشتباك مسلح بين عناصر المقاومة والقوة الخاصة
التي بادرت بإطلاق النار، حيث قتل ضابط إسرائيلي وجرح آخر، واستشهد سبعة من عناصر
المقاومة منهم القائد في "كتائب القسام"، نور الدين بركة.
وطارد عناصر المقاومة القوة الخاصة الإسرائيلية التي تمكنت من الفرار
عقب تدخل الطيران الإسرائيلي بكثافة، وهو ما تسبب بجولة تصعيد عسكري استمرت 48
ساعة.
استقالة ليبرمان
أعلن وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان استقالته من منصبه،
الأربعاء 14 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، حيث رجح مراقبون أن القرار جاء نتيجة كشف
القوة الإسرائيلية الخاصة بغزة وما تلاها من تصعيد عسكري، حيث فشلت العملية
الأمنية التي كانت تخطط لها القوات الخاصة الإسرائيلية في خانيونس.
الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة
للعام الثاني عشر على التوالي، يحاصر الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 2
مليون فلسطيني يعيشون في قطاع غزة البالغة مساحته 365 كيلومترا مربعا، وهو ما تسبب
بتفاقم وتردي كبير في جميع نواحي الحياة؛ الصحية، والاقتصادية، والإنسانية،
والسياسية، والبيئية .
كما يشهد القطاع تفاقم الفقر والبطالة، نتيجة الوضع الاقتصادي
المأساوي؛ بسبب الحصار والحروب الإسرائيلية، حيث تجاوزت الخسائر الاقتصادية
المباشرة وغير المباشرة 300 مليون دولار خلال العام الجاري، وفق ما أفاد به النائب
جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار.
استمرار الاستيطان الإسرائيلي
لم يتوقف الاحتلال عن الاستيطان، حيث شهدت الأراضي الفلسطينية وخاصة
القدس، تصاعدا كبيرا في وتيرة البناء في المستوطنات الإسرائيلية، وسرقة مساحات
كبيرة من الأراضي.
وفي الأسبوع الماضي، وافقت لجنة تابعة لوزارة الأمن الإسرائيلية، على
خطط لبناء نحو 2200 مسكن، في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة التي يستوطن فيها نحو
430 ألف مستوطن إسرائيلي منذ 1967، ويسكنها نحو 2.5 مليون مواطن فلسطيني، وفق ما
كشفته حركة "السلام الآن" الإسرائيلية الأربعاء الماضي.
وبفعل ما يحققه الاستيطان على أرض الواقع، فهو يقضي على حلم إقامة
الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، حيث يسعى الاحتلال إلى إقامة
"القدس الكبرى"، عبر ضم كبرى المستوطنات الإسرائيلية في القدس، وإخراج
العديد من المناطق الفلسطينية ذات الكثافة السكنية المرتفعة لخارج حدود بلدية
القدس، وذلك لتحقيق أغلبية يهودية في مدينة القدس المحتلة.
فشل أمريكا في إدانة "حماس"
فشلت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة نيكي هايلي الخميس 6 كانون
الأول/ديسمبر الحالي، في تمرير مشروع قرار أمريكي تقدمت به في الأمم المتحدة يدين
حركة "حماس"، بعد تأييد 87 دولة له، ومعارضة 57 دولة وامتناع 33 دولة عن
التصويت، في حين اعتبر بعض خبراء الاحتلال مشروع القرار بمنزلة "هدية"
من السفيرة الأمريكية التي تبنت سياسة منحازة للاحتلال، إلى "تل أبيب"
قبيل مغادرتها المنظمة الدولية.
مسيرات العودة مستمرة في جمعة "المقاومة".. هل ستنطلق بلبنان؟
دحلان يهاجم عباس بشدة.. تحدث عن الدولة التي يريدها (شاهد)
إصابات بقمع الاحتلال للمسير البحري الـ19 شمال قطاع غزة