أثارت تصريحات مسؤول كبير بوزارة الداخلية المصرية جدلا كبيرا، بعدما قال إن "سجون مصر أفضل من أمريكا وإسرائيل وتركيا.. وراتب السجين 6 آلاف جنيه".
وخلال ندوة "الداخلية الإنجازات والمبادرات" الأربعاء، أكد رئيس قطاع السجون، اللواء زكريا الغمري، أن عدد نزلاء سجون مصر أقل بكثير من سجون تركيا وإسرائيل وأمريكا، وأن راتب بعض السجناء من 3 آلاف إلى 6 آلاف جنيه شهريا، والسجون بها مستشفيات وخدمات صحية عالية المستوى وخدمة فورية، وعرض على أكبر الأطباء.
وأشار إلى تعليم السجناء بداية من محو الأمية وحتى الجامعة والدكتوراه، مضيفا أن الطعام بالسجون به "بط وحمام ونعام"، ووزارة التضامن صرفت 102 مليون جنيه معاشات لأسر السجناء خلال 2018.
واعترف ببيزنس السجون، وبأن قطاع السجون يمتلك آلاف الأفدنة المنزرعة وأفضل الخضراوات والفاكهة، ومصنع حلويات ينتج 90 طن شهريا، ومعالف ومزارع إنتاج البيض والطيور، ومصانع للأثاث الخشبي والمعدني والملابس، يتم بيعها بمعارض الوزارة وبمبادرة (كلنا واحد) لرفع الغلاء.
اقرأ أيضا: شهادات حية على الإهمال الطبي بحق المعتقلين في مصر
ويقبع نحو أكثر من 60 ألف معتقل مصري في سجون الانقلاب بأوضاع إنسانية صعبة. ونظرا لتزايد أعداد المعتقلين، قامت السلطات ببناء نحو 17 سجنا جديدا بعهد قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، حتى عام 2017، لتصبح 63 سجنا.
شهادة من المعتقل
"عربي21"، تحدثت إلى زوجة الإعلامي "خالد حمدي رضوان"، المعتقل منذ 27 آذار/ مارس2014، وحكم عليه بالسجن 15 عاما بالقضية المعروفة إعلاميا بـ"التخابر مع قطر"، عن أوضاعه وزملائه في المعتقل.
وتقول "فاطمة الزهراء"، إنه يقبع في سجن العقرب سيئ السمعة مع 3 آخرين بزنزانة 2.5متر× 3متر، والحمام بالزنزانة ودون ساتر، وما تبقى منها يفرشه الأربعة ببطاطين ميري ينامون ويجلسون عليها، لكل منهم 60 سم".
وأضافت بحديثها لـ"عربي21"، أنه "وقبل حلول الشتاء دخلت لهم (تجريدة) صادرت متعلقاتهم، ولم تترك سوى بطانية لكل منهم، وفقط سمحوا بشراء (كلسون) واحد من الكانتين بأضعاف سعره"، مؤكدة أنه حتى منتصف كانون الأول/ ديسمبر الجاري، لم يدخل لخالد بطانية، رغم برد الشتاء وبرد الزنزانة، حتى اشتكى من آلام في أصابع قدميه".
وتابعت: "هو ممنوع من الزيارة منذ نيسان/ أبريل 2017، (سنة و9 شهور)، ومنوع عنه العلاج، وقدمت شكاوي لمجلس حقوق الإنسان ومصلحة السجون ونيابة المعادي، دون جدوى".
وحكت كيف أنهم يعاقبون المعتقلين، بينهم خالد حمدي، بين زنازين (العزل) و(التأديب)، وقالت: "خالد حاليا في التأديب -دون معرفة أسباب- وهو أسوأ بكثير من العزل، وكان قد دخل منذ سنتين التأديب، وهي غرفة لا تعرف الضوء، وحكى لي كيف أنهم يأمرونه بخلع ملابسه إلا القليل، ويدخلون عليه فجأة، ويغرقونه بالمياه الباردة، وهكذا يتناوبون عليه".
وحول سبب إدخاله التأديب مرة سابقة، أوضحت: "لو اعترض أحد على أي وضع أو نظام ينقلونه فورا للتأديب، وذات مرة، لأنه من شدة البرد صنع طاقية من بطانية السجن، أدخلوه التأديب والعزل 21 يوما"، مبينة أنه "في العزل يبقى بملابسه، وممنوع من التريض والشراء من الكانتين، ويعطونه زجاجة مياه واحدة وأقل القليل من الطعام".
وطالبت زوجة خالد حمدي المنظمات الحقوقية بالتدخل لإنقاذ حياة زوجها التي تتعرض للخطر، معلنة مخاوفها من تعرضه للموت البطيء، وأن يعامل معاملة آدمية، والسماح بدخول العلاج له، والضغط على السجون لمراعاة وضعه النفسي والصحي، والسماح بزيارته، ومنع إدخاله التأديب والعزل.
شهادة معتقلة سابقة
وفي تعليقها، تقول الطبيبة المصرية نهى قاسم -معتقلة سابقا- "لو أن السجين يقبض راتب 3 آلاف جنيه لقرر آلاف الموظفين أصحاب الراتب 300 و400 جنيه الذهاب للسجن أكرم لهم"، موضحة بقولها: "الحقيقة، سجون مصر تختلف بدرجة الرداءة وسوء الحال، وتتفاوت بدرجة اللاآدمية التي يعيشها السجين ويعانيها أهله بزيارته".
وأكدت لـ"عربي21"، أنها ستتحدث عن تجربتها الشخصية وعن السجون بشكل عام وليس السياسي منها، مبينة أن "أغلب السجون مكتظة، والأعداد تزيد عن طاقتها، وبتجربتي بسجن دمنهور فالزنزانة مساحتها 4× 7 متر، بما فيها الحمام، وفيها 32 نزيلة، ومساحة الفرد بالزنزانة شبر وقبضة عرضا، و6 أقدام طولا، يعني حوالي 25 سم عرضا و150 سم طولا".
وقالت قاسم: "هذه المساحة لا تسمح للسجينة بالنوم على ظهرها، ولا فرد قدميها وثنيها، وتعيش فيها من أكل لنوم مدة تتجاوز 18 ساعة يوميا، والنوم على بطانية فوق الأرض"، مضيفة أن "سجن دمنهور غير مسموح فيه بالتريض، والسجينات لا يخرجن للشمس، ولا يسمح لهن بالخروج من العنبر، وفترة التريض بالأساس يسمح لهن فيها بالخروج لطرقة العنبر فقط، وهي مساحة الزنازين ذاتها".
وأكدت أن "المياه مقطوعة طوال اليوم ما عدا نصف ساعة 4 مرات يوميا، ومياه مالحة غير صالحة للشرب"، موضحة أنه لسوء الطعام فإن "السجينات الفقيرات يضطررن للعمل بخدمة سجينات أخريات للحصول على وجبة طعام".
وحول زيارات الأهالي تقول الطبيبة قاسم إنهم "يلاقون إهانة ومذلة ولاآدمية؛ بدءا من طوابير متكررة لكل خطوة من تسجيل الزيارة، للمرور بعدة بوابات، للتفتيش الذاتي عدة مرات، وتفتيش الزيارة عدة مرات، حتى يصل الأهل للحظة الزيارة المرتقبة بعد ساعات من المعاناة، ليدخلوا قاعة مزدحمة قذرة (أماكن الجلوس محدودة والباقي يفترش الأرض)، وذلك لأجل زيارة من 10 دقائق وحتى ساعة، وقد تكون الزيارة من خلف أسلاك لا تسمح بالرؤية ولا سماع الصوت".
وتحدثت قاسم عن زنازين التأديب وقواعد التأديب، واصفة إياها بمهزلة لا يمكن وصفها، قائلة: "بعض السجون كالعقرب، كل زنازينه للتأديب أصلا؛ فمساحتها لا تزيد على متر × مترين دون حمام (جردل فقط) وفيها 5 أفراد يتبادلون الجلوس؛ لأن الزنزانة لا تكفي".
هكذا استغل السيسي الكنيسة المصرية لصالح ابن سلمان
هل تم بيع قناة السويس للإمارات باسم الشراكة؟
الحكومة المصرية تبيع شركات الصلب خردة .. وخبراء يحذرون