خيّمت التداعيات المتواصلة لعملية اغتيال الكاتب والإعلامي السعودي جمال خاشقجي على أحاديث المشاركين في المؤتمر الثالث لمنتدى فلسطين الدولي للإعلام والإتصال "تواص"، الذي تنطلق أعماله غدا السبت في مدينة اسطنبول التركية.
وأكد رئيس فيدرالية الناشرين المغاربة، مدير نشر صحيفة "الأيام" المغربية نورالدين مفتاح في حديث مع "عربي21"، أن "الإعترافات المتتالية للسلطات السعودية بالمسؤولية عن عملية الاغتيال التي طالت الصحفي جمال خاشقجي، تمثل تطورا خطيرا في مسار الإنتهاكات التي ترتكبها سلطات عربية ضد صحفي لا يملك غير قلمه للتعبير عن رأيه".
وقال مفتاح: "لا أحد إلى حد الآن من المتابعين للشأن العربي والإسلامي والدولي قادر على تصديق ما جرى للإعلامي السعودي جمال خاشقجي، ولولا أن السلطات السعودية نفسها اعترفت بما اقترفه مسؤولوها، لم يكن أحد ليتصور أن تقدم جهة عربية رسمية في مبنى القنصلية على قتل صحفي ثم تقطيعه وتذويبه بالأسيد".
وأكد مفتاح، أنه و"منذ الإعلان عن اغتيال خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول، تضاعفت أعداد المرتادين على المقاهي في مختلف المدن المغربية لمتابعة تفاصيل عملية الإغتيال التي تخصصت قناة الجزيرة في متابعتها ونقلها إلى الرأي العام بالحجة والدليل، وهي ظاهرة تعرفها المقاهي المغربية فقط أثناء مباريات كرة القدم العالمية العالمية".
وأشار مفتاح، الذي يشارك ضمن فعاليات "منتدى فلسطين الدولي للإعلام "تواصل"، الذي تنطلق أعماله غدا السبت في مدينة اسطنبول، إلى أن "القنصلية السعودية في مدينة اسطنبول التركية تحولت اليوم إلى مزار سياحي لكل عاشق للحرية وزائر لإسطنبول، ليقف على آثار جريمة بشعة تم ارتكابها في مبنى ديبلوماسي وظيفته الأساسية خدمة رعايا ذلك البلد لا قتلهم"، على حد تعبيره.
لم تصل إلى نهايتها
من جهته أكد الكاتب والإعلامي القطري جابر الحرمي في حديث مع "عربي21"، أن "ما ظهر حتى الآن من التسريبات التركية حول عملية اغتيال جمال خاشقجي، لم يصل إلى نهايته، وأنه لا شك أن لدى الاتراك المزيد من الأسرار حول تلك العملية".
وأشار الحرمي، إلى أن "قناة الجزيرة القطرية اشتغلت بمهنية عالية وتمكنت من خلال معلوماتها الموثوقة وتغطيتها المتوازنة من الكشف عن جزء من حقيقة اغتيال خاشقجي".
وأضاف: "ما أعلنته السلطات الرسمية السعودية منذ بداية اعترافها بقتل خاشقجي داخل قنصليتها لم يكن في الحقيقة إلا ترديدا وتأكيدا للمعلومات التي أذاعتها قناة الجزيرة، لكنه مازال لم يصل بعد إلى تجلية الأمور بشكل نهائي، ويجب على السؤال الرئيس أين الجثة؟".
وأكد الحرمي، أن "السلطات السعودية والإماراتية تعيش اليوم عزلة غير مسبوقة، وأنه لا يمكن لنظام دولي يحترم الحدود الدنيا من القيم الديمقراطية والإنسانية فضلا عن المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، أن يقبل بالتعاون مع أنظمة تقتل مواطنيها بمثل هذه الطرق البشعة".
ما أعلنته السلطات الرسمية السعودية منذ بداية اعترافها بقتل خاشقجي داخل قنصليتها لم يكن في الحقيقة إلا ترديدا وتأكيدا للمعلومات التي أذاعتها قناة الجزيرة،
اقرأ أيضا: هكذا علقت برلين على رواية الرياض الجديدة حول "خاشقجي"
لماذا لجأ السعوديون إلى الأسيد للتخلص من جثة خاشقجي؟
تعرف على المادة المشتبه باستخدامها في إذابة جثة خاشقجي
روايات سعودية وتركية عن مقتل خاشقجي.. أيها سيصدق العالم؟