كشف مسؤولون أتراك أنه وفق التحقيقات الجارية في قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول، تبين أنه جرى التخلص من الجثة بطريقة بشعة باستخدام حمض "الأسيد"، بحسب ما نقلته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول تركي وصفته بـ"رفيع
المستوى"، أن السلطات التركية تتبع نظرية مفادها أن جثة خاشقجي الممزقة تم
التخلص منها باستخدام حمض الأسيد، في القنصلية السعودية أو في مقر القنصل العام
السعودي.
وقال المسؤول إن الأدلة البيولوجية التي تم اكتشافها
في حديقة القنصلية، تدعم النظرية القائلة بأن جثة خاشقجي تم التخلص منها بالقرب من
المكان الذي قُتل فيه، بعد أن مزقت أوصاله، مضيفا أن "جثة خاشقجي لم تكن
بحاجة إلى دفن".
وفي ضوء هذه النظرية التي تلقي بظلالها أمام
المحققين الأتراك، تبين "عربي21" ماهية هذا الحمض الكيميائي والمخاطر الناتجة
عن استخدامه، إلى جانب استخداماته المشروعة وغير المشروعة.
يسمى حمض "البوريك" أو Boric
Acid وهو مركب كيميائي مكون من خليط من الماء
وحمض البورون (أحد العناصر الكيميائية الأساسية)، وهو عبارة عن مسحوق غير عضوي
يتألف من أملاح معدنية بيضاء اللون، ويتكون بصورة أساسية من جزيئات البورون
البلورية، أي المرتبة كيميائيا على المستوى الذري، وتتحد مع بعض العناصر الغازية.
اقرأ أيضا: مسؤولون أتراك: هكذا جرى التخلص من جثة خاشقجي المقطعة
ويستخدم حمض "الأسيد" بشكل أساسي في
مكافحة الحشرات والآفات المنزلية في العديد من أنحاء العالم، كما يوجد بصورة
طبيعية في الينابيع الحارة والمياه البركانية، ويدخل في صناعة منتجات التنظيف مثل
مساحيق تنظيف الملابس ومعاجين الأسنان.
وجرى تسجيل هذا الحمض كمنتج ذي علامة مسجلة في عام
1983، ويتم تصنيعه وبيعه من أجل السيطرة على الحشرات الزاحفة، إلى جانب استخدامه
لعلاج الإصابات الجلدية لدى الإنسان، فهو يعمل كمادة مضادة للفطريات والبكتيريا،
ويمكن استخدامه في علاج أمراض والتهابات من أنواع عدة.
ولاحقا تسببت حالات التسمم المزمنة والخطرة من حمض
"الأسيد" والتي كانت تؤدي إلى الوفاة في بعض الأحيان بالنسبة للأطفال
والبالغين؛ في توقف استخدامه في معظم المنشآت الطبية، ويقتصر استخدامه حاليا في
صناعة بعض مستحضرات التنظيف المنزلية.
ويوجد لحمض "الأسيد" آثار سلبية قد تؤدي
إلى حالات تسمم حادة أو مزمنة، ويحدث ذلك في الغالب عندما يقوم شخص بابتلاع كمية
من منتجات مكافحة الحشرات المصنوعة منه، أو عند الاعتماد عليه بشكل متكرر كعلاج
وتطهير للجروح.
وسبق أن جرى استخدام حمض "الأسيد" كسلاح
وأداة انتقام قاتلة لكثير من الأشخاص، كونه يعد مادة سامة تعمل على تآكل كل ما
وقعت عليه، لذلك تقوم بإصابة من تقع عليه بالحروق والتشوهات؛ وهو ما يتشابه مع
حادثة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، في حال ثبتت صحة فرضية تقطيع جثته وإذابتها
بهذا النوع من الحمض الكيميائي.
ما يمكن معرفته عن المشتبه بهم بقضية خاشقجي (شاهد)
إلى أي مدى يمكن أن يدعم الغرب قضية خاشقجي؟
"BBC" تبث تسجيلا لم ينشر لخاشقجي.. قال إنه لن يعود لبلاده