نشر موقع "ميدل إيست آي" تقريرا للصحافية زينة طحان، تقول فيه إنه في الوقت الذي كان فيه نجوم هوليوود يقيمون حفلا في لوس أنجلوس لجمع التبرعات للجيش الإسرائيلي، كان الفلسطينيون في غزة المحاصرة يستيقظون ليوم جمعة جديد من الاحتجاجات والدماء.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن إسرائيل أشادت بالحفل الذي نظمته جمعية "أصدقاء جيش الدفاع الإسرائيلي"، في 1 نوفمبر/ تشرين الثاني، وحضره ممثلون، مثل آشتون كاتشر وجيرارد باتلر وآندي غارسيا، وأشادت بالداعمين لجمعهم مبلغا قياسيا، قيمته 60 مليون دولار أمريكي، وبحضور أكثر من 1200 شخص الحفل.
وتذكر الكاتبة أن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما وقع على مذكرة عام 2016، تضمنت مساعدة إسرائيل عسكريا بقيمة 38 مليار دولار، على مدى 10 سنوات، وهو أكبر التزام توقعه أمريكا في تاريخها، لافتة إلى أن هذا الحفل المرصع بالنجوم قوبل في فلسطين المحتلة بالغضب والشجب على منصات التواصل الاجتماعي.
ويلفت الموقع إلى أن أشتون كاتشر قام في عام 2016 "بإسكات" ناشط في حركة المقاطعة "بي دي أس" خلال حدث ترويجي قامت به شركة تأجير العقارات "إير بي أن بي"، التي كانت تعلن عن سكن في المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية، حيث قال كاتشر: "لكن هذه الشركة تقوم بجمع الناس معا، وتساعدهم على حب بعضهم".
وينقل التقرير عن أحمد أبو ارتيمة، وهو أحد منظمي احتجاجات مسيرة العودة الكبرى في قطاع غزة، قوله: "سيستخدم الجيش الإسرائيلي هذه الأموال لشراء المزيد من الرصاص والقنابل لقتل المزيد من المدنيين"، وأضاف أبو ارتيمة لـ"ميدل ايست آي": "قتل الجيش الإسرائيلي أكثر من 200 مدني، وجرح أكثر من 20 ألفا، من الرجال والنساء والأطفال الذين ينادون بحقوق الإنسان الأساسية، ولا يشكلون أي تهديد للجيش الإسرائيلي".
وتستدرك طحان بأنه بالرغم من صرخات انتهاكات حقوق الإنسان، وخروقات القانون الدولي، فإن أصوات الفلسطينيين في حفل لوس أنجلوس لم تسمع، مشيرة إلى أن حضور الحفل، الذي ضم أرنولد شوارزنيجر، والمغني سيل، استمتعوا بأداء غنائي قام به المنتج ومغني الراب فاريل ويليامز، الذي هوجم على وسائل الإعلام الاجتماعي؛ لأنه طلب حديثا من ترامب ألا يستخدم أغنيته "Happy" في تجمعات المؤيدين التي يقيمها، لكنه غناها في هذا الحفل.
ويورد الموقع نقلا عن هيني هفال، قولها في تغريدة لها: "لقد اخترع فاريل مستوى جديدا من المفارقة بعد أن طلب من ترامب أن يوقف استخدامه لأغنية Happy في تجمعات مؤيديه، ثم قام بغنائها في حفل جمع تبرعات لجيش الدفاع الإسرائيلي".
وقال أبو ارتيمة للموقع: "من الصعب فهم لماذا يقوم ممثلون وفنانون يحملون رسالة الحياة بدعم جيش يقتل بشكل ممنهج، وهو ما يتنافى مع جوهر الفن والحياة"، وأضاف: "بالنسبة لنا فإن كل من يدعم هذا الجيش فيداه ملوثتان بالدم".
وتنوه الكاتبة إلى أن هاشتاغ #HollywoodFundsTerror انطلق منذ أن تم ذلك النشاط، فبالنسبة لمحمود شعيبي، من مدينة نابلس في الضفة الغربية، فإن التمويل الذي تقدمه الحكومة الأمريكية من أموال دافعي الضرائب وتبرعات المواطنين الأمريكيين سمح لإسرائيل بأن "تكثف من احتلالها واستعمارها".
ويشير الموقع إلى أن شعيبي فقد 8 أفراد من عائلته عام 2002، عندما قامت الجرافات المصنعة أمريكيا بتدمير بيته في الوقت الذي كانت فيه عائلته داخله، وقال لـ"ميدل إيست آي: "استخدمت إسرائيل أموالها وأسلحتها لتدمير بيوتنا وأشجارنا ولقتل شعبنا.. ولا يهم من أين تأتي هذه الأموال".
وأضاف شعيبي: "لقد وصمونا بـ(الإرهاب)، مع أننا نقاتل لأجل أرضنا، وحتى (عندما نمارس) المقاومة (السلمية) كما نرى في غزة، فإن المتظاهرين يواجهون بالرصاص الحي.. لكن بصفتنا عائلات للشهداء والسجناء السياسيين، وكوننا شعبا يواجه الاحتلال، فإن هذه التبرعات ستقوينا وتجعلنا أكثر تحملا".
وينقل التقرير عن الناشط السياسي فريد طعم الله من رام الله، قوله إنه يعتقد بأن هناك حاجة لقيام الفلسطينيين بالمزيد لرفع مستوى المعرفة بالوضع الميداني في الضفة الغربية.
وقال طعم الله لـ"ميدل إيست آي": "لدى إسرائيل الأدوات الفعالة لتسويق نفسها على أنها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، والادعاء بأنها تحمل القيم ذاتها التي يحملها الشعب الأمريكي، خاصة عن طريق مجموعات الضغط الصهيونية.. ويحاولون إظهار إسرائيل على أنها ضحية الإرهاب الاسلامي والعربي".
وأضاف الناشط: "نحتاج للعمل مع الفلسطينيين في أمريكا وأوروبا لتغيير هذه الرواية، ويجب علينا أن نكون أكثر نشاطا في التوعية في أين تذهب هذه الأموال"، وأكد أن الأموال التي تم جمعها في هوليوود ستستخدم في مزيد من القمع للفلسطينيين، مشيرا إلى قانون الدولة اليهودية الذي أقره الكنيست في وقت سابق من هذا العام.
ويختم "ميدل إيست آي" تقريره بالإشارة إلى قول طعم الله: "كل دولار أمريكي يتبرع فيه لدولة الاحتلال يترجم إلى المساهمة في معاناة الشعب الفلسطيني".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
محللون إسرائيليون: إسرائيل في طريقها لقبول تهدئة مع حماس
فورين بوليسي: ما دافع قابوس الحقيقي للاجتماع علنا بنتنياهو؟
موقع أمريكي: التطبيع مع إسرائيل لا يخدم القضية الفلسطينية