قالت "واشنطن بوست" إن الولايات المتحدة وإسرائيل تعيدان النظر في قدرة الأمير محمد بن سلمان على المساعدة في فرض حل سلمي على الفلسطينيين، ومواجهة إيران، وذلك بعد جريمة مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين عبروا عن قلقهم من أن محمد بن سلمان لم تعد لديه إلا مساحة قليلة للمناورة ليواصل بناء علاقات تدريجية ودافئة بين إسرائيل وجيرانها العرب.
وقالت الصحيفة إن مصير ولي العهد سيترك تداعيات على رزمة التسوية السلمية التي طورتها إدارة الرئيس دونالد ترامب، وكذلك التعاون بين المعارضين لإيران.
ويلفت التقرير إلى أن الرئيس ترامب اعتبر السعودية دولة لها دور محوري في العلاقات بين البلدين، واستقرار المنطقة، وأكبر مستورد للسلاح الأمريكي، إلا أنه لم يقل الكثير عما يعنيه الدور السعودي المتراجع، خاصة دور الأمير محمد لإسرائيل وعملية السلام الإسرائيلي العربي.
وتنوه الصحيفة إلى أن صهر ومستشار الرئيس ومبعوثه الرئيسي للشرق الأوسط جارد كوشنر، ناقش مع دبلوماسيين وغيرهم الكيفية التي سيؤثر فيها وضع ولي العهد على الخطط الأمريكية.
ويفيد التقرير بأن السعودية اعترفت بمقتل جمال خاشقجي، الكاتب في صحيفة "واشنطن بوست"، في القنصلية السعودية في اسطنبول في الشهر الماضي، مستدركا بأن المواقف المتغيرة التي برزت من المملكة حول الحادثة أثارت قلق الكثيرين داخل الإدارة، الذين قالوا إن ما جرى في تركيا قد يترك لدى الأمير نفوذ أقل لقيادة تحولات سياسية وثقافية صعبة.
وتجد الصحيفة أنه رغم شجب الأمير محمد القتل، ونفيه أداء أي دور فيه، إلا أن التصريحات والبيانات الصادرة من الولايات المتحدة لم تبرئه بشكل كامل، ولا يعتقد المسؤولون الحاليون والسابقون أن عملا قاتلا بهذا المستوى قد تم دون علم من الأمير أو موافقته.
وبحسب التقرير، فإن صوت إسرائيل ارتفع في الدفاع عن ولي العهد، حيث دعت إلى الفصل بين جريمة القتل وأهمية السعودية الاستراتيجية، مشيرا إلى تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي وصف ما جرى في اسطنبول بـ"المروع"، لكنه أكد أهمية استقرار السعودية للمنطقة والعالم.
وتشير الصحيفة إلى أن تصريحاته لقيت قبولا من وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد الخليفة، الذي وصفها بأنها قدمت "رؤية واضحة للاستقرار في المنطقة، ودور السعودية في تحقيق هذا الاستقرار".
ويلفت التقرير إلى أن الأمير محمد أصبح من الأصوات القيادية في استراتيجية مترددة ومحفوفة بالمخاطر للحديث بشكل علني عن العلاقات السرية السعودية الإسرائيلية، مشيرا إلى أن المسؤولين الأمريكيين عبروا عن أملهم في قيادته علاقات عربية إسرائيلية تكون في النهاية أساسا لبرنامج ترامب للسلام.
وتعلق الصحيفة قائلة إن هذا كان طموحا كبيرا، وأصبح محل شك في صيف هذا العام، فأكد الملك سلمان للقادة الفلسطينيين والعرب أن الرياض لن تقبل بخطة سلام لا تشمل القدس الشرقية عاصمة لفلسطين، وأخبر القادة السعوديون والعرب كوشنر أن قرار إدارة ترامب نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس سيؤثر على دعمهم للخطة التي بدت وكأنها محتومة.
وينقل التقرير عن مسؤول سعودي، قوله: "يرى المسؤولون الإسرائيليون أن (أم بي أس) جيد لأهدافهم.. صحيح أن (أم بي أس) ذكر مرارا أنه يريد شرق أوسط مختلف، ولم يظهر تعاطفا مع الفلسطينيين كما كانوا يرغبون"، وقال عن إيران: "منح (أم بي أس) إسرائيل أمنا أعظم نظرا لرؤيته لها على أنها أكبر تهديد".
وتذكر الصحيفة أن مبعوث ترامب للشرق الأوسط جيسون غرينبلات زار إسرائيل هذا الأسبوع، وسط إشارات عن قرب الإعلان عن الخطة، التي تم وضعها على الرف أكثر من مرة، لافتة إلى أن ترامب التقى نتنياهو، وقال إن الخطة سيعلن عنها في مدى شهرين أو أربعة.
ويجد التقرير أنه من غير المعلوم إن كان خاشقجي، الذي قتل بعد أسبوع من اللقاء، قد أدى إلى تغيير الخطة، مرجحا أن تحتوي الخطة على خطط لتسوية العلاقة بين إسرائيل وجيرانها العرب، والضغط على الفلسطينيين لقبولها.
وتفيد الصحيفة بأن رزمة السلام التي أعدها فريق ترامب تعرضت لعدد من التعديلات، بما في ذلك خطط لتلطيف الأجواء للمحادثات والضغط على الفلسطينيين، مشيرة إلى أنه كان من المتوقع من ابن سلمان القيام بهذا، إلا أن "جناحه بات مقصوصا"؛ بسبب نقل السفارة، ومقتل خاشقجي الذي أثار أسئلة بشأن تأثيره.
ويورد التقرير نقلا عن دبلوماسي، قوله إن "(أم بي أس) لن يقوم بالمهمة الصعبة التي كان من المتوقع قيامه بها، وهم يبحثون عما سيفعلونه"، فيما قال مسؤول إسرائيلي إن السعودية تؤدي دورا مهما في تشجيع خطوات دبلوماسية حدثت الشهر الماضي، فأرسلت الرياض إشارات إلى عمان والبحرين والإمارات العربية لتقوم بخطوات تقارب مع إسرائيل.
وأضاف المسؤول أن الخطوات الحالية بين إسرائيل ودول الخليج خاصة لم تكن لتتم لولا الدعم السعودي، وأضاف أن التغير في موقف السعوديين، "بحسب منظورنا، حدث بسبب (أم بي أس)، ففتح الباب أمام علاقات واضحة ورسمية مع دول في المنطقة".
وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالإشارة إلى أن نتنياهو زار عُمان الشهر الماضي، حيث تناقش مع السلطان قابوس التسوية السلمية وإيران، ووصف مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي الزيارة بالمهمة، وبأنها تمنح إسرائيل نفوذا في مجال التكنولوجيا والأمن والاقتصاد، بالإضافة إلى تعميق العلاقات مع دول المنطقة، والهدف هو مواجهة إيران، وفتح الاقتصاد الإسرائيلي القوي للاستثمار والشراكات العربية.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
FP: هل تكرر واشنطن خطأها مع صدام بدعم محمد بن سلمان؟
واشنطن بوست: القادم أسوأ في الشرق الأوسط
والت: ترامب مع الرياض والقاهرة وتل أبيب.. أين يذهب بالمنطقة؟