نشرت صحيفة "البايس" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن مرور شهر دون العثور على جثة جمال خاشقجي، الذي سبق وأن وصفه ابن سلمان "بالإسلامي الخطير" في محادثة هاتفية مع جاريد كوشنر صهر ترامب بعد اختفائه.
وقالت في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الجمعية العامة للأمم المتحدة أعلنت منذ خمس سنوات، عن نهاية زمن الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، وخصصت يوما دوليا لذلك، والذي يتوافق مع تاريخ الثاني من تشرين الثاني/ نوفمبر. لكن، إلى غاية الوقت الراهن لم تحدث تغييرات في هذا الصدد ولا زالت الاعتداءات ضد الصحفيين على حالها.
وبحسب تقرير اليونسكو، فإن 90 بالمائة من عشرات جرائم اغتيال الصحفيين التي تحدث كل سنة، والتي تقدر بحوالي 86 حالة في سنة 2018، لا تزال محل غموض، كما هو الحال بالنسبة لقضية جمال خاشقجي، الذي اختفى منذ شهر تقريبا دون العثور عن أي أثر لجثته.
وأضافت الصحيفة أنه بعد ما يقارب ثلاثة أسابيع من التسريبات التركية للصحافة حول التفاصيل البشعة لعملية قتل خاشقجي، اعترفت السعودية بخبر موته. وإلى حد اللحظة، كشفت التحقيقات التركية، التي تزعم أن لديها تسجيلا صوتيا حول ما حدث والذي قامت بمشاركته مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، أن خاشقجي قد "اختنق حتى الموت عند دخوله القنصلية".
في المقابل، على الرغم من الأدلة التي جمعها الأتراك، رفضت السلطات السعودية التعاون معها في كشف ملابسات القضية. بالإضافة إلى ذلك، رفض المدعي العام السعودي، سعود الموجب، الذي كان في تركيا هذا الأسبوع، الرد عن أسئلة نظيره التركي، واقتصر على دعوة المحققين الأتراك لزيارة الرياض للتحقيق في القضية مع نظرائهم السعوديين. في المقابل، عبرت أنقرة عن عدم استعدادها لذلك معتبرة أنه ليس ضمن اختصاصها.
وأفادت الصحيفة بأن مكان جثة خاشقجي هو إحدى القضايا المطروحة من قبل النيابة العامة التركية، والذي رفضت المملكة السعودية الكشف عنه.
ووفقا للتحقيقات التركية، فإن "الصحفي السعودي جمال خاشقجي قتل خنقا داخل قنصلية بلاده وتم تقطيع جثته للتخلص منها بناء على خطة معدة مسبقا".
عموما، كان هذا ما تم الإعلان عنه إلى حد اللحظة، على الرغم من أن العديد من المصادر قد رجحت في الأيام الأخيرة فرضية إذابة الجسم في مادة حامضة حتى تختفي تماما.
وفي هذا السياق، أوضح نائب رئيس حزب العدالة والتنمية، ياسين أقتاي، أنه "وفقا للمعلومات المتوفرة لدى تركيا، تم تقطيع جثة خاشقجي حتى يتم حلها بسهولة أكبر".
وأضاف قائلا: "أرادوا التأكد من عدم وجود أي أثر للجثة. لقد تم فحص كل الأماكن التي دلت عليها كاميرات المراقبة ولم يتم العثور على الجثة. عموما، إنّ قتل شخص بريء هو جريمة، وما فعلوه بالجثة هو جريمة أخرى وعار".
ونقلت الصحيفة أن الجهات الرسمية لم تؤكد هذه التسريبات، لكنها اعتبرت خيارا منطقيا من قبل الخبراء الذين تمت استشارتهم. وفي الوقت الحاضر، بحثت الشرطة العلمية عن أي بقايا أو آثار محتملة للجثة في بئر حديقة مقر إقامة القنصل السعودي، رغم رفض السعوديين مطلب تركيا بتفريغ البئر حتى يكونوا قادرين على التحقيق بشكل أفضل.
إلى جانب ذلك، تم تمشيط العديد من المناطق مثل غابات بلغراد ومقاطعة يالوفا، حيث مرت الشاحنات المستخدمة من قبل فريق يتكون من 15 سعودي وصلوا قبل يوم لتنفيذ عملية قتل خاشقجي بالقرب منها.
وتجدر الإشارة إلى أن السؤال المطروح في هذه المرحلة يتمحور حول هوية الشخص الذي أمر بقتل خاشقجي. وهو سؤال لا تستطيع سوى الرياض الإجابة عنه.
وفي الوقت الحالي، قامت السعودية باعتقال هؤلاء الأشخاص الخمسة عشر، إلى جانب ثلاثة آخرين لم يتم الكشف عن هوياتهم بعد. كما تم إقالة مسؤولين من المتعاونين مع ابن سلمان. في المقابل، رفضت الرياض تسليم المعتقلين ومحاكمتهم في تركيا.
وبينت الصحيفة أن السلطات التركية تعتزم إثبات أن ولي العهد السعودي كان متورطا في هذه المؤامرة، لأنه من غير المرجح أن تتم هذه العملية دون علمه، نظرا لمكانته في البلاد.
علاوة على ذلك، أكدت صحيفة "واشنطن بوست"، يوم الخميس، أن ابن سلمان قد وصف خاشقجي بأنه "إسلامي خطير" له علاقة بالإخوان المسلمين، الأمر الذي أزعج عائلته والتي نفت انتماءه للإخوان المسلمين.
أتلانتك: احتمالات نهاية سعيدة لخاشقجي تتضاءل
وول ستريت: ما تأثير مصير خاشقجي على سمعة الرياض بأمريكا؟
نيويوركر: مديرة في "رايتس ووتش" تعتبر ابن سلمان مثل القذافي