طرحت
مطالبة رئيس أعيان وشيوخ
ليبيا قوات "
البنيان المرصوص"، بضرورة التدخل لدعم
منطقة
الجفرة (وسط ليبيا)، تساؤلات عدة حول موافقة القوات، وتداعيات تواجدها في منطقة
نفوذ اللواء الليبي، خليفة
حفتر.
وأكد
الناطق باسم قوات "البنيان المرصوص"، محمد الغصري، تلقيهم مطالبة من قبل رئيس أعيان ليبيا، محمد المبشر، بضرورة التدخل
لدعم أهالي الفقهاء في الجفرة، بعد الأحداث الدامية التي شهدتها المنطقة على يد مقاتلي
"
داعش".
إشارة السراج
وأشار
الغصري إلى أن "القوات أبدت استعدادها لإنقاذ أهالي منطقة الفقهاء من بطش
"داعش"، وأنهم في انتظار تعليمات رئيس المجلس الرئاسي، فائز السراج، بصفته
"القائد الأعلى للجيش" للتحرك فورا"، حسب تصريحات صحفية.
وأثارت
هذه المطالبة والرد عليها من قبل "البنيان المرصوص" (عملية عسكرية تابعة
لحكومة الوفاق)، استفسارات حول: مدى استجابة القوات لذلك؟ وهل ستتعاون أم تصطدم بقوات
"حفتر" المسيطرة هناك؟
تعاون
بين "حفتر" و"البنيان"
من
جهته، توقع وزير الدفاع الليبي السابق، محمد البرغثي، حدوث تعاون بين قوات "البنيان
المرصوص وبين القوات التابعة للقيادة العامة المتواجدة هناك، ولن يحدث تصادم، فالطرفان
متفقان على قتال "داعش"، حسب تصريحات لـ"
عربي21".
وقال
الناشط السياسي من الشرق الليبي، فتح الله الفرجاني، إنه "حتى لو أصدر السراج قرارا
للبنيان المرصوص بالتوجه إلى منطقة نفوذ القوات المسلحة (قوات حفتر)، فلن تدخل هذه
القوات إلى هناك إلا بعد أخذ الإذن من القيادة العامة".
وأشار
في تصريحات لـ"
عربي21" إلى أن "قوات البنيان سبق أن أخذت الإذن من القيادة
العامة عند تمشيطها لمنطقة نفوذ الجيش جنوب سرت، كما تم التعاون مع غرفة "عمليات
سرت الكبرى" التابعة للقيادة العامة، لذا لن تقترب هذه القوات من الجيش (قوات
حفتر) إلا بموافقة القيادة وليس السراج"، حسب رأيه.
"فرصة
ذهبية"
ورأى
مدير منظمة "تبادل" الليبية (مستقلة)، إبراهيم الأصيفر، أن "الفراغ الأمني
الحاصل في منطقة الفقهاء خاصة والجنوب عامة يتطلب وجود قوات أمنيه شرعية لسد هذا الفراغ
الحاصل، وهذا أمر يخص المجلس الرئاسي بأن يقوم بتشكيل هذه القوة لبسط سيطرة الحكومة
على المناطق التي تعاني من فراغ أمني".
وأضاف:
"البنيان" انتهت كعملية عسكرية بانتهاء المهمة المكلفة بها، وهي تحرير مدينة
سرت من سيطرة "داعش"، والأمر الآن يخص جهاز مكافحة الإرهاب. وبخصوص
"حفتر"، فلا توجد قوات فعلية له هناك؛ لذا تعدّ هذه فرصة ذهبية للحكومة لبسط
نفوذها على الجنوب "المنسي"، حسب تصريحه لـ"عربي21".
"مغازلة
أم تنسيق فقط"
لكن
الباحث السياسي من مدينة مصراتة، علي أبو زيد، استبعد أن "تتحرك "البنيان
المرصوص" باتجاه الجنوب ما لم يقدم لها دعم وإمداد مناسب، وفي حال أصدر لها الأمر
العسكري بالتوجه إلى الجفرة وملاحقة فلول "داعش"، فلا أعتقد أنها ستتصادم
مع قوات حفتر".
وتابع:
"حفتر بدأ يغازل في قوات "البنيان المرصوص" بعد حوار القاهرة الأخير
كما ورد على لسان المتحدث باسم قواته، أحمد المسماري، والمرجح فقط أنه سيتم التنسيق
حتى لا تحدث احتكاكات بين الطرفين، ولا أعتقد أن التنسيق سيرتقي إلى درجة التعاون بينهما"،
وفق تقديراته.