قال المحرر الدبلوماسي في صحيفة "الغارديان" باتريك وينتور، إن وزير الخارجية البريطاني جيرمي هانت، ووزير الدولة في الخارجية المسؤول عن ملف الشرق الأوسط أليستر بيرت، سيتعرضان لضغوط هذا الأسبوع؛ بسبب علاقتهما مع السعودية، وضرورة توضيح الدعم البريطاني للحرب التي تقودها السعودية في اليمن.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن ذلك يأتي في ضوء الكشف عن مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، وأنه تم بطريق العمد، وعلى يد حلفاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
ويفيد وينتور بأنه ستتم مساءلة وزير الخارجية هانت ووزير شؤون الشرق في الخارجية بيرت، كل على حدة في مجلس العموم، ويطلب منهما توضيح علاقة بريطانيا مع السعودية، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تأتي وسط تقارير في الصحف كشفت عن أن المخابرات البريطانية كانت تعرف مقدما عن تحضيرات السعودية لقتل خاشقجي.
وتلفت الصحيفة إلى أن وزارة الخارجية البريطانية تؤكد بالتشارك مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن لا علاقة بين مقتل الصحافي خاشقجي والحرب التي مضى عليها حوالي أربعة أعوام في اليمن، مستدركة بأن الوزراء يقولون في أحاديثهم الخاصة إن التسامح مع استراتيجية ولي العهد السعودي القاسية يتبدد.
وينوه التقرير إلى أن ماكرون دعا يوم السبت لرد أوروبي موحد على مقتل خاشقجي، إلا أنه اختلف مع ألمانيا بشأن العقوبات التي ستفرض على أفراد متورطين في الجريمة، أم على النظام السعودي بشكل كامل.
ويذكر الكاتب أن بيرت، الذي التقى مسؤولين يمنيين في نهاية الأسبوع في البحرين، سيواجه اللجنة المختارة للشؤون الدولية يوم غد الثلاثاء، فيما ستتم مساءلة هانت يوم الأربعاء من لجنة الشؤون الخارجية.
وتقول الصحيفة إن هناك إشارات على فقدان نواب المحافظين الصبر مع السعودية، مشيرة إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان واصل الضغط على السعوديين، حيث إنه يطالب السعوديين بالكشف عن مكان جثة خاشقجي، أو تحديد العميل التركي الذين قالوا إنهم سلموه الجثة بعد الجريمة في داخل القنصلية السعودية في إسطنبول.
وبحسب التقرير، فإن السعودية تزعم أن عصابة من 15 مسؤولا سعوديا تجاوزوا صلاحياتهم وقتلوا خاشقجي الذي كان ناقدا مستمرا للنظام السعودي، وقال المدعي العام السعودي إنه تم إلقاء القبض على عدد من المسؤولين الأمنيين، بمن فيهم نائب مدير المخابرات أحمد عسيري، المقرب من ولي العهد.
ويجد وينتور أنه مع وجود خيط واضح بين الحرب في اليمن والوضع السياسي لولي العهد، إلا أنه كلما تم فضحه في قضية خاشقجي فإن حملته العسكرية غير الناجحة في اليمن تعرضت للنظر والتدقيق، لافتا إلى أن بريطانيا تلتزم بموقفها الرسمي من بيع السلاح إلى السعودية، بأن لا مانع من صفقات الأسلحة طالما لم تنتهك السعودية القانون الدولي الإنساني.
وتستدرك الصحيفة بأن حزب العمال المعارض يقول إن تأكيد الحكومة على أن لا حل سياسيا في اليمن لم يقرن بضغط حقيقي على السعودية للتفاوض على حل سياسي ينهي الأعمال العدوانية، إما من خلال ضغط سري، أو مبادرة علنية تدعمها الأمم المتحدة.
ويشير التقرير إلى أن بريطانيا تؤكد أن جماعة الحوثي، التي تدعمها إيران، وتقاتل الحكومة التي تحظى باعتراف الأمم المتحدة، تمثل تهديدا حقيقيا على السعودية، لافتا إلى أن بقاء الحكومة التي يترأسها عبد ربه منصور هادي يعتمد على الدعم السعودي والإماراتي.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن هادي سافر إلى واشنطن في زيارة مفاجئة الأسبوع الماضي في رحلة علاجية، وربما ارتبطت بالضغط من الكونغرس لوقف الحرب.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
إندبندنت: نائب بريطاني يحذر من تورط بلاده بجرائم اليمن
التايمز: تنحي ابن سلمان هو المخرج لأزمة خاشقجي
WP: هذه الخطوة الأولى لإعادة ضبط علاقة أمريكا مع السعودية