دعت صحيفة "واشنطن بوست" في افتتاحيتها إلى إعادة ترتيب العلاقة الأمريكية السعودية، قائلة إن مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي يستدعي عملية ترتيب طال انتظارها للعلاقة مع السعودية، وقائدها المتهور محمد بن سلمان.
وترى الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، أن البداية يجب أن تكون من اليمن، حيث بدأ ابن سلمان، مشيرة إلى أن مقتل خاشقجي يجب أن يقود إلى إعادة تقييم للعلاقات بين البلدين.
وتشير الصحيفة إلى أن "أم بي أس"، كما يعرف في الغرب، شن في السنوات الأخيرة سلسلة من المبادرات الخارجية المتهورة، التي أضرت بالمصالح الأمريكية، بما في ذلك قطع علاقاته مع قطر وكندا، واختطاف رئيس الوزراء اللبناني المؤيد لأمريكا.
وتستدرك الافتتاحية بأن "الطريقة الأفضل لنبدأ فيها إعادة تكييف العلاقات الامريكية السعودية هي أن نبدأ من حيث بدأ ابن سلمان: وهي الحرب الكارثية في اليمن".
وتلفت الصحيفة إلى أن السعودية وحلفاءها دخلوا اليمن عام 2015، بعدما سيطر المتمردون الشماليون على العاصمة صنعاء، وأطاحوا بالحكومة المؤيدة لها، ووعد السعوديون بعملية سرية ضد الحوثيين، مستدركة بأنهم وبعد أكثر من ثلاثة أعوام من القتال، ودعم أمريكي في القصف، الذي قتل آلافا من المدنيين، فإن السعودية وحلفاءها، الذين يضمون الإمارات، لا يقتربون من تحقيق هدفهم.
وتفيد الافتتاحية بأنه بدلا من ذلك فإن تلك الحملة أدت إلى ما تصفه الأمم المتحدة بأكبر كارثة إنسانية يشهدها العالم، وارتكبت جرائم وصفتها لجنة الخبراء في المنظمة الدولية بأنها تصل إلى حد جرائم الحرب، فيما هناك 8 ملايين من المدنيين يعانون من المجاعة، وأكثر من مليون مصابون بالكوليرا، وهو أسوأ وباء في التاريخ الحديث.
وتبين الصحيفة أنه مع ذلك، فإن القوات الإماراتية تتجاهل المناشدات التي أصدرتها الأمم المتحدة، وتواصل حصار ميناء، الذي تمر منه نسبة 70% من المواد الغذائية والأدوية والمواد الأخرى المستوردة.
وتنوه الافتتاحية إلى أن السعوديين يواصلون رمي القنابل المصنعة في أمريكا على المدنيين، ففي 19 آب/ أغسطس قتلت قنبلة 51 شخصا، بينهم 40 طفلا كانوا في حافلة مدرسية.
وتقول الصحيفة إن "السعوديين يزعمون أنهم يواجهون إيران، التي تدعم الحوثيين، إلا أن هؤلاء هم جماعة محلية لديها مظالم مشروعة، ولم تؤد الحرب إلا إلى زيادة التاثير الإيراني، وكما هو واضح ولبعض الوقت فإن المخرج الوحيد من الأزمة هو تسوية عبر التفاوض، إلا أن السعوديين عملوا جهدهم لتخريب المحاولات التي رعتها الأمم المتحدة لتحقيق السلام، وفشلت المحادثات التي خطط لها المبعوث الأممي في جنيف؛ بسبب رفض السعودية منح المسؤولين الحوثيين ممرا آمنا".
وتشير الافتتاحية إلى القلق المتزايد داخل الكونغرس من فترة، ففي آذار/ مارس، اقترب الكونغرس من الموافقة على قطع الدعم الأمريكي، وتوفير الوقود للطيران السعودي، وفي آب/ أغسطس وافق الكونغرس على مشروع قرار دفاعي يطلب من الإدارة تقديم شهادة بالتزام السعوديين في حماية المدنيين قبل تمرير أي صفقة سلاح، لافتة إلى أنه خلافا للأدلة المتوفرة، وضد نصيحة الخارجية، فإن الإدارة وافقت على شهادة للكونغرس الشهر الماضي.
وتعتقد الصحيفة أن "مقتل خاشقجي يجب أن يعيد طرح الموضوع كما يقترح سيناتورات من كلا الحزبين، ويطالب السيناتور الديمقراطي روبرت مينديز بتعليق طلب السعودية لشراء ذخيرة لقنابلها".
وتختم "واشنطن بوست" افتتاحيتها بالقول إن "صقور إيران في واشنطن سيصرخون بأن هذا سيكون في صالح طهران، لكن هناك حاجة لأن تعيد إدارة دونالد ترامب موقفها من الحملة التي تقوم بها السعودية ضد إيران، ويجب منع هذه من الهيمنة على المنطقة، لكن يمكن تحقيق هذا الأمر دون متابعة طموحات محمد بن سلمان الإمبريالية، التي لا يمكن تحقيقها بالطبع".
لقراءة النص الأصلي اضغط هنا
نيوريبابلك: لا تعولوا على الجمهوريين لمعاقبة ابن سلمان
نيويورك تايمز: حجة ترامب في التهاون مع السعودية كذبة مخزية
WP: هكذا اكتسب اللوبي السعودي التأثير في واشنطن