تحدث خبير إسرائيلي بارز الأحد، عن السياسية التي يعتمدها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في تعامله مع إيران وحزب الله، والتي من شأنها أن تقود "إسرائيل" إلى "كارثة".
وأوضح الخبير الإسرائيلي في الأمن القومي وأستاذ
العلوم السياسية بجامعة حيفا، أوري بار يوسف، أن "نتنياهو في خطابه الأخير أمام
الجمعية العام للأمم المتحدة، عرض بإحدى يديه التهديد النووي الإيراني، وبالأخرى
تهديد الصواريخ الدقيقة لحزب الله، وخلافا لهذا لم يكن لديه ما يعرضه".
وقال يوسف إنه "من الصعب التفكير بوجود زعيم
آخر في تاريخ إسرائيل، آمن بأنه عبر الكلام الفارغ والصور الملونة يستطيع أن يبعد
عنا الأخطار الحقيقية التي نواجهها"، لافتا إلى أن من سبق نتنياهو من القادة،
"أدركوا أنه بالكلام فقط لن يخدموا أمن إسرائيل ولا الإسرائيليين".
وحتى وقت متأخر، "عرضت تل أبيب سرا على جهات
مختلفة في العالم، معلومات استخباراتية حساسة عن إيران ومصانع صواريخ حزب الله،
لدفعهم للعمل ولم يعملوا؛ على حد علمنا"، وفق بار يوسف الذي نوه إلى أن
"نتنياهو آمن بالتسويق كحل لكل شيء، لذا فقد عرض المعلومات السرية في الأمم
المتحدة".
اقرأ أيضا: صحيفة: 6 ساحات تشكل اختبارا لقيادة الاحتلال.. تعرف عليها
وتساءل في مقال له بصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية:
"وماذا بعد؟ هل تتوقع قيام مظاهرات جماهيرية في نيويورك، باريس ومدريد دعما
لمطالبه؟"، مؤكدا أن "هذا لن يحصل، حيث إنه بحسب رأيه ما زال يعيش في
1938، ويرون في المصالحة مع إيران أنها الطريقة لحل المشكلة".
ولفت إلى أنه على "نتنياهو أن يعرف أننا لسنا
في 1938، وأن إيران ليست ألمانيا النازية، وأن حروبا كبيرة بين دول متطورة هي
ظاهرة آخذة في الاختفاء"، مضيفا أنه "على نتنياهو أن يعرف أيضا، أنه
خلافا للتهديدات الأمنية، التي واجهتها إسرائيل طوال سنوات وجودها، فإنها اليوم،
ليس لديها رد عسكري جيد على تهديدات الصواريخ الثقيلة والدقيقة التي يمتلك حزب
الله جزءا منها".
وذكر أن "إسرائيل أمام تهديدات كهذه لم تقف في
يومٍ ما في الماضي، فمن المعقول أنه في الحرب القادمة ستصيب مئات صواريخ كهذه ليس
فقط المنشآت الاستراتيجية لإسرائيل بل العديد من الأبراج السكنية في تل
أبيب"، منوها إلى أن "عقيدة الضاحية، تم وضعها في إسرائيل، ولكن حزب الله
يستطيع أن يطبقها، تحت عنوان: عقيدة وزارة الدفاع".
و"كابن لمؤرخ؛ فإنه يجب على نتنياهو أن يعرف، أن
إسرائيل كانت تمتلك ردا عسكريا جيدا عام 1973 (حرب أكتوبر) على تهديدات الحرب
العربية، وهذا الرد لم يتم تجسيده بسبب الفشل الاستخباراتي"، وفق الخبير.
اقرأ أيضا: خبير إسرائيلي: سباق مع الزمن لمنع تجدد التصعيد بغزة
وتابع: "نتنياهو يعرف بالتأكيد أنه نظرا لأن غولدا مئير قدرت بأنه يوجد لإسرائيل رد عسكري جيد على التهديدات العربية، فإنها لم
توظف جهودا كبيرة في تشجيع اتفاق سياسي كوسيلة لتحييد هذه التهديدات، ولكن ما كان
منطقيا عام 1973 ليس منطقيا اليوم".
وأكد بار يوسف، أن "المستوى السياسي العسكري في
إسرائيل، يرى في صواريخ حزب الله تهديدا مهما، وعلى أبعد تقدير فإنه يوجد لدينا
رد جزئي عليها"، مقدرا أن "إسرائيل في الحرب القادمة من شأنها أن تدفع
الثمن الأثقل منذ 1948".
وأشار إلى أن "نتنياهو خبير في الإرهاب، ولكن
يوجد لديه فهم في التفكير الاستراتيجي الذي تطور في فترة الحرب الباردة، وفي مركزه
وقف مفهوم "توازن الرعب"، الذي ارتكز على القدرة النووية"، مضيفا
أنه "رغم أنه لا يوجد لحزب الله في هذه المرحلة وإيران قدرة كهذه، ولكن في
أعقاب التطورات التكنولوجية الأخيرة، فإن إنتاج الصواريخ أرخص وأسهل مما كان في
الماضي، كما أن مستوى دقتها يمكن تطويره بصورة سهلة نسبيا".
وأما "النتيجة العملية فهي توازن رعب تقليدي،
ضاحية مقابل مقر وزارة الدفاع، ومطار الحريري مقابل مطار بن غوريون"، معتبرا
أن "التاريخ يعلمنا أن الوسيلة لمواجهة ميزان الرعب تمر بالحوار، وبناء الثقة
وإيجاد حلول عملية للتهديدات العسكرية".
وقدر أنه "من الواضح أنه ليس فقط لإسرائيل بل
لإيران وحزب الله، هناك مصلحة لمنع مواجهة عسكرية"، معتبرا أن "هذا
الأمر هو أساس جيد لبداية عملية حوار، بدلا من دس أصبع آخر في وجه قيادة إيران،
وتهديد حسن نصرالله بضربة قاضية لا يستطيع تصورها".
وختم الخبير مقاله بقوله: "كان يجدر بنتنياهو
أن يفكر أكثر قليلا في عبر التاريخ، التي تعلم أن الطريقة التي يعمل بها من شأنها أن
تقوده إلى كارثة"، مشددا على أهمية أن "يبحث نتنياهو عن طرق بديلة".
صحيفة: 6 ساحات تشكل اختبارا لقيادة الاحتلال.. تعرف عليها
تعرف على السياسة السكانية الإسرائيلية في القدس المحتلة
ضابط إسرائيلي: الجدار الأرضي لن يقضي على أنفاق غزة بالكامل