أكدت مصادر متطابقة في الجنوب السوري، أن "فصائل التسوية" أرسلت المئات من مقاتليها إلى منطقة ريف بادية السويداء، التي تشهد معارك يخضوها النظام السوري ضد تنظيم الدولة.
وفي التفاصيل، أوضحت المصادر أن القيادي السابق في
المعارضة أحمد العودة المسؤول عن "الفيلق الخامس" الذي تم حله من قبل
روسيا لرفض عناصره التوجه إلى الشمال السوري، نقل المئات من عناصره باتجاه بادية
السويداء، حتى تساند قوات النظام في هجماتها على تنظيم الدولة.
وطبقا للمصادر المحلية، فإنه من المفترض أن يصل عدد
المقاتلين الذين سيرسلهم العودة إلى حوالي 500 مقاتل، غالبيتهم من البدو بريف السويداء
الشرقي، موضحة أن المجموعة التي تم إرسالها للقتال في ريف السويداء ستكون بقيادة
"أبو صدام"، أحد القيادات السابقين في الجيش الحر، والذي كان يتبع لأحمد
العودة.
وفي هذا السياق، أكد الناشط الإعلامي محمود الحوراني
من درعا أن "إرسال العودة للمقاتلين جاء بطلب من روسيا، ضمن اتفاق جديد يمهد
للتوصل إلى حل وسط ما بين قاعدة حميميم العسكرية الروسية، وفصائل التسوية".
وأوضح الحوراني لـ"عربي21" أن "روسيا
طلبت من العودة إرسال المقاتلين، نظرا لصعوبة المعارك التي تخوضها قوات النظام،
والخسائر الكبيرة في صفوفها، الناجمة عن استماتة التنظيم في صد الهجمات".
اقرأ أيضا: أنباء عن اتفاق جديد بين "فيلق المصالحات الخامس" وروسيا
وسبق وأن أكدت مصادر لـ"عربي21"، أن فصائل
التسوية عرضت على الجانب الروسي، إنشاء جهاز "أمن عسكري" يتبع مباشرة
لقاعدة حميميم ولا علاقة للنظام به، بدلا عن الفيلق الخامس، مبينة أن روسيا اشترطت
إرسال عناصر التشكيل الجديد إلى بادية السويداء.
غير أن الحوراني، أكد أنه لا علاقة لهذا التشكيل
بالمقاتلين الذين أرسلهم العودة إلى السويداء، مبينا أن ذلك الاتفاق يخص ريف درعا
الغربي.
وعن الأسباب التي تستدعي مشاركة فصائل التسوية في
معارك ريف السويداء، أوضح مصدر عسكري من الجنوب أن عدم قدرة الطيران الحربي على
تغطية المعارك التي تدور هناك، يصعب المهمة أمام قوات النظام.
وبيّن المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، خلال
حديثه لـ"عربي21" أن قرب المعارك من المجال الجوي الأردني والإسرائيلي
وكذلك من منطقة "التنف" التي يسيطر عليها التحالف، يحد من قدرة الطيران
على المناورة، مشيرا إلى التوتر الذي يشوب المنطقة جراء إسقاط الطائرة الروسية من
طراز "أيل-20" وكذلك تسليم روسيا منظومة "أس 300" للنظام
السوري.
وقال إن "كل ما سبق يجعل روسيا بحاجة إلى
مساندة فصائل التسوية، كونها تمتلك الدراية الكافية في جغرافيا المنطقة المعقدة".
وكان الاتفاق بين فصائل المعارضة وروسيا، بعد انتهاء
العمليات العسكرية في الجنوب السوري، قد نص على تشكيل "الفيلق الخامس"
الذي يتبع لقاعدة حميميم الروسية بشكل مباشر، وانضمام هذه الفصائل له بعد تسليم
سلاحها الثقيل والمتوسط على أن تبقى ضمن مناطقها بسلاحها الخفيف.
المعلم يعلق على اتفاق إدلب ويحذر الأكراد من الانفصال (شاهد)
محللون: لهذا نقل النظام عناصر "داعش" إلى مشارف إدلب
اتفاق سوتشي.. من الفائز ومن الخاسر؟