كشف خبير عسكري معارض لنظام الأسد، عن طلب روسي من "حزب الله" اللبناني بالانسحاب من مواقع عسكرية تتمركز فيها قوات الأخير في مدينة حمص، وسط سوريا.
وفي التفاصيل، قال الخبير العسكري العميد المنشق عن النظام، أحمد الرحال، إن روسيا طالبت "حزب الله" بإخلاء مواقعها في ريفي حمص الغربي والجنوبي، إلى جانب مطار "الضبعة" العسكري.
وأرجع في حديثه لـ"عربي21" ذلك، إلى "وصول الصراع في سوريا إلى مراحله النهائية، والسباق على النفوذ".
ومجيبا عن سؤال "عربي21" حول احتمال وجود ضغوط إسرائيلية أو أمريكية وراء الطلب الروسي، قال الرحال إن "روسيا أكثر حرصا على أمن إسرائيل من أمريكا"، وأضاف: "لا تحتاج تل أبيب أن تضغط على موسكو وإنما هي صاحبة قرار في موسكو".
من جانب آخر، لم يستبعد الرحال أن تطلب روسيا من الحزب الانسحاب من مناطق أخرى، ومنها حلب.
ومقابل ذلك، وضع الرحال الطلب الروسي من "حزب الله " في خانة الصراع على النفوذ، فيما عزا الباحث بالشأن السوري أحمد السعيد ذلك إلى "المساومات ما بين واشنطن وموسكو على معركة إدلب".
وأوضح الباحث في حديث لـ"عربي21" أن "الغاية من التحركات الأمريكية الأخيرة في ملف إدلب، هي إرغام روسيا على تنفيذ تعهداتها بإخراج إيران وسحب مليشياتها من سوريا عموما، ومن الجنوب بشكل خاص".
اقرأ أيضا: نعيم قاسم يرد على طلب أمريكي بخروج حزب الله وإيران من سوريا
وأشار السعيد في السياق ذاته، إلى "ما يبدو صراعا خفيا بين موسكو وطهران على تثبيت النفوذ في سوريا"، مشيرا إلى الاتفاقيات العسكرية التي وقعتها طهران مع النظام السوري مؤخرا، لشرعنة وجودها في سوريا، استشعارا من طهران بقرب التوافق دوليا على إخراجها من سوريا.
وبالبناء على ذلك، رأى السعيد أنه "ليس صعبا أن يفهم من هذا الطلب الروسي -إن صحت الأنباء- نزولا عند رغبة إسرائيل بضرورة إخراج حزب الله من سوريا، ومن حمص التي تعتبر عقدة وصل الجغرافيا السورية ببعضها البعض".
وبعيدا عن الرأيين السابقين، شكك رئيس وحدة الأبحاث والدراسات في مركز "برق للاستشارات والدراسات المستقبلية"، محمود إبراهيم، بمصداقية الأنباء التي تتحدث عن مطالبة روسية لحزب الله بالانسحاب من مواقع سورية.
وذهب في حديثه لـ"عربي21" إلى القول: "حتى وإن صحت هذه الأنباء، باعتقادي هو طلب خلّبي، ولا وجود له على الأرض"، مشددا على بقاء إيران والمليشيات التابعة لها في سوريا.
لكن إبراهيم، ألمح إلى احتمال أن يعكس الطلب الروسي مساومات روسية-إيرانية على ملفات أخرى بعيدة عن الشأن السوري، متعلقة بملف الطاقة في بحر قزوين، وأنهى مستدركا: "لكن لا علاقة لإدلب التي خرجت من المعادلة بهذا الطلب الروسي".
اقرأ أيضا: ديلي بيست: هل يؤخر الأسد هجومه على إدلب؟
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد خلال لقائه رئيس النظام السوري الأسد في أيار/ مايو الماضي، على ضرورة انسحاب القوات الأجنبية من سوريا بأكملها بعد تفعيل العملية السياسية.
يذكر أن خلافا نشب في أيار/ مايو الماضي بين "حزب الله" وقوات روسية في مدينة القصير بريف حمص، إثر انتشار القوات الروسية في المدينة القريبة من الحدود اللبنانية، الأمر الذي عارضه "حزب الله".
اغتيال الحريري من 2005 إلى 2018 (إنفوغرافيك)
مصادر لـ"عربي21": جهات إيرانية تفتتح مكاتب "زواج متعة" بحلب
لماذا يركز نظام الأسد وروسيا على إعادة اللاجئين من لبنان؟