نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا أعدته مراسلتها من إسطنبول كارولوتا غال، تتساءل فيه عن مصير الصحافي جمال خاشقجي، مشيرة إلى أن هناك تقارير متضاربة تزيد من الغموض حول ذلك.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الغموض قد زاد يوم الأربعاء في ما يتعلق بمصير الصحافي السعودي المعروف خاشقجي، الذي دخل مبنى القنصلية السعودية في إسطنبول يوم الثلاثاء ظهرا، ولم ير منذ ذلك الوقت.
وتلفت غال إلى أن خاشقجي، الناقد الحاد للقيادة السعودية، ذهب إلى القنصلية لغرض الحصول على وثيقة ضرورية لزواجه الجديد، ولم يخرج منها، بحسب ما قالت خطيبته وأصدقاؤه المقربون، وفي يوم الأربعاء قالت الحكومة السعودية إنه دخل القنصلية وخرج منها، إلا أن الحكومة التركية تقول إنه لا يزال داخلها، فيما تقول خطيبته وأصدقاؤه إنه لا يزال داخلها،
وتنقل الصحيفة عن خطيبته خديجة، التي طلبت عدم ذكر اسم عائلتها حتى لا تتعرض حياته للخطر، قولها إنها انتظرته في الخارج حتى ما بعد منتصف ليلة الثلاثاء، وعادت عندما فتحت القنصلية أبوابها يوم الأربعاء، وقالت إنها لم تسمع أو تر خاشقجي منذ دخوله القنصلية في حوالي الساعة الواحدة والنصف يوم الثلاثاء، وتعتقد أن الحكومة السعودية قامت باحتجازه، إلا أن الحكومة السعودية اعتبرت التقارير عن اختفاء خاشقجي داخل القنصلية السعودية "عارية عن الصحة".
ويورد التقرير نقلا عن مسؤول سعودي، قوله إن "السيد خاشقجي زار القنصلية، وطلب أوراقا تتعلق بوضعه العائلي، وخرج منها بعد ذلك"، وتحدث هذا المسؤول بشرط عدم ذكر اسمه، مضيفا أن خاشقجي "ليس في القنصلية، ولا محتجزا لدى السعودية".
وتعلق الكاتبة قائلة إن اختفاء الصحافي يضع السلطات التركية أمام تحد دبلوماسي حاد، خاصة أن العلاقات بين البلدين ليست سلسة منذ أن وقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع قطر في الخلاف بينها وبين دول الخليج الأخرى التي فرضت عليها حصارا العام الماضي.
وتورد الصحيفة نقلا عن مستشار أردوغان لشؤون الأمن القومي إبراهيم قالين، قوله يوم الأربعاء، إن السلطات التركية تتابع القضية، وأضاف متحدثا للصحافيين: "تتابع الوحدات المعنية الموضوع.. بحسب المعلومات التي لدينا فإن هذا الشخص، وهو مواطن سعودي، لا يزال في القنصلية السعودية في إسطنبول".
ويفيد التقرير بأن وزارة الخارجية الأمريكية قالت إن الولايات المتحدة تتابع القضية عن كثب، وتطلب معلومات عنها، مشيرا إلى أن الصحافيين الدوليين تجمعوا يوم الأربعاء أمام القنصلية، المكونة من طابقين والمحاطة بجدار من الجوانب كلها، وتقع في حي راق في المدينة، فيما وضعت الشرطة الحواجز وأغلقت الشارع.
وتكشف غال عن أن خطيبته لا تزال تحمل هاتفين تركهما معها وتنتظر خروجه، وقالت: "لم يقل ذلك إلا أنه كان قلقا"، وأضافت أن القنصلية كانت متعاونة ومهذبة، إلا أن خاشقجي كان "حزينا ومتوترا"؛ لأنه مجبر على الدخول على القنصلية للحصول على الأوراق، وأخبر صديقا له أنه يخشى من تعرضه للاختطاف ونقله إلى السعودية لو دخل القنصلية.
وتنقل الصحيفة عن أعضاء في الجمعية العربية التركية، التي كان خاشقجي عضوا فيها، قولهم إنهم لا يزالون يعتقدون أنه لا يزال في داخل القنصلية، فيما قال صديق الصحافي ورئيس الجمعية توران كيسالاتشي، إن الشرطة التي توفر الأمن والحماية للقنصلية قامت بفحص الكاميرات التي لم تظهر خروج خاشقجي من المبنى، لكنه قال وغيره إن السيارات الدبلوماسية كانت تتحرك دخولا وخروجا من المبنى يوم الثلاثاء، ومن هنا فإن الخوف يكمن في أن يكون الصحافي، الذي يعيش في منفى اختياري منذ العام الماضي، قد تم إبعاده خفية إلى السعودية.
وينوه التقرير إلى أنه مع قيام ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بتدعيم سلطته، فإنه قام باعتقال المئات من العلماء والناشطين ورجال الأعمال، حيث اعتقل بعضهم قسرا ونقلوا إلى المملكة من الخارج.
وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن خاشقجي كان مستشارا للمسؤولين السعوديين الكبار والنخبة الحاكمة، حتى انشقاقه العام الماضي، وأصبح ناقدا ناشطا للحكومة السعودية من واشنطن حيث استقر، ولأنه طلق زوجته التي بقيت في السعودية فإنه ذهب للقنصلية للحصول على وثيقة طلاق تثبت أنه غير متزوج ليتزوج خطيبته التركية.
لقراءة النص الأصلي اضغط هنا
إيكونوميست: القمع في السعودية يصل لمستوى جديد.. كيف؟
"وول ستريت جورنال" تنتقد ابن سلمان بعد احتجاز خاشقجي
"نيويورك تايمز" تكشف تفاصيل اعتقال خاشقجي في تركيا