نشر موقع "ذا أتلانتك" تقريرا للكاتب كريشناديف كالامور، يقول فيه إن قرار روسيا تزويد النظام السوري لبشار الأسد بنظام الدفاعات الصاروخية "أس-300" جاء رغم التحفظات الإسرائيلية على القرار، ووسط توتر في التحالف "الغريب" بين البلدين.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن التحالف بين روسيا وإسرائيل في خطر، لافتا إلى أن قرار موسكو جاء بعد أسبوع من سقوط طائرة تجسس روسية فوق البحر المتوسط، ومقتل 15 شخصا كانوا على متنها، حيث كانت الدفاعات السورية تهاجم المقاتلات الإسرائيلية التي ضربت المنشآت التي تنقل منها الأسلحة لحزب الله، وحملت روسيا من جانبها إسرائيل مسؤولية الهجوم.
ويرى كالامور أن الحادث يلخص التحالفات المعقدة في الحرب الأهلية السورية، التي مضى عليها أكثر من سبعة أعوام، وكيف تتداعى بسرعة، في وقت يبدو فيه الأسد باقيا في السلطة على المدى القريب.
ويقول الموقع إن الأسد كان في طريقه للخروج، مثل بقية الحكام العرب الذين واجهوا ثورات الربيع العربي في عام 2011، لولا تدخل الجماعات الوكيلة عن إيران وروسيا، التي رجحت كفة الأسد في الحرب، وهزمت قواته تقريبا كل فصيل معارض لحكمه، وتم قطع رأس تنظيم الدولة، الذي كان في وقت قوة يحسب لها حساب في سوريا.
ويلفت التقرير إلى أن هناك إسرائيل، الدولة اليهودية التي كانت تريد منع تقدم الجماعات الإيرانية، وإقامة قواعد دائمة لها قرب الحدود السورية معها، بالإضافة إلى التأكد من عدم تحويل حزب الله سوريا إلى قاعدة انطلاق عمليات ضدها، وأقامت إسرائيل تحالفا قويا مع روسيا لمواجهة التغيرات في سوريا، مستدركا بأن إعلان روسيا يوم الاثنين أنها ستزود حليفها السوري بمنظومة الدفاعات الصاروخية "أس-300" يعد نكسة للتحالف الروسي الإسرائيلي.
وينوه الكاتب إلى أنه بعد إسقاط الطائرة الروسية بدا أن الطرفين يتجهان نحو المصالحة، حيث اتهمت وزارة الدفاع الروسية المقاتلات الإسرائيلية باستخدام الطيران الروسي غطاء، وهو ما أسهم في تحطمها، ثم عاد الرئيس فلاديمير بوتين وقدم لهجة تصالحية قائلا إن السقوط كان "حادثا مؤسفا".
ويستدرك الموقع بأن الوضع تغير عندما اتهمت موسكو إسرائيل بتحمل المسؤولية كاملة، وقالت إنها ستزود سوريا بنظام "أس-300"، مشيرا إلى أنه حتى حادث الأسبوع الماضي، فإن روسيا وإسرائيل استطاعتا تنحية التناقضات في الساحة السورية جانبا، أي تقوية نظام الأسد بالنسبة للروس، ومنع إيران وحزب الله من إقامة قواعد دائمة في سوريا.
ويذهب التقرير إلى أن إعلان روسيا أنها سترسل أسلحة متقدمة للأسد سيعقد من دينامية العلاقة، مشيرا إلى أن النظام الجديد أكثر دقة، وكما كتب الصحافي الإسرائيلي باراك رايد، في "أكسيوس"، فإنه سيحدد من حرية الطيران الإسرائيلي للعمل في سوريا، و"بالتأكيد فإن إسرائيل شنت مئات الغارات داخل سوريا منذ بداية النزاع، لكنها قد تحتاج لاتخاذ الحذر الآن، فلو أصابت سوريا طائرة إسرائيلية فإن احتمال اندلاع حرب إقليمية وتورط سوريا وإيران وروسيا والولايات المتحدة أيضا هو احتمال كبير".
ويبين كالامور أنه "نظرا لخوف إسرائيل من التداعيات، فإنها أرسلت وفدا إلى موسكو؛ لشرح وجهة نظرها وروايتها حول سقوط الطائرة الروسية، إلا أن موسكو رفضت شراء التبرير الإسرائيلي، فهي وإن أكدت أن إسرائيل ليست مسؤولة عن تحطم الطائرة الروسية، إلا أنها تتحمل المسؤولية بسبب استخدام طائراتها الطائرة الروسية غطاء".
وينقل الموقع عن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، قوله إن نظام "أس- 300" سيؤدي إلى تخفيف غطرسة البعض في إسرائيل، ويمنع أفعالا لا يتم التفكير بها بحذر.
ويختم "ذا أتلانتك" تقريره بالقول إن "البلدين يحتاجان لبعضهما، فروسيا بحاجة إلى إسرائيل بسبب علاقاتها القوية مع الغرب، الذي فرض معظمه عقوبات على موسكو بسبب عدوانها في أوكرانيا، ومحاولة الاغتيال في بريطانيا، وبالنسبة لإسرائيل فهي بحاجة لروسيا؛ لأنها الدولة الوحيدة القوية التي يمكن أن تؤثر على أفعال إيران، وربما كان حادث الأسبوع الماضي نكسة مؤقتة، وليس انفجارا دائما في العلاقات".
لقراءة النص الأصلي اضغط هنا
فورين بوليسي: هذه قصة برنامج إسرائيل السري لدعم فصائل سورية
نيويورك تايمز: هل سينهي الهجوم على إدلب الحرب السورية؟
أوبزيرفر: هكذا تهيئ روسيا الغرب لمذبحة إدلب