اتهمت روسيا إسرائيل بشكل رسمي بالتسبب بإسقاط طائرتها العسكرية فوق سوريا، حيث أشارت وزارة الدفاع الروسية إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي استخدم الطائرة المنكوبة كغطاء ضد الصواريخ المضادة للطيران.
وتسبب سقوط الطائرة بحدوث توتر بين موسكو وتل أبيب، وقامت على إثره روسيا بتسريع تسليم صواريخ إس 300 للنظام السوري. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إن التسليم سيتم خلال أسبوعين.
وقامت موسكو في الوقت ذاته بنشر نقاط مراقبة عسكرية على حدود سوريا مع الجولان المحتل، لتحل محل القوات الدولية التي كانت منتشرة في المنطقة.
واعتبر المحلل السياسي الروسي "فتشسلاف ماتازوف" نشر هذه القوات أمرا طبيعيا ومؤقتا وليس دائما.
وأكد "ماتازوف" في حديث لـ "عربي21"، على أن هذه القوات هي شرطة عسكرية، وجاء نشرها لتهدئة مخاوف إسرائيل التي طلبت سحب أي قوة عسكرية مرتبطة بإيران.
ونفى أن يكون نشر هذه النقاط له علاقة بحالة التوتر التي تسود العلاقة الروسية الإسرائيلية، وإنما جاءت بطلب إسرائيلي، وتحت مظلة شرعية، ألا وهي الأمم المتحدة.
من جهته، قال المختص بالشأن الإسرائيلي حسن مرهج إن "أي تطور سواء كان ميدانيا أو سياسيا في سوريا علينا أن نضعه في إطار الانتصارات التي حققها الجيش السوري، وبالتالي فإن مسار التطورات الميدانية فرض إيقاعا سياسيا يتناسب مع رؤية دمشق تجاه الحلول المستقبلية".
وتابع مرهج في حديث لـ "عربي21": "انطلاقا من موقف روسيا الداعم للدولة السورية، وفي إطار تعزيز الواقع الميداني الذي فرضه الجيش السوري، كان لا بد من نشر نقاط مراقبة روسية على خط الفصل في الجولان".
ولفت إلى "أن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية "إيغور كوناشينكوف"، أوضح أن بلاده أسهمت بسحب التشكيلات المسلحة الموالية لإيران من قرب الحدود السورية الإسرائيلية".
واعتبر أن "نشر هذه النقاط وسحب القوات الموالية لإيران من الحدود السورية مع الجولان المحتل يعبر عن رغبة روسيا في كف يد إسرائيل عن سوريا، ووضع حد لأي هجمات إسرائيلية مستقبلية، من أجل عدم التصعيد والانجرار لحرب لا تريدها إسرائيل نفسها".
وأضاف مرهج: "في آخر هجوم إسرائيلي على سوريا وما تلاه من إسقاط الطائرة الروسية، والتي اتخذتها الطائرات الإسرائيلية كغطاء جوي لتنفيذ الهجمات، هذا الأمر وضع الإسرائيلي في مآزق سياسي و عسكري ودبلوماسي".
"وعليه سارعت روسيا لإغلاق الأجواء السورية، وفي هذا رسالة لإسرائيل بأن تلتزم بالاتفاقيات المبرمة مع روسيا، فقواعد الاشتباك باتت اليوم واضحة"، بحسب مرهج.
هل تنخفض الهجمات الإسرائيلية على سوريا؟
ويبقى السؤال: هل تنخفض الهجمات الإسرائيلية على سوريا، خاصة بعد أن نشرت روسيا نقاط مراقبة عسكرية على الحدود وقرارها بتحديد موعد قريب لتسليم صواريخ إس 300 لسوريا؟
وفي رده على السؤال، يقول المحلل السياسي الروسي " فتشسلاف ماتازوف": "طبعا من الممكن أن يخفض نشر هذه القوات الضربات الإسرائيلية، وأنا لا أتصور بأن تستمر إسرائيل في الهجمات العسكرية كما كانت من قبل".
وخلص بالقول إن روسيا أصبح موقفها متشددا تجاه إسرائيل، خاصة أن تل أبيب لم تلتزم بالاتفاق بينها وبين موسكو، والذي ينص على ضرورة إبلاغها بأي هجمة ستقوم بها على سوريا، وتوقع أيضا تعديل العلاقات بين البلدين على ضوء ما حدث.
من جهته، اعتبر المختص بالشأن الإسرائيلي حسن مرهج أن "تزويد الجيش السوري بصواريخ إس 300، هو رد عسكري ودبلوماسي روسي، وتحدّ لوزير الدفاع الإسرائيلي ليبرمان، الذي صرح قبل أن تعلن روسيا نتائج التحقيق في إسقاط الطائرة الروسية، بأن العمليات العسكرية ستستمر في سوريا".
كيف سترد إسرائيل؟
وحول الرد الإسرائيلي على صفقة الصواريخ، قال مرهج: "ربما ستحاول إسرائيل قصف قواعد هذه الصواريخ، وأعتقد بأنها ستقوم بهذه العملية العسكرية، وبالتالي عليها تحمل النتائج، فهي تعي جيدا أن الموقف الروسي ذو وجه واحد وواضح".
وتوقع أيضا "أن يكون هناك رد إسرائيلي دبلوماسي عبر زيارة قريبة لنتنياهو إلى موسكو، واللقاء مع الرئيس الروسي بوتين، في مسعى منه لمحاولة إعادة عمليات التنسيق".
وألمح مرهج إلى أن الرد الروسي سيكون بطلب مطالب من الجانب الإسرائيلي، منها التنسيق قبل القيام بأي عملية عسكرية في سوريا مستقبلا، ويمكن أن نسمع صدى لقاء نتنياهو وبوتين في القريب العاجل".
من جهته، قال أحمد رمضان، رئيس حركة العمل الوطني من أجل سوريـا، وعضو الهيئة السياسية، إن "إعلان روسيا تسليم نظام الأسد منظومة صواريخ أس300 فرقعة إعلامية".
وأوضح سبب ذلك إلى أن "منظومة أس400 الأحدث موجودة منذ تشرين ثاني 2015 بإشراف قاعدة حميميم، والسؤال لمَ لَمْ تطلق القوات الروسية هذه الصواريخ التي تتفاخر بأنها تغطي سوريا، وأغلب دول الشرق الأوسط؟".
هل يوقف تسلم النظام "أس300" طلعات إسرائيل فوق سوريا؟
علاقات معقدة بين روسيا وإسرائيل منذ 1947
مخاوف إسرائيلية على التفاهمات مع موسكو بعد حادث الطائرة