قال أريئيل كهانا الكاتب بصحيفة "إسرائيل اليوم" إن
"حادثة إسقاط الطائرة الروسية في أجواء سوريا في الأيام الأخيرة كشفت أن
علاقات الثقة المتبادلة بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والرئيس الروسي فلادمير بوتين
تبين أنها ضامنة لأمن إسرائيل، رغم أن الكثيرين حاولوا السخرية من كثرة السفريات
المتكررة لنتنياهو إلى الكرملين".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أنه "من الواضح أن نتنياهو ادخر لنفسه كنزا استراتيجيا لدى الروس، فقد نشأت بين الزعيمين تفاهمات سرية، لكنها أساسية تقضي بالتالي: إسرائيل لن تمس بالأسد، وبوتين يسمح لها بضرب الإيرانيين، لكن حادثة إسقاط الطائرة شكلت اختبارا قويا لمدى صمود هذه العلاقة، لأنها تسببت بإحداث حالة من القلق والتوتر لدى نتنياهو".
وأوضح أن "أحد الكنوز الاستراتيجية التي
حصلت عليها إسرائيل في السنوات الأخيرة تتعرض لهزات مؤلمة في الأيام الماضية، فقد
كان بإمكان نتنياهو أن يرفع أصابعه العشرة ترحيبا وابتهاجا بما حققه من تنسيق
وتعاون مشترك مع بوتين، لكن اليوم بعد ثلاث سنوات من إقامة جهاز التنسيق العسكري
العملياتي الروسي الإسرائيلي فها هو يتعرض في الأيام الأخيرة لاختبار شديد، وشديد
جدا".
وأشار أن "الإسرائيليين حاولوا بداية
الأمر التقليل من أهمية الحادثة من خلال الشح في المعلومات، لكن من الواضح أن
نتنياهو يقضي الأيام والليالي الماضية من أجل إنقاذ هذا التنسيق من التدهور".
ولفت الكاتب إلى أنه "من الطبيعي أن من
يرسل الوفد إلى موسكو لاستيضاح الأمر هم السوريون الذين أسقطوا الطائرة الروسية،
وليس قائد سلاح الجو الإسرائيلي الجنرال عميكام نوركين، الذي طار إلى موسكو لتقديم
ما يشبه كشف حساب إلى الروس على ما قام به جنوده، وكأنهم هم من قتلوا الطيارين
الروس".
وأكد أن "الإسرائيليين يعلمون أن الحقيقة
هي الشيء الأقل أهمية في السياسة الدولية، لأنه في عالم باتت فيه روسيا بزعامة
بوتين هي اللاعب المركزي، فيجب أن تلعب الحقائق لتثبيت المصالح، لذلك فإن الأسد
وجنوده لن يدفعوا ثمن ما ارتكبوه من حماقات، في حين أن نتنياهو وجيشه يبدون المزيد
من لقلق والتوتر".
وأوضح أن "تل أبيب لديها رغبة باستمرار
الرقص مع موسكو على شبكة المصالح المتبادلة، ولديهما ذات المصالح المتساوية في
سوريا، وبموجبها نشأت الصفقة بينهما، وها هي اليوم تتعرض لاختبار شديد وامتحان
قاسي".
وختم بالقول إن "إسقاط الطائرة حصل في ظل
أن الحرب السورية الداخلية توشك على نهايتها، والمجتمع الدولي بات يسلم ببقاء
الأسد في السلطة، وسيبدو هناك القليل من الشرعية في حال أرادت إسرائيل المس
بالأسد، وما زال أمامنا المزيد من الأسابيع لنعرف مآلات الحلول المتوقعة لهذه
المشكلة التي تسببت بها إسقاط الطائرة الروسية".
هكذا ردت إسرائيل على تفاصيل موسكو حول إسقاط طائرتها
مجالس محلية بريف حماة تسجل ملاحظاتها على اتفاق إدلب
هل تستغل طهران شرخ إسرائيل وروسيا في تسريع نقل الأسلحة؟