عبرت مجالس محلية بريف
حماة الشمالي عن عدم رضاها عن بعض
مقررات الاتفاق التركي الروسي في سوتشي حول
إدلب، مطالبة الجانب التركي بإعادة
النظر بمصير مناطقهم، مشددين على رفضهم العودة إلى بلداتهم التي هجروا منها تحت
المظلة الروسية.
وفي التفاصيل، طالب نحو 25 مجلسا محليا في منطقتي الطار
وكرناز إلى الشمال من حماة (وسط
سوريا)،
تركيا بدعمهم لاستعادة مناطقهم الواقعة
تحت سيطرة النظام.
وقالوا في بيان اطلعت عليه "
عربي21" السبت، نحن
المهجرين من منطقة الطار وكرناز والبالغ عددنا أكثر من 25 قرية وبلدة ومزرعة،
والتي يقدر عدد سكانها حوالي 162 ألف نسمة موزعين في تركيا والمناطق المحررة
والمخيمات، إذ نرحب بأي اتفاق من شأنه التوصل إلى حل سياسي، نؤكد على أن يكون هذا الاتفاق شاملا، ونشدد على
رفض "العيش مع الروسي القاتل كضامن للحل".
وطالبوا بالمقابل، تركيا بإعادة النظر في الاتفاق، معتبرين
أنه "لا يرتقي لمستوى طموحات الثورة السورية".
وبحسب مصادر محلية، فإن هذه المناطق الخالية من السكان
والخاضعة لسيطرة النظام ستعتبر منطقة منزوعة السلاح تشرف عليها
روسيا، بحسب نص
اتفاق "سوتشي" حول إقامة منطقة عازلة في الشمال السوري.
المتحدث باسم "الجبهة الوطنية للتحرير"، النقيب
ناجي أبو حذيفة، قال إن "أهالي هذه القرى لا يريدون العودة إلى كنف النظام،
وهم لا يثقون بالجانب الروسي المحتل"، مشيرا إلى خشية الأهالي من تعرضهم
للاعتقالات والمضايقات كتلك التي تسجل في الجنوب السوري، ومناطق التسويات الأخرى.
وأضاف لـ"عربي21"، أن "من الطبيعي عدم
الوثوق بروسيا، وهي التي خرقت كل الاتفاقات بما فيها خفض التصعيد"، معتبرا أن
مطالب الأهالي في هذه المناطق مطالب محقة.
من جانبه، ألمح الخبير العسكري، العقيد أديب عليوي، إلى
سيطرة "هيئة تحرير الشام" التي باتت اليوم مستهدفة على قرار بعض المجالس
المحلية في هذه المناطق.
لكنه اعتبر في حديث لـ"
عربي21"، أن بنود الاتفاق
يجب أن تكون مرنة بمكان وقابلة للتعديل، حتى تتناسب مع الوضع القائم على الأرض.
ورأى عليوي، أن المدة التي تم الاتفاق عليها لإقامة المنطقة
العازلة بحلول منتصف تشرين الأول/ أكتوبر القادم، "مدة قصيرة جدا"، وقال إن "مشكلة بهذا الحجم، تتطلب ترسيم
مناطق جغرافية واسعة، لا تحل بهذه المدة القصيرة".
وبدا العقيد جازما بأنه "من غير الممكن أن ينجز
الاتفاق بهذا الوقت"، مرجحا أن يتم تمديد الفترة المحددة، لبحث هذه العراقيل
التي من بينها اعتراض المجالس المحلية، كما هو حال المشكلة التي أمامنا، كما قال.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير
بوتين قد اتفقا، الأسبوع الماضي، في سوتشي، على نزع السلاح من خط التماس بين قوات
المعارضة والنظام السوري في محافظة إدلب، بحلول 15 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.