نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا للصحافي مارك بانيتس، يتحدث فيه عن حادث إسقاط الطائرة الروسية "إيل 20" قرب مدينة اللاذقية السورية، وتداعياته على الرأي العام الروسي.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أنه بعد ساعات من سقوط الطائرة العسكرية الروسية فوق سوريا هذا الأسبوع، فإن أخبار الخمسة عشر عسكريا الذين قتلوا فيها بدأت بالظهور على وسائل التواصل الاجتماعي، لافتا إلى أن ردة فعل الشعب الروسي اتسمت بالغضب والصدمة والحزن، ما زاد من إضعاف التأييد لحرب لا تحظى أصلا بالشعبية.
ويلفت بانيتس إلى أن فيكتور كفسنكوف، البالغ من العمر 24 عاما، كان من بين ضحايا صاروخ الأرض جو الذي زودت روسيا نظام الأسد به، عندما ضرب طائرة الاستطلاع من طراز (إيل – 20) يوم الاثنين، مشيرا إلى أنه قيل إنه كان يعتزم الزواج من صديقته يوليا لدى عودته إلى روسيا، وكان قد كتب على موقع "في كونتاكتي"، الذي يعد أكبر شبكة تواصل اجتماعي روسية: "الفرح هنا والآن.. ولا يمكننا معرفة ماذا سيحصل غدا".
وتنوه الصحيفة إلى أن هناك ضحية آخر يدعى قنسطنطين نازاروف، وهو طيار تم إرساله حديثا إلى سوريا، وقال عنه صديق: "كان يحب الطيران بشكل جنوني"، وترك نازاروف خلفه زوجة وابنة عمرها خمس سنوات، وكتب نيكولاي باخريف على شبكات التواصل: "من الذي سيشرح لابنته لأجل ماذا مات أبوها؟ لأجل السلام في سوريا أينما كانت تلك البلد؟".
ويجد التقرير أن الآخرين كانوا أكثر صراحة، فكتب ديمتري أوليغوفيتش على صفحة خاصة بالصراع السوري على "في كونتاكتي": "لماذا نتورط في حرب أهلية في سوريا؟ فنحن لا ننفق أموالا طائلة هناك فقط، لكن أبناؤنا يقتلون هناك أيضا".
ويبين الكاتب أن الحملة العسكرية الروسية على مدى الأعوام الثلاثة لم تحظ بالدعم المحلي ذاته الذي حظي به ضم القرم من أوكرانيا عام 2014، الذي ولد موجة من مشاعر حب الوطن والانتماء له.
وتستدرك الصحيفة بأن نفقات الكرملين على الحرب وليس الخسائر العسكرية هي التي تثير الغضب، مشيرة إلى قول وزارة الدفاع إن عدد من سقطوا في الصراع السوري من قواتها المسلحة هو أكثر من 100 عسكري بقليل.
ويورد التقرير نقلا عن المحللة السياسية يكاترينا شولمان، قولها إن عدم شعبية الحرب في سوريا "ليست بسبب الخسائر في الأرواح، ما قد يبدو مفاجئا للغرب.. فالسياسة الخارجية كجزء من توجه لجعل روسيا عظيمة ثانية تحظى بشعبية، لكن بات ينظر إلى الحملة في سوريا على أنها مصدر للتكاليف غير الضرورية".
ويعلق بانيتس قائلا إن هذا الأمر صحيح في الوقت الذي يزداد فيه الغضب بسبب خطط الحكومة التي لا تحظى بشعبية لزيادة سن التقاعد من 55 عاما إلى 60 عاما للنساء، ومن 60 عاما إلى 65 عاما للرجال، مشيرا إلى قول شولمان: "ما يراه العامة هو أنه يبدو أن الأموال موجودة لكل شكل من أشكال المغامرات العسكرية الخارجية، لكن ليست لدينا أموال للشوارع والصحة والتقاعد".
وتقول الصحيفة إن تكاليف الصراع السوري لروسيا تعد سرا من أسرار الدولة، لكن المحللين يقولون إنها متواضعة لجيش حديث يحارب في بلد تبعد آلاف الأميال، لافتة إلى أن حزب يابلوكو المعارض قدر في شهر آذار/ مارس أن ما أنفق على الحرب وصل 2.7 مليار جنيه إسترليني، في الوقت الذي قدمت فيه مجلة "جينز" المتخصصة في الشؤون الدفاعية تقديرا مشابها تقريبا.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن هذا الرقم يبدو ضئيلا مقارنة بما أنفقته روسيا هذا العام على كأس العالم، حيث وصلت التكلفة لحوالي 7.7 مليارات جنيه إسترليني.
لقراءة النص الأصلي اضغط هنا
الغارديان: لإنقاذ إدلب علينا القبول بهذه الصفقة
عامل إغاثة بإدلب: الملايين منا عالقون وعلى العالم إنقاذنا
أوبزيرفر: هكذا تهيئ روسيا الغرب لمذبحة إدلب