نشرت صحيفة "الموندو" الإسبانية تقريرا، تحدثت من خلاله عن أحد أبرز الوجوه التي احتلت الساحة السياسية في ليبيا بعد إزاحة معمر القذافي.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته
"عربي21"، إن الشخص الذي يرغب في أن يصبح نسخة جديدة من الرئيس الليبي
السابق معمر القذافي، يجب أن يأخذ عنه الكثير من الصفات، الأمر الذي اعتمده خليفة
حفتر "الرجل القوي" القادم من شرق ليبيا.
وأشارت إلى أن "القذافي كان عقيدا، في حين أصبح
حفتر مشيرا منذ سنة 2016، وكان القذافي رجلا يحوم الغموض حول حياته الخاصة
وتحركاته، وهو ما جعل حفتر يختفي عن الأنظار ثم يعود إلى الأضواء مجددا في مناسبات
عديدة".
واستشهدت الصحيفة على ذلك قائلة إنه "على سبيل
المثال خلال شهر نيسان/ أبريل الماضي، شاعت أخبار تؤكد وفاة حفتر في إحدى مستشفيات
باريس إثر اختفائه المفاجئ، وبعد أيام من انتشار هذه الشائعات، عاد المشير إلى
ليبيا وأمر على الفور بشن هجوم جديد على المناطق التي يسيطر عليها المسلحون
الإسلاميون".
وأضافت الصحيفة أن "دائرة نفوذ المشير خليفة
حفتر توسعت بشكل كبير بعد تصفية معمر القذافي وبفضل أسباب عدة"، موضحة أن
"حفتر عمل على تعزيز تحالفه مع مؤسسات المجتمع المدني في طبرق، المنافسة
لحكومة الوفاق الوطني، كما بذل جهودا
حثيثة لتقوية علاقاته الخارجية بالاعتماد على الدعم الذي منحته إياه كل من مصر
والإمارات وخاصة فرنسا".
اقرأ أيضا: لهذا السبب طالب حفتر بتغيير سفير إيطاليا في ليبيا
وأردفت قائلة إن "خليفة حفتر قاد حملة عسكرية
قوية من أجل دحر المليشيات المسلحة الملقبة بتنظيم أنصار الشريعة التابع لتنظيم
القاعدة"، لافتة إلى أن "حفتر يهدف إلى القضاء على بعض المجموعات
المسلحة الأخرى القريبة من تنظيم الدولة والتي استولت على مدينة بنغازي، ثاني أكبر
المدن الليبية بعد العاصمة طرابلس، وعدة مدن في الجهة الشرقية من البلاد".
وأشارت الصحيفة إلى أن "خليفة حفتر أطلق على
هذه العملية العسكرية اسم معركة عملية الكرامة، التي انطلقت في 16 أيار/ مايو سنة
2014"، مؤكدة أن "ليبيا تعيش فوضى عارمة وموجات حادة من العنف، وبعد
مرور سنة على بداية معركة الكرامة، عين مجلس النواب الليبي في طبرق خليفة حفتر
قائدا للجيش الوطني الليبي".
وأوردت الصحيفة أن الحملة العسكرية لحفتر لم تحقق
نجاحا فعليا واسع المدى على أرض الميدان، وحتى نهاية شهر تموز/ يوليو سنة 2017،
فشل الجيش في استرجاع مدينة بنغازي من أيدي المليشيات، ووفقا لبعض وسائل الإعلام
الليبية، لم يستطع حفتر تحقيق انتصار كامل في هذه المدينة إلى حد اليوم.
وفي نهاية شهر حزيران/ يونيو الماضي، أعلن الجيش
الليبي عن بدء عملية تحرير مدينة درنة التي كانت معقل المليشيات المسلحة وتقع على
بعد 250 كيلومترا من مدينة بنغازي، ويعيش في هذه المدينة حوالي 125 ألف مواطن، مع
العلم أنها خضعت لحصار خانق من طرف الجيش الليبي.
اقرأ أيضا: ليبيا.. أبرز المحطات الفارقة منذ سقوط القذافي حتى اليوم
ونوهت الصحيفة إلى أن قوات حفتر استولت على مختلف
محطات النفط في مدينة درنة، فضلا عن منافذ التصدير في المدينة، لافتة إلى أنه "في
بداية شهر تموز/ يوليو الماضي، سلم حفتر المحطات النفطية إلى المؤسسة الوطنية
للنفط الليبية وهي مؤسسة تدير الموارد الليبية الغنية وواحدة من المؤسسات القليلة
الفاعلة في البلاد".
وأفادت الصحيفة بأن "حفتر تمكن من إعادة
الإنتاج الليبي للنفط إلى مستواه في سنة 2013"، مشيرة إلى أن "حفتر ولد
في سنة 1943 في مدينة أجدابيا الليبية، وشارك في الانقلاب الذي قاده معمر القذافي
سنة 1969".
وتابعت: "علاوة على ذلك، كان حفتر قائدا في
الحرب على التشاد خلال الثمانينيات، لكن هزيمته جعلت الكثير من الجفاء يطغى على
علاقته مع العقيد القذافي، كما عمل حفتر على تعزيز علاقاته مع وكالة المخابرات
المركزية وخصص عقدين من الزمن للتخطيط للإطاحة بالقذافي إلى أن حالفه الحظ باندلاع
ثورات الربيع العربي سنة 2011".
إنترسبت: هذا هو السيناريو الأسوأ للجيش الأمريكي بأفريقيا
لماذا تغرق طرابلس في المواجهات الضارية مرة أخرى؟