نشرت صحيفة
"
لوفيغارو" الفرنسية تقريرا، تحدثت فيه عن النائب الأول لرئيس الديوان
الرئاسي الروسي، سيرغي كيريينكو، الذي عينه فلاديمير
بوتين لهذا المنصب خلال شهر
تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وتدرج في المناصب، إلى أن وصل لمرحلة جعلت منه خليفة
محتملا لبوتين.
وقالت
الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن كيريينكو مرشح لخلافة
فلاديمير بوتين خلال
انتخابات سنة 2024؛ نظرا لأن الدستور الروسي لا يخول للرئيس
الحالي الترشح لولاية خامسة متتالية. وقد تولى سيرغي كيريينكو رئاسة المؤسسة الحكومية للطاقة النووية
"روساتوم" خلال الفترة الممتدة بين سنة 2005 و2016. وقد ساهم في تطوير
الأسلحة النووية من الجيل الأخير، التي تغنى بها الرئيس الروسي خلال خطابه الأخير
الموجه للأمة الروسية.
وأوردت
الصحيفة أن كيريينكو، البالغ من العمر 56 سنة، أشرف على السياسة الداخلية ضمن
المكتب الرئاسي، وقدم لرئيسه نجاحا باهرا في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، التي
عقدت بتاريخ 18 آذار/ مارس، التي فاز فيها بوتين بنسبة 76 بالمئة من الأصوات.
ووفقا للمرسوم الرئاسي في
روسيا، يتعين تشييد تمثال برونزي لكل بطل تتغنى به
البلاد، ومن المرجح أن يتم تشييد تمثال لكيريينكو في مسقط رأسه سوخومي المطلة على
البحر الأسود.
وأشارت
الصحيفة إلى تزايد التكهنات بشأن مستقبل كيريينكو اللامع بعد الإعلان يوم 18
حزيران/ يونيو، مع انطلاق فعاليات كأس العالم، عن تعيين أحد المقربين منه، وهو
ألكسندر خاريتشيف، في منصب رئيس الهيئة الإدارية المشرفة على مجلس الدولة. وتتألف
هذه الهيئة من حكام الفدراليات الروسية، وهي خاضعة لإشراف فلاديمير بوتين. ويتم
تداول شائعات حول إمكانية جمع بوتين لأعضاء هذه الهيئة من أجل دراسة بعض الإصلاحات
الدستورية، ومن المرجح أن يكون سيرغي كيريينكو مهندس هذه الإصلاحات.
وأكدت أن
سيرغي كيريينكو اعترف عشية إقالته من منصب رئاسة الوزراء في عهد بوريس يلتسن سنة
1998، قائلا: "أنا مدير محترف، يتم استئجاري للقيام بعمل معين". وقد شغل
هذا المنصب لفترة وجيزة امتدت من شهر آذار/ مارس إلى غاية شهر آب/ أغسطس، وقد أقيل
من منصبه على خلفية الأزمة المالية التي عصفت بالبلاد سنة 1998. وخلال شهر تموز/
يوليو سنة 1998، استدعى سيرغي كيريينكو فلاديمير بوتين، ليعلمه بإجراءات تعيينه على
رأس جهاز المخابرات الروسية، المعروف باسم جهاز الأمن الفيدرالي الروسي.
وبعد مضي سنة،
دعم كيريينكو الهيئة السياسية التي قادت بوتين إلى الحكم تحت شعار "بوتين
رئيس، كيريينكو في مجلس الدوما، يجب تعيين الشباب"، مع العلم أنه كان حينها
يدير حركة تحت اسم "القوة الجديدة". وخلال توليه رئاسة مؤسسة
"روساتوم"، عمل سيرغي كيريينكو على تعزيز سياسة روسيا النووية. ومن
جانبه، أشار الخبير في العلوم السياسية، نيكولاي بتروف، إلى أن "تقنيات عمل
كيريينكو ترتكز على إخضاع الناس للطاعة وتطبيق القرارات".
ونقلت الصحيفة
تصريحا أدلى به سيرغي كيريينكو خلال لقاء صحفي أجراه سنة 2011، أكد فيه أنه
"لطالما تأسف عن عدم إتقانه لفن الرسم وتأليف الموسيقى وفقدانه للمواهب
الفنية الأخرى. لكنه مبدع في إدارة الأزمات". وبعد توليه رئاسة مؤسسة
"روساتوم"، أعاد بوتين كيريينكو إلى قصر الكرملين خلال شهر تشرين الأول/ أكتوبر من سنة 2016.
وفي هذا
السياق، أفاد جليب بافلوفسكي، الذي شغل منصب مستشار سياسي لكيريينكو بين سنتي 1998
و2000، بأن "سيرغي كيريينكو شخص يلائم فلاديمير بوتين، حيث لا يحب القيصر
الروسي الأشخاص الذين يعرفون الكثير عن استراتيجيته".
وأوضحت
الصحيفة أن بوتين عين سيرغي كيريينكو في منصب النائب الأول لرئيس الديوان الرئاسي
الروسي، وقد أثبت كيريينكو أنه شخص براغماتي. وقد أوكلت إليه مهمة تحفيز نسبة
المشاركة في الانتخابات الرئاسية، لتبلغ 70 بالمئة، معتمدا على عدة أساليب تتراوح
بين المشاركة بصفة طوعية والإكراه. ومع تنظيم الانتخابات خلال شهر آذار/ مارس، تم
تسجيل امتناع 33 بالمئة فقط من الروس عن الانتخاب، وهذا دليل على أن بوتين ما زال
في حاجة لكيريينكو طيلة فترة ولايته الرئاسية.