اهتمت الصحافة الإسرائيلية بتغطية ما ظهر على أنه خلاف إسرائيلي داخلي على خلفية الموقف من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، والتقليصات الأمريكية في موازنتها، والتوجهات الخاصة بإعادة صياغة التفويض الممنوح لها.
وذكر الكاتب في صحيفة "إسرائيل اليوم"، ماتي توكفيلد، أن "انتقادات قاسية شهدتها الحلبة السياسية في إسرائيل، على خلفية موقف جنرالات المؤسسة العسكرية الذين هاجموا في اجتماعات مغلقة قرار الإدارة الأمريكية بتقليص المساعدات المالية المقدمة للأونروا".
وأضاف في تقريره الذي ترجمته "عربي21" أن "المواقف الصادرة عن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تتعارض مع المستوى السياسي في تل أبيب، الذي يبارك توجهات واشنطن، لإلغاء حق العودة، وتجميد مساعدات بمئات الملايين من الدولارات للأونروا، بما ينسجم مع السياسة الإسرائيلية المعلنة لإغلاق هذه المنظمة، مرة واحدة وإلى الأبد، بعكس ما ذكره أولئك الجنرالات في تلك النقاشات الداخلية".
اقرأ أيضا: واشنطن بوست: هل تقطع واشنطن الدعم عن الأونروا؟
ونقل الكاتب عن أحد الجنرالات الإسرائيليين الذي أخفى هويته، اعتباره أن "القرارات الأمريكية ذات العلاقة بالأونروا من شأنها إشعال المنطقة أكثر، وهي التي تجد نفسها على حافة المواجهة، ما جعل الأوساط السياسية في تل أبيب تعتبر موقف المؤسسة العسكرية مقلقا جدا، ومن شأنه أن يشكل إسنادا للموقف العربي الرافض للتوجهات الأمريكية".
من جهته، رحب وزير شؤون القدس زئيف ألكين بقرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب التي ادعى أنها "محقة"، زاعما أن "الحل النهائي للفلسطينيين المقيمين في الدول العربية يجب أن يكون في الدول ذاتها التي تستقبلهم".
وزعم أن "الأونروا عملت على تأبيد الصراع، واعتبرت منصة لمهاجمة إسرائيل، ولذلك كان يجب طي صفحتها منذ زمن بعيد"، على حد وصفه.
وفي السياق ذاته، قال السفير الإسرائيلي السابق في الأمم المتحدة، رون فروشاور، في مقال في صحيفة "إسرائيل اليوم"، إن "جنرالات الجيش الإسرائيلي يجب أن يفهموا أن الأونروا بحد ذاتها هي المشكلة، وليست الحل، بعد انتقاداتهم لسياسة ترامب تجاه المنظمة الدولية، وتوجهه بإغلاق ملف اللاجئين الفلسطينيين".
وزعم في المقال الذي ترجمته "عربي21" أن "الأونروا ذاتها تعمل على تخليد المشكلة القائمة، وتخشى على نفسها من حرمان الحق في وجودها على الأرض، ولكن لحسن حظها فإن في إسرائيل ذاتها من يدافع عنها انطلاقا من قصر في الرؤية، ورغم أن هناك العديد من الأوساط الإسرائيلية تنادي بإيجاد حل لمشكلة اللاجئين المستمرة منذ سبعين عاما، لكنهم في كل مرة يقولون إنه ليس الوقت المناسب للمباشرة في إيجاد الحل".
اقرأ أيضا: هكذا تفاعلت إسرائيل مع خطة ترامب بشأن حق العودة
وقال فروشاور، وهو رئيس معهد "أبا إيبان" للدبلوماسية الدولية في معهد "هرتسيليا" مهاجما "أونروا": "نرى أن الأونروا تبذل كل ما لديها من جهود لإبقاء قضية اللاجئين قائمة ومستمرة، بدلا من المساهمة في حلها، وتسعى لتحويل مؤسساتها لمنابر ومنصات للتحريض على إسرائيل، بدلا من العمل على ترويج مفاهيم التعايش، وتعزز تعاونها المشترك مع المنظمات المسلحة بدلا من محاربتها".
وختم بالقول: "إنني خلال السنوات الماضية بذلت جهودا كبيرة لإغلاق الأونروا، وأنا سعيد اليوم لأنني أرى أن واشنطن باتت تدرك غايات ما دأبت على المناداة به، وآمل أن تنتقل ذات القناعة لمقر وزارة الحرب في تل أبيب أيضا".
هكذا تفاعلت إسرائيل مع خطة ترامب بشأن حق العودة
قراءة إسرائيلية لخطابي أردوغان وخامنئي تجاه واشنطن
مطالبات إسرائيلية بفصل موظفي حماس من الأونروا