كشفت صحيفة "التايمز" البريطانية عن التحضيرات التي تقوم بها حركة طالبان في أفغانستان، وتجميع المقاتلين لسحق غريمها فرع تنظيم الدولة.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن المتشددين في حركة طالبان يحاولون الحصول على تعاون تكتيكي مع القوات الأمريكية والأفغانية، من خلال وقف الغارات الجوية في المنطقة التي سيجري فيها القتال؛ خشية إصابة المقاتلين من حركة طالبان، الذين سيواجهون العدو المشترك.
وتقول الصحيفة إن الطلب ربما كان خطوة أخرى باتجاه عملية سلام حقيقية بين حركة طالبان والحكومة الأفغانية وحلفائها الغربيين، ويأتي بعد عملية وقف إطلاق نار ناجحة نفذت أثناء عطلة عيد الفطر، فيما تجري محادثات استكشافية بين الولايات المتحدة ومسؤولين في حركة طالبان.
ويلفت التقرير إلى أن حركة طالبان سحقت مقاتلي تنظيم الدولة في شمال أفغانستان، بعد معركة استمرت يومين، فيما تقوم الآن بالتحضير لعملية عسكرية واسعة في معقل التنظيم في إقليم نانغارهار، مشيرا إلى أنه تم استدعاء المقاتلين من بقية الأقاليم، حيث يتوقع البدء بالهجوم في غضون أيام وسيمتد على مدار أسابيع.
وتفيد الصحيفة بأن الهجوم سيستهدف ثلاث مناطق قريبة من الحدود مع باكستان، حيث ثبت تنظيم الدولة حضوره منذ وصول أتباعه إلى أفغانستان في أثناء عام 2014، لافتة إلى أن الوحدة المدربة على شاكلة قوات الكوماندوز، وتسمى"الوحدة الحمراء" ستقود العملية في الجبال، خاصة أن جهودها تتركز على العمليات الخاصة، وهي الأكثر تجهيزا من الأسلحة التي غنمت من الهجمات على القوات الأفغانية والناتو.
وينقل التقرير عن مسؤول من حركة طالبان، قوله: "سيشارك جنود الوحدة الحمراء في عملية نانغارهار وهم يقاتلون ضد تنظيم الدولة في الأقاليم الشرقية".
وتنوه الصحيفة إلى أنه تم اختيار مقاتلي الوحدة الحمراء من أنحاء البلاد المختلفة، وهي قائمة على ألف عنصر، فيما يقدر قادة الناتو عدد مقاتي تنظيم الدولة في أفغانستان بحوالي 1500 مقاتل، وهو أقل من 3 آلاف في ذروة تأثيره، مشيرة إلى أن العدد تراجع بسبب زيادة الغارات التي شنتها الطائرات الأمريكية.
ويورد التقرير نقلا عن عسكري من حركة طالبان، قوله: "أمر مقاتلو حركة طالبان الذين يعملون في أنحاء مختلفة من البلد بالتجمع في المنطقة الشرقية من البلاد لشن عملية حاسمة"، لافتا إلى أنه تم تبادل مناطق في إقليم نانغارهار أكثر من مرة بين تنظيم الدولة وحركة طالبان والولايات المتحدة وحلفائها.
وتذكر الصحيفة أن مقاتلي التنظيم في العام الماضي هزموا حركة طالبان، وسيطروا على جبل تورا بورا، الذي كان المعقل الرئيسي لأسامة بن لادن، وشتتهم لاحقا الجيش الإفغاني بعد أيام.
وبحسب التقرير، فإن حركة طالبان ترغب في الحفاظ على الزخم ضد تنظيم الدولة، بعد النصر الذي حققته الأسبوع الماضي، مشيرا إلى أن حوالي 250 مقاتلا من تنظيم الدولة استسلموا للقوات الحكومية، وزعمت حركة طالبان أنها قتلت 150 عنصرا، وأسرت 100 منهم، بعد يومين من القتال، فيما شارك في القتال أكثر من ألفي مقاتل تم تجنيدهم من مناطق شملت هيلمند.
وتستدرك الصحيفة بأنه رغم كون العملية تظهر أنها العملية الأخيرة لطرد تنظيم الدولة من أفغانستان، إلا أن عقيدته متجذرة، ومن الصعب التخلص منها بشكل كامل، مشيرة إلى أن التنظيم حرف انتباهه إلى العاصمة كابول، حيث نفذ سلسلة من العمليات الفتاكة، بالإضافة إلى أن خلية خاصة تقوم بتجنيد المتعلمين، على خلاف حركة طالبان، التي تضم مقاتلين من البشتون في الأعم الأغلب.
ويشير التقرير إلى أن مسؤولي الناتو رفضوا التعليق على مطلب حركة طالبان بوقف الغارات الجوية أثناء العملية، لكنهم منحوا موافقتهم على الهجوم ضد تنظيم الدولة، وقال قائد القوات الأمريكية والتحالف في أفغانستان جون نيكلسون: "نلاحق تنظيم الدولة بشكل كامل، ولاحظنا أن حركة طالبان تقاتل تنظيم الدولة لأنه يجب تدميره".
وتنقل الصحيفة عن قيادي في التنظيم يتعافى من جراحه، قوله في حديث يعبر فيه عن تحديه للعملية المقبلة: "لسنا مندهشين، ونحن نقاتل حركة طالبان منذ عام 2015".
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول القيادي: "تدعم أمريكا حركة طالبان، وأعلم هذا لأنني كنت معها ولأكثر من عقد، وهي انتهازية تعمل ما تريده لتحقيق مكاسب سياسية، مثل محادثات السلام الأخيرة، ونحن أقوياء نانغرهار، ومستعدون لقتال حركة طالبان والولايات المتحدة، والجهاد هو عقيدتنا، وسنواصل العمل حتى النهاية".
"ديلي بيست" يكشف دور قطر بمفاوضات أمريكا وحركة طالبان
الغارديان: أدوار خطيرة جديدة للنساء في تنظيم الدولة
الغارديان: انتقاد لموقف بريطانيا تجاه معتقلين من "الدولة"