نشرت صحيفة "إندبندنت" تقريرا لمراسلتها بيثان ماكرنان، تقول فيه إن إعلان حركة الشباب الصومالية عن منع استخدام البلاستيك في المناطق الخاضعة لسيطرتها، كان مثارا لدهشة الداعين للحفاظ على البيئة.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن هذه الخطوة الصديقة للبيئة بدت متناقضة مع تصرفاتهم الأخرى، التي تشمل الهجمات والتفجيرات العشوائية في الصومال والجارة كينيا، بالإضافة إلى استغلال البيئة والتربح منها، من خلال تدمير ثروات الفحم الحجري والاتجار غير المشروع بالعاج.
وتلفت ماكرنان إلى أن المتطرفين اعتمدوا في الماضي على أدلة دينية لمنع التدخين والرقص وكرة القدم ومشاهدة الأفلام السينمائية، مستدركة بأن هناك الكثير من الأسباب وراء سياسة الجماعة الصومالية المرتبطة بتنظيم القاعدة.
وتنقل الصحيفة عن الزميل الزائر في مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن بروس هوفمان، قوله: "دائما ما يحاول المتطرفون جلب الانتباه وتحويله إلى الشرعية والتأثير"، ويضيف أن "حركة الشباب ليست الحركة الإرهابية الأكثر تطورا، وهي ليست دولية، لكن أفرادها جادون في مجال الحكم، وعلى مدار السنوات الماضية، وبارعون في فهم الموضوعات التي تترك أثرا على الجمهور الغربي، وهذا أحد الأمثلة الجيدة"، أي منع البلاستيك.
ويفيد التقرير بأن هناك تداخلا بين الحركات الجهادية المحلية والدولية بسبب وسائل التواصل الاجتماعي، حيث زرع تنظيم الدولة الخوف والرعب، وجذب المقاتلين من أنحاء العالم كله، والسبب هو الجمهور غير المحدود على الإنترنت.
وتجد الكاتبة أن سياسة الشباب المتعلقة بالبلاستيك مصممة لخلق انطباع بوجود حكومة فاعلة، وتستهدف التجمعات الفقيرة والمخيمات، التي يعيش فيها اللاجئون الصوماليون، المصابة بآفة انتشار البلاستيك والنفايات الأخرى، مشيرة إلى أن تنظيم القاعدة كان فاعلا سابقا في قضايا البيئة.
وتقول الصحيفة إن الملفات التي أخذتها المخابرات الأمريكية من عرين زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في أبوت أباد، تشير إلى أن ابن لادن كان قلقا من التغيرات المناخية، التي كانت وراء الفيضانات في باكستان.
وينوه التقرير إلى أن تنظيم القاعدة حمل الغرب المسؤولية، واتهمه بنهب مصادر الثروة في الكرة الأرضية، ودعا المسلمين للتحضير لمواجهة آثار التغيرات المناخية، من خلال منظمة للمناخ تتبع الشريعة، فيما عبر عدد من قادة تنظيم القاعدة عن مخاوفهم من ندرة المياه في شبه الجزيرة العربية، التي تسهم في حالة البؤس.
وتورد ماكرنان نقلا عن الدكتورة إليزابيث كيندال من جامعة أوكسفورد، قولها إن القرآن يدعو لحماية البيئة في أكثر من آية، أكثر من أي دين توحيدي آخر، وهو ما يستخدمه تنظيم القاعدة "لتوجيه اهتمامه بالبيئة، وكجزء من حرصه العام على رفاه المسلمين".
وتضيف كيندال قائلة للصحيفة: "اهتمام تنظيم القاعدة نابع على ما يبدو من حرص حقيقي لحماية المسلمين من سياسات الحكام العلمانيين الفاسدين ذات الآثار الضارة، لكن الأمر يتعلق أكثر برغبة تنظيم القاعدة في إظهار صورة أبوية، فبعد هذا كله فإن السوق المستهدفة لتنظيم القاعدة عادة ما تنتهي بطريق سريعة للجنة، وبالتالي فهو ليس مهتما بشكل واضح بآثار الاحتباس الحراري".
وتبين الصحيفة أن هذين الهدفين واضحان في دعوة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي المسلمين لزرع الأشجار؛ لإعاقة عمل الطائرات دون طيار التي تستهدف المقاتلين من الجماعة، مشيرة إلى أن حركة طالبان أصدرت مرسوما دعت فيه إلى غرس الأشجار، التي "تؤدي دورا في حماية البيئة، والتطور الاقتصادي، وتجميل الأرض" وطاعة الله أيضا.
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أن هوفمان يرى أن بيان حركة الشباب يكشف عن أن الإرهاب يتغير بشكل دائم مع الوقت؛ بحثا عن جمهور وعلاقات جديدة، ويقول إن "هذا التحرك جاء من جماعة محلية، وربما كان ذلك انتهازيا، لكن الثرثرة على الإنترنت تكشف عن تحولها من موضوع محلي إلى عالمي".
فورين أفيرز: لماذا تجعل انتصارات الأسد الحرب أكثر خطورة؟
إندبندنت: هذه خطط مدير بلاكووتر لهزيمة حركة طالبان
تحقيق لـ"التايمز" يكشف تفاصيل علاقة طالبان بإيران