كشفت مصادر خاصة لـ"عربي21" عن قيام وحدات الحماية الكردية بتسليم نحو 30 معتقلا من أهالي الرقة، على صلة سابقة بتنظيم الدولة، للنظام السوري.
وفي التفاصيل، أكد الناشط صهيب اليعربي، أن وحدات الحماية الكردية نفذت خلال اليومين الماضيين، عمليات دهم لمناطق بريف الرقة الشمالي، بهدف اعتقال أشخاص كانوا على صلة بالتنظيم، تم الإفراج عنهم في وقت سابق بوساطة من مجلس الرقة المحلي (التابع لقسد) قبيل تحرير مدينة الرقة.
وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن غالبية الأشخاص الذين أعادت المليشيات الكردية اعتقالهم هم من العاملين السابقين في دواوين تنظيم الدولة كالخدمات والري وغيرها من الشؤون المدنية، وقال: "هم من الأشخاص البسطاء الذين أجبرتهم ظروفهم الاقتصادية السيئة على العمل المدني لدى التنظيم حين كان مسيطرا على الرقة".
اقرأ أيضا: بعد زيارة دمشق.. الوحدات الكردية تستعد لتسليم مناطق للنظام
وبحسب اليعربي، فإن الوحدات الكردية سلمت هؤلاء المعتقلين لأفرع النظام السوري، بعد أن نقلتهم من الرقة إلى مدينة القامشلي بريف الحسكة.
ورجح الناشط أن يكون الهدف من ذلك، هو مساعدة النظام وروسيا في إطلاق سراح 30 سيدة وطفلا من السويداء، كون المليشيات الكردية كانت قد عرضت مساعدتها للتعاون مع النظام في قضية المختطفين الذين اختطفهم التنظيم أثناء هجومه الأخير والواسع على محافظة السويداء.
وكانت الوحدات الكردية، أعلنت الأحد الماضي، في بيان، عن استعدادها التام لأي عملية تبادل مع عناصر "داعش" المعتقلين لديها في سبيل تحرير مختطفي السويداء.
وفي السياق ذاته، أكد المتحدث الرسمي باسم "المجلس الأعلى للعشائر والقبائل السورية" مضر حماد الأسعد هذه الأنباء، مبينا لـ"عربي21" أن "هذه ليست الحادثة الأولى التي تسلم فيها الوحدات الكردية المعتقلين بحوزتها لنظام الأسد".
اقرأ أيضا: "قسد" تعرض على تنظيم الدولة مبادلة أسرى السويداء السورية
وأوضح أن الوحدات سلمت من قبل عددا من المعتقلين من العرب في سجونها في الرقة والحسكة وعفرين إلى النظام السوري، واصفا إياها بـ"الذراع الطويلة للنظام في الشرق والشمال السوري"، وقال: "يكفي أن يزود النظام الوحدات بقائمة بالأسماء التي يريد اعتقالها لتتولى هي المهمة، إلى جانب الاغتيالات لبعض القادة البارزين بأوامر من النظام".
وبالعودة إلى الواقعة الأخيرة، فقد رأى حماد الأسعد أن الوحدات فعلت ذلك لأجل "تبييض" صحيفة النظام على المستوى الدولي، أي مساعدته على التوصل لإطلاق سراح مختطفي السويداء، حتى يظهر على أنه الضامن للأقليات السورية.
وفي الوقت الذي لم يتسن لـ"عربي21" الحصول على رد من "وحدات الحماية الشعبية"، عزا الناطق الرسمي باسم "التيار الوطني السوري" إبراهيم الحبش، تسليم المعتقلين للنظام إلى نتائج المفاوضات التي تقوم بها الوحدات الكردية مع نظام الأسد.
وأكد في حديثه لـ"عربي21" أن عدد المعتقلين الذين سلمتهم الوحدات الكردية للنظام مؤخرا ناهز الألف معتقل.
اقرأ أيضا: مجلس تابع لـ"قسد" يكشف نتائج اجتماعه مع نظام الأسد
ونقل الحبش عن عائلة أحد المعتقلين قبل الوحدات الكردية في أرياف الحسكة قبل أشهر من الآن، تأكيدها أن ابنها تم نقله لسجن "عدرا" بمحافظة دمشق.
وعن الدور الأمريكي مما يجري، اعتبر الحبش أن كل ما يجري هو بموافقة واشنطن، مبينا أن "الوحدات تتلقى الأوامر من أكثر من جهة، وفي مقدمتها النظام والولايات المتحدة وحزب العمال الكردستاني".
"قسد" تعرض على تنظيم الدولة مبادلة أسرى السويداء السورية
ما وراء ادعاء نظام الأسد بوجود آلاف المعتقلين لدى المعارضة؟
مصادر لـ"عربي21": الوحدات الكردية استبدلت قيادتها في منبج