قال رئيس وفد
المعارضة
السورية إلى محادثات أستانة، أحمد طعمة، إن المعارضة ستقدم قوائم بأسماء
المعتقلين
لديها، في الوقت المناسب.
ووصف في تصريح خاص
لـ"
عربي21"، الأرقام التي ذكرها
النظام عن وجود 10 آلاف معتقل في سجون
المعارضة بأنها "أرقام مبالغ فيها بشكل كبير وهي أرقام غير صحيحة"،
قائلا إن "ما يتحدث عنه النظام من قوائم تحتوي على 12 ألف معتقل لدى
المعارضة، خلال جولات المحادثات، إنما هي وسيلة من وسائل النظام المعروفة".
ورأى طعمة أنه
"بعد أن دخلت محادثات أستانة في مراحل جدية، ازداد الضغط على النظام، ومن هنا
بدأ الأخير بمحاولة تحسين وضعه التفاوضي، وهي محاولة للتغطية على جرائمه بحق
الشعوب السوري".
وأكد عدم وجود
المعارضة لهذه الأرقام الكبيرة من المعتقلين، وقال: "النظام يدعي ونحن لا نصدق
هذه الأرقام مطلقا".
تصريحات طعمة جاءت ردا
على حديث المبعوث الروسي الخاص إلى
سوريا ألكسندر لافرنتييف، الثلاثاء الماضي،
خلال مؤتمر صحفي عقده في ختام لقاء سوتشي العاشر، عن خشية المعارضة من أن يؤدي
تقديم قوائم بأسماء المعتقلين لديها، إلى عمل ضدهم.
وأضاف المبعوث الروسي،
أن هناك خشية متبادلة من قبل الجهتين (النظام والمعارضة) بنقل القوائم المحددة
الموجودة، رئيس وفد النظام قدم قوائم عن أكثر من 10 آلاف سوري موجودون بالاعتقال
أو الأسر لدى المعارضة ومن بينهم من فقد، أو من يكون قد قتل.
وتعليقا على ذات
الموضوع، حذر المحلل السياسي سامر خليوي، من خطورة ما يقوم به النظام عبر الادعاء
بأن لدى المعارضة هذا الكم الهائل من المعتقلين.
وقال في حديثه
لـ"
عربي21"، إن النظام يريد إنهاء ملف المعتقلين والتخلص من تبعاته
القانونية برميه في ملعب المعارضة.
وفي تعليقه على اعتبار
أحمد طعمة أن النظام يريد من خلال ذلك تحسين وضعه التفاوضي، اعتبر خليوي أن حديث
طعمة لا يتناسب والواقع، وقال: "بعكس ما يدعي طعمة بإحراز تقدم في ملف
المعتقلين في محادثات أستانة، لم يسجل للآن أي تقدم ملموس في هذا الملف".
ورأى خليوي أن على وفد
المعارضة الانسحاب نهائيا من المحادثات حتى لا يكونوا شهود زور، كما قال.
المحلل السياسي ماجد
الخطيب، رأى بدوره أن النظام غير صادق في حديثه عن وجود الآلاف من المعتقلين في
سجون المعارضة، وقال: "لو صحت رواية النظام فإن هؤلاء إما أن يكونوا من قوات
النظام الحكومية (جيش، شرطة، أمن)، أو من الشبيحة، وبالتالي كنا شاهدنا ضغوطا من ذوي
هؤلاء على النظام بالعمل على ضرورة إطلاق سراحهم، لكن هذا لم يحصل".
وأضاف
لـ"
عربي21" أن النظام يريد المساومة من خلال هذه الأرقام، وكذلك خلط
الأوراق، والأهم من ذلك أن النظام يريد الخلط بين مصطلحين، بين المعتقل السياسي
وأسير الحرب".
ورأى الخطيب أن ما
يريده النظام من وراء هذا الخلط، القول للمجتمع الدولي بأن لدى المعارضة أيضا
قائمة طويلة جدا بالمعتقلين، بينما هؤلاء لا يعتبرون من المعتقلين، وإنما أسرى
حرب، وهؤلاء لهم قواعد مختلفة تماما عما تطالب به المعارضة بالإفراج عن المعتقلين
في سجون النظام.