استبعدت صحيفة
إسرائيلية، إمكانية التوصل لحل
بين الحكومة الإسرائيلية وحركة المقاومة الإسلامية "
حماس" في
غزة، مؤكدة
أن هناك من ينثر "وهم التسوية مع حماس" في الوقت الذي لا تمتلك إسرائيل
فيه أي فكرة عن كيفية تحقيق الهدوء مع قطاع غزة.
وأكدت صحيفة "يديعوت أحرنوت"
العبرية، في افتتاحيتها الاثنين، والتي كتبها معلقها العسكري أليكس فيشمان، أن
"غزة لن تهدأ، كما أنه لا يوجد خيار لأي تسوية بين إسرائيل وحركة حماس".
وأوضحت أن "هناك من ينثر هذا الوهم بين
الجمهور الإسرائيلي، كي يطمس حقيقة أنه ليس لدينا أي فكرة عن كيفية تحقيق الهدوء على حدود
القطاع".
وأشارت الصحيفة، إلى أن "مفتاح تحريك
مسيرة التسوية يكمن في قفلين؛ مسألة الأسرى والمفقودين، واتفاق المصالحة بين
السلطة وحماس"، منوهة إلى أن حركة "حماس طرحت خطا واضحا لا هوادة فيه؛ فهي
غير مستعدة لأي صفقة تربط بين محادثات المصالحة مع حركة فتح، واتفاق التهدئة مع إسرائيل
أو أي اتفاقات لتجديد البنى التحتية في غزة بوساطة أمريكية وبمساعدة إسرائيلية، وصفقة
الأسرى والمفقودين الإسرائيليين".
وأضافت: "وفضلا عن ذلك، فإن حماس غير
مستعدة لأن تبدأ بالنقاش حول الأسرى دون أن يتحرر قبل ذلك سجناء صفقة جلعاد شاليط الذين
أعيد اعتقالهم من قبل إسرائيل".
وذكرت أن إسرائيل أعادت اعتقال 74 من محرري
صفقة شاليط، أفرج عن 26 منهم، وحتى نهاية 2018 سيحرر آخرون منهم، وسيبقى في السجن
نحو 40 منهم؛ "معظمهم لديه حكم بعدة مؤبدات، ومن المشكوك فيه أن إسرائيل تفكر في تحريرهم".
وفي حال "وافقت تل أبيب مبدئيا على تحرير
قسم منهم، فستعرض حركة حماس شارة الثمن التي تطالب بها لقاء إعادة الأسرى
الإسرائيليين"، وفق "يديعوت"، التي رأت أن "الحسبة بسيطة؛
هناك نحو 5800 أسير أمني في إسرائيل، منهم 2100 ملطخة أيديهم بالدماء (وفق المصطلح
الإسرائيلي)؛ القائمة ستأتي منهم".
وتابعت:
"كبير محرري صفقة شاليط، يحيى السنوار، رئيس حركة حماس بغزة، يدرك أنه لا
يمكن طلبهم كلهم، لذا سيتقدم لإسرائيل بقائمة تضم 540 أسيرا محكومين بالمؤبد، وأكثر
من 490 سجينا محكومين لعشرين سنة فما فوق"، مضيفة أنه "بهذا لا يوجد
لإسرائيل ولحركة حماس أي نقطة لقاء في مسألة الأسرى، حتى مع وسيط ألماني جدي".
وفي تعليقها على "الجولات المكوكية"
التي يقوم بها مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف، بين غزة
ومصر و"تل أبيب"، ذكرت الصحيفة أنه "باستثناء إطلاق الأصوات عن
صفقة متداخلة على الطريق؛ كله هواء ساخن"، وفق تعبيرها.
ونوهت إلى أن "مصر هي الأخرى، تعترف بأنه ليس
لديها في اليد أي شيء"، موضحة أن "مصر تقدمت لحركة حماس بخطة مصالحة مع
السلطة تتضمن عدة مراحل؛ استئناف ضخ الأموال من رام الله إلى غزة، عبر إعادة
الحكومة إلى القطاع وإقامة حكومة جديدة، وانتهاء بترتيب مكانة القوة العسكرية
لحماس ودخولها منظمة التحرير".
وبينت أنه من المفترض، أن "يبدأ البحث في
آليات عمل هذه المسائل في غضون شهر، والحلول ستأتي بالتدرج"، وفق الصحيفة
التي زعمت أن "حماس عانقت الخطة؛ فهي تزيل عنها مسؤولية القطاع وتبقي السلاح،
وتدخلها من الباب الرئيس للمنظمة".
وفي المقابل، فإن "وفد السلطة الفلسطينية الذي وصل هذا الأسبوع إلى القاهرة، يريد أن يوضح لمصر أنه لا يوجد ما يمكن الحديث عنه
طالما أنه لا يتم نزع سلاح حركة حماس، وأنه لم تستعد لترك جباية الضرائب للسلطة، ولا حتى
لتسوية حول استمرار تشغيل الموظفين التابعين لها".
وتساءلت الصحيفة الإسرائيلية: "كيف نشأ
وهم الحل على الطريق؟"، وكشفت أن "القاهرة استأنفت مساعي الوساطة التي
تقوم بها، بعد أن تلقت تلميحا من إسرائيل بأنها لن تزعج هذه المرة المساعي المصرية".
وأضافت: "كانت الرسالة التي نقلت قبل نحو
أسبوعين، حين تعرض نتنياهو لانتقاد جماهيري لأنه لم ينجح في حل الأزمة في
القطاع، ولم يتكبد عناء زيارة غلاف غزة".
ومنذ أن وصل نتنياهو إلى منطقة الغلاف، نبهت
الصحيفة إلى أنه عزز التوجه بأن "المواجهة العسكرية الكبرى مع حماس تأجلت، كما أن
الانتقاد شطب، ومعه على ما يبدو أيضا الحماسة الإسرائيلية للمساهمة في استئناف
محاولات المصالحة بين حماس والسلطة، وبقيت الخطط في يد مصر، فيما بقيت إسرائيل مع
التهديد بالحرب".