توصلت روسيا وتركيا،
الثلاثاء، إلى اتفاق ينص على إجلاء سكان بلدتي الفوعة وكفريا المواليتين للنظام في
محافظة
إدلب في شمال غرب سوريا واللتين تعتبران آخر منطقتين محاصرتين في البلاد.
ويتزامن ذلك مع عملية
عسكرية تخوضها قوات النظام بدعم روسي بهدف استعادة كامل جنوب البلاد، بحيث لا يبقى
خارج سيطرة دمشق بشكل أساسي سوى مناطق واسعة في الشمال السوري.
وقال مدير المرصد
السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن الثلاثاء لوكالة فرانس برس: "توصلت
روسيا وتركيا إلى اتفاق ينص على إجلاء كامل سكان بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين من
فصائل مقاتلة وهيئة تحرير الشام مقابل الإفراج عن مئات المعتقلين والأسرى من سجون
النظام".
ومن المفترض أن ينقل
سكان البلدتين إلى مناطق سيطرة النظام في محافظة حلب.
وأوضح مصدر في هيئة
تحرير الشام لوكالة فرانس برس أنه "سيتم إدخال 121 حافلة لإخلاء 6900 شخص بين
مقاتل ومدني من الفوعة وكفريا مقابل الإفراج عن 1500 معتقل من سجون النظام، فضلاً
عن 40 أسيراً من كافة الفصائل".
ولم يتضح حتى الآن
موعد تنفيذ الاتفاق الذي ينص أيضاً على إفراج هيئة تحرير الشام عن مختطفين علويين
لديها منذ العام 2015.
ولم تؤكد الدولتان
المعنيتان الاتفاق حتى الآن، لكن وكالة الأنباء السورية "سانا" أفادت عن
"أنباء عن التوصل لاتفاق لتحرير (...) الآلاف من أهالي بلدتي
كفريا والفوعة".
وتعد الفوعة وكفريا
البلدتان الوحيدتان المحاصرتان حالياً في سوريا بحسب الأمم المتحدة، بعدما استعادت
قوات النظام خلال عمليات عسكرية وبموجب اتفاقات إجلاء العدد الأكبر من المناطق
التي كانت تحاصرها في سوريا، على رأسها الغوطة الشرقية قرب دمشق العام الحالي.
وسيطرت الفصائل
المعارضة والإسلامية في العام 2015 على كامل محافظة إدلب باستثناء بلدتي الفوعة
وكفريا الشيعيتين. وشكلت البلدتان طوال السنوات الماضية ورقة ضغط للفصائل المعارضة
لطرح شروطها خلال مفاوضات مع النظام.
ومنذ 2015، تمّ على
مراحل إجلاء الآلاف من سكان البلدتين. وفي نيسان/أبريل العام 2017، وبموجب اتفاق بين
الحكومة السورية.
وبدأت قوات النظام
بدعم روسي الأحد هجوماً في محافظة القنيطرة حيث تقع هضبة الجولان المحتلة في جنوب
غرب سوريا.
ويأتي القصف والمعارك
في ريف القنيطرة، بعد استعادة قوات النظام غالبية محافظة درعا المحاذية إثر عملية
عسكرية ثم الاتفاق الذي أبرمته روسيا مع الفصائل المعارضة، وانضمت إليه تدريجياً
بلدات المحافظة.
ولا تزال فصائل معارضة
وهيئة تحرير الشام تتواجد في منطقة محدودة في ريفها الغربي المحاذي للقنيطرة.
في وقت سابق، رأى
المحلل السياسي السوري جودت الحسيني، أن
تركيا ستدعم خلال هذه الفترة التهدئة في
كفريا والفوعا، واستبعد حدوث صدامات بين المحاصرين في كفريا والفوعة وبين فصائل
الجيش الحر، التي سيمتد لهيبها ليشعل بركان إدلب، وفق قوله.
وقال
لـ"
عربي21": "إن مهاجمة فصائل المعارضة لمسلحي كفريا والفوعا بحال عدم
التوصل لاتفاق يعطي ذريعة للنظام والروس للتقدم نحو إدلب، لكنه لفت في الوقت ذاته
إلى أنه سيكون هناك ضغوط روسية على المحاصرين بتلك البلدتين للخروج منها، وتسليمها
لتركيا، لتبسط نفوذها على المحافظة، ريثما يتم إيجاد الحل السياسي".
يشار إلى أن كل
الاتفاقيات المتعلقة في بلدتي كفريا والفوعا في ريف إدلب بدأت منذ أشهر، حيث خرجت
دفعات عدة باتجاه مدينة حلب، إلا أن القسم الأكبر من الأهالي وقوّات النظام رفض
الخروج منهما، وسط الحديث عن عملية عسكرية لقوات النظام، تهدف لفك الحصار عن كفريا
والفوعة، على غرار ما حصل في بلدتي نبل والزهراء في ريف حلب الشمالي.