في الوقت الذي يخيم فيه الترقب والحذر على مدينة إدلب على خلفية الأنباء المتناقلة عن احتمال تحول المدينة وريفها إلى ساحة تصعيد عسكري مقبل ما بين المعارضة والنظام، بعثت إحدى نقاط المراقبة التابعة للجيش التركي والمتواجدة بريف محافظة إدلب الجنوبي الشرقي تطمينات للأهالي حول مصير إدلب.
جاء ذلك وفق ما أكدته مصادر إعلامية محلية لـ"عربي21"، قالت إن تركيا بعثت التطمينات عبر وجهاء ورؤساء مجالس محلية.
اقرأ أيضا: بعد درعا.. إلى أين ستتجه الأمور في إدلب؟
وفي التفاصيل، التي نشرتها شبكة "نداء سوريا"، فإن عددا من الوجهاء الذين حضروا اللقاء مع الضباط الأتراك أكدوا أن انسحاب القوات التركية من محافظة إدلب في حال قررت قوات النظام الهجومَ "أمر غير وارد".
وأضافوا أن "القيادة التركية ستعمل على إلزام روسيا بتعهداتها، وسحب نقاط المراقبة سيكون فقط بحال حصل اتفاق يضمن بقاء المنطقة في أمان".
وبحسب الشبكة، فقد أكد المسؤولون الأتراك أن بلادهم لم تكن ضامنا لاتفاق خفض التصعيد في محافظة درعا، بخلاف اتفاق إدلب الذي لن تسمح لأي طرف بخرقه.
وفي تعليقه على ذلك، اعتبر الباحث في السياسات الدولية هشام منور، أنه "وفق تفاهمات أستانا، فإن تركيا مسؤولة عن محافظة إدلب، فضلا عن المناطق الواقعة تحت سيطرتها في درع الفرات وغصن الزيتون، وانتشار الجيش التركي في 12 نقطة مراقبة يؤكد ذلك، وهو الفارق بين هذه المناطق وبقية المناطق الأخرى التي لا يوجد فيها انتشار للجيش التركي".
وبناء على ذلك، اعتبر منور خلال حديثه لـ"عربي21" أن "تطمينات الأتراك لها نصيب كبير من الصحة".
وأضاف: "لا أتوقع أن تغامر روسيا بعلاقاتها الجيدة حاليا مع تركيا مقابل شن عمل عسكري على إدلب". واستدرك بالقول: "المرحلة المقبلة هي مرحلة إخراج المليشيات الإيرانية من سوريا، وليس إدلب".
اقرأ أيضا: هل تصبح إدلب منطقة "آمنة" بعد إنهاء تركيا نشر نقاط المراقبة؟
من جانبه، رأى المحلل السياسي سامر خليوي، أنه يتوجب عدم نسيان أن الهدف الاستراتيجي للنظام وحلفائه هو استعادة كامل المناطق السورية الخارجة عن سيطرته.
وأضاف في حديثه لـ"عربي21" أن روسيا في الوقت الراهن منشغلة في حسم ملف الجنوب السوري، وبعد ذلك قد تبدأ موسكو بتجهيز الأجواء للتدخل في إدلب، معتبرا أن ذلك "لا يعني أبدا أنه لا تفاهمات مع تركيا".
وأضاف خليوي أنه في المقابل "هناك حالة متبادلة من عدم الثقة ما بين تركيا وروسيا، غير أن المصلحة الآنية لكليهما تفرض عليهما التحالف"، مبينا أن "كل دولة تبحث عن مصالحها، وتركيا لها مصلحة مشتركة مع المعارضة السورية".
اتفاق تركي روسي
وبناء على ذلك، رأى المحلل السياسي أن "التواجد التركي في الداخل السوري مرتكز على اتفاقات تركية-روسية من جانب، واتفاقات تركية-أمريكية من جانب آخر، وهذا ما يجعل من تركيا رقما صعبا في الشمال السوري، كل ذلك يوحي بأن تركيا قادرة على انتزاع فتيل التصعيد في المنطقة".
وفي ذات السياق، اعتبر مصدر تركي أن التطورات العسكرية في سوريا تضع أنقرة أمام مواجهة خيارين، الأول اتخاذها خطوات حاسمة ضد "هيئة تحرير الشام" في إدلب، أو تحمل تبعات عملية عسكرية قد تودي بحياة مئات القتلى وهروب مئات الآلاف من النازحين إلى الحدود التركية.
وأشار المصدر خلال حديثه لـ"عربي21" طالبا عدم الكشف عن اسمه، إلى خشية تركيا من إقدام النظام السوري وحلفائه على الأرض على مهاجمة إدلب، حتى لو قاد ذلك إلى القضاء على مسار أستانا بشكل كامل.
لكنه رجح في المقابل أن يكون خيار تركيا هوعدم الدخول في مواجهة عسكرية مباشرة مع "هيئة تحرير الشام"، بل باستنزافها تدريجيا من خلال بناء تشكيلات عسكرية جديدة، وعزلها وصولا لإضعافها وإنهاء تواجدها بأقل الخسائر.
اجتماع لنظام الأسد ومجلس منبج العسكري بحلب.. ما أهدافه؟
عشائر سورية ترحب بتنفيذ الاتفاق التركي الأمريكي في منبج