سيقوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالتأكيد في اجتماعه اليوم مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أهمية خروج القوات الإيرانية وبشكل شامل من سوريا، وهو مطلب رأى فيه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مطلبا غير واقعي.
وبحسب صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، فقد أخبرت روسيا إسرائيل في أكثر من مناسبة بأنها لا تستطيع دفع إيران نحو الخروج بشكل كامل من سوريا، وكل ما يمكن عمله هو إبعاد القوات الإيرانية والتابعة لها مثل حزب الله اللبناني عن الحدود السورية-الإسرائيلية في مرتفعات الجولان.
ويقول تحليل الصحيفة الذي كتبه المعلق الرئيس في الصحيفة "تسفي برئيل"، إن روسيا لا تستطيع الوفاء بوعدها، وهو تأمين انسحاب جزئي للقوات الإيرانية.
إقرأ أيضا: روسيا: إسرائيل ستتكبد خسائر كبيرة إذا هاجمت حزب الله
وبحسب تقارير؛ فقد شارك الضباط والكوادر التابعون لحزب الله في العملية المستمرة منذ أسابيع في محافظة درعا إلى جانب القوات التابعة للنظام السوري. وهناك تقارير تقول إن جيش النظام يسيطر على معظم المناطق الحدودية مع سوريا بما فيها معبر نصيب داخل المناطق التابعة للمعارضة؛ في انتهاك للاتفاق الذي تم التوصل إليه الأسبوع الماضي. ولهذا فليس معروفا ما إذا كانت الثقة الإسرائيلية بقدرة الروس على إخراج إيران من سوريا في محلها. إلا أن إسرائيل تمسكت بهذه الثقة خلال العامين الماضيين حتى قبل وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بداية 2017.
وأشار المحلل الإسرائيلي إلى ما كشفته مجلة "نيويوركر" الأمريكية يوم الثلاثاء عن محاولات السعودية والإمارات وإسرائيل تقديم مقترحات لدونالد ترامب وفريقه تقضي بإلغاء العقوبات المفروضة على موسكو بسبب التدخل في أوكرانيا مقابل تعاونها في سوريا وإخراج الإيرانيين منها.
وكتب آدم إنتوس أن ولي العهد في أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد التقى مع وسيط أمريكي وأخبره أن بوتين ربما كان مهتما بحل الأزمة السورية مقابل إنهاء العقوبات المفروضة على روسيا. ولم يكن ابن زايد حسب التقرير الوحيد الذي دفع بهذه الفكرة، لكنّ مسؤولين إسرائيليين وسعوديين بارزين عرضوها أيضا في محادثاتهم مع المسؤولين الأمريكيين.
وفي نيسان/ إبريل 2017 اجتمع كيرل ديمتريف، وهو مسؤول صندوق سيادي روسي مقرب من بوتين في جزر سيشل مع مؤسس بلاك ووتر، إريك برينس، في منتجع يعود إلى الشيخ محمد بن زايد.
وبرينس هو الذي شارك جيشه الخاص في العراق ومتهم بجرائم هناك، لكن له علاقات قوية مع مستشار ترامب السابق ستيفن بانون. وعقد الاجتماع من أجل البحث في إمكانية قبول روسيا بتخفيف علاقاتها مع إيران والتعاون في سوريا مقابل تقديم تنازلات أمريكية في ملف العقوبات. وفي فترة لاحقة استثمر السعوديون والإماراتيون المليارات في سوريا لتشجيع بوتين على قطع العلاقة مع إيران. ولا يعرف إنتوس إن كانت الفكرة جاءت من بوتين أو مساعديه أم من ولي عهد أبو ظبي.
وأشار لمحادثة لسفير إسرائيل رون ديرمر في واشنطن، وكيف أنه قال إن إسرائيل تشجع الإدارة الجديدة لترامب على التعاون مع روسيا. ونقل إنتوس عن مسؤول إسرائيلي بارز قوله: "تعتقد إسرائيل أن هناك إمكانية للتوصل إلى اتفاق أمريكي-روسي في سوريا يخرج الإيرانيين منها"؛ مشيرا إلى أن ذلك سيؤدي إلى تحسين العلاقات الأمريكية-الروسية بشكل عام.
إقرأ أيضا: صحيفة روسية: هذا موقف موسكو من وجود إيران جنوب سوريا
وقال مسؤول أمريكي تحدث مع إنتوس إن المسؤولين الإسرائيليين حاولوا بيع فكرة "مقايضة أوكرانيا بسوريا". أي إلغاء العقوبات مقابل سحب القوات الإيرانية من سوريا. وسوّق وزيرا الخارجية السعودية والإماراتي الفكرة. وفي مأدبة عشاء خاصة تساءل الوزيران: لماذا لا تلغي أمريكا العقوبات عن روسيا مقابل إخراج إيران؟ ولكن هل سيوافق ترامب على الفكرة؟ بحسب إنتوس ومصادر أخرى؛ فلو وافق لن يستطيع الروس تقديم البضاعة. كما أن ترامب يتعرض لتحقيق في التدخل الروسي في الانتخابات عام 2016 بشكل سيضعف دفاعه.
لكن لا يستبعد قيام نتنياهو ببيع الفكرة لبوتين، وحتى طرحها في قمة هلنسكي في 16 تموز/ يوليو بين ترامب وبوتين. وقبل التفكير بما يمكن للمجتمع الدولي عمله يجب التفكير بما تريده إيران.
فمن الناحية المنطقية تريد هذه تقديم تنازلات في سوريا مقابل إلغاء العقوبات عنها وعودة أمريكا لاتفاق النووي، إلا أن هذا المنطق يتناقض مع الموقف العنيد لترامب والسعوديين والإماراتيين ونتنياهو من الاتفاق.
كما أن إيران واضحة بالنسبة لمصلحة البقاء في سوريا كوضوحها من الاتفاق النووي، وهي أنها لن تتفاوض عليه من جديد.
وكل ما تأمله إسرائيل الآن هو خطة روسية تساعد النظام السوري على السيطرة على مناطق الجولان بدون دخول القوات السورية إليها، بجانب تعاون روسي-إسرائيلي للحفاظ على الوضع القائم بعد نهاية الحرب.
إسرائيل تكشف عن مشروع خط سكة حديد يربطها بالسعودية
هكذا قرأ محللون دلالات زيارة نتنياهو المفاجئة للأردن
الأردن يعلن جملة من القرارات "الإصلاحية" ووعود بالشفافية