تواصل الصحف الإسرائيلية تناول تفاصيل ما بات يعرف بـ"صفقة القرن"، في إشارة لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتسوية في المنطقة، وموقف الأطراف الدولية والإقليمية ومنها، وتحديدا الدول العربية.
وفي جديد التقارير الإسرائيلية، نقلت صحيفة "إسرائيل اليوم"، الأحد، عن "دبلوماسيين عرب كبار" مطلعين على مساعي الإدارة الدول العربية المعتدلة لتنفيذ "صفقة القرن"، قولهم إن ترامب "بإسناد من معظم الدول العربية المعتدلة، وعلى رأسها السعودية، والأردن، ومصر، والإمارات، تعمل على تسوية في قطاع غزة كمرحلة أولى في إطار خطة السلام".
وتضيف الصحيفة أن "النية لتنفيذ خطة السلام الإقليمية كتسوية في غزة هي جزء مركزي فيها، يأتي في ضوء إصرار أبي مازن على عدم التعاون مع إدارة ترامب"، لافتة إلى أن هذه التسوية "كجزء من الخطة تشرح ضبط النفس الذي يتخذه الجيش الإسرائيلي في ضوء إرهاب الطائرات الورقية"، وفق تعبيرها.
"شجرة المقاطعة"
وبحسب مصادر عربية رفيعة المستوى، بما فيها مصادر رفيعة المستوى في السلطة الفلسطينية، فإن "دولا عربية معتدلة تمارس ضغوطا على الفلسطينيين للنزول عن شجرة المقاطعة التي فرضها رئيس السلطة على مساعي الوساطة الأمريكية".
وتشير الصحيفة إلى أنه "في ضوء تمسك أبي مازن بقراره بعدم التعاون مع مبعوثي ترامب ومقاطعتهم، اتخذ الأخير قرارا بعرض خطة السلام على الجمهور الفلسطيني والدول العربية تجاوز رئيس السلطة والقيادة الفلسطينية".
وفي هذا الصدد، تنقل الصحيفة عن دبلوماسي أردني رفيع المستوى -لم تسمه- قوله "إنه خلال جولة جارد كوشنير وجيسون غرينبلات، عرض الاثنان على زعماء الدول العربية، بمن فيهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني عبدالله، ومسؤولين سعوديين كبار، الخطوط الرئيسة لصفقة القرن التي تبلورها الإدارة في واشنطن".
"مفتاح تحرك الخطة"
وأضاف المسؤول الأردني أن الأمريكيين فهموا أن "المفتاح لتحريك الخطة الأمريكية للسلام، حتى دون موافقة أبي مازن وقيادة السلطة في الضفة، يكمن في مسألة قطاع غزة والسيطرة عليه".
ويتابع: "الوضع الإنساني السائد في غزة يتسبب بغير قليل من الصداع لزعماء البلدان العربية المعتدلة، الذين يضطرون إلى التصدي لمشاكل في الداخل، ويريدون أن يروا خطة سياسية شاملة تؤدي إلى تسوية -ولو جزئيا- للحصار على قطاع غزة، وتحسين شروط المعيشة فيه".
وعن مضمون الخطة، تنقل الصحيفة عن "مصادر عربية مطلعة وضالعة في المساعي الأمريكية" قولها إن "الخطة لتسوية واقع الحياة في غزة تتضمن بداية اتفاق تهدئة بعيد المدى بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية".
ويتضمن الاتفاق -حسب المصادر العربية- "تنفيذ سلسلة من المشاريع الاقتصادية والخطط الاحتياطية لإعادة تأهيل القطاع، بدعم وتمويل منظمات دولية والأسرة الدولية، وإمكانية عبور البضائع للقطاع عبر البحر من خلال تخصيص رصيف خاص لغزة في أحد موانئ قبرص بعد خضوعها لفحص أمني".
"تفكير خارج الصندوق"
كما تنقل الصحيفة عن مصدر امني كبير، لم توضح هويته، قوله إن الخطة يمكن أن تتحقق فقط إذا تضمنت تسوية لواقع الحياة في قطاع غزة، فالحصار والإغلاق على القطاع لا يمكنهما أن يستمرا بعد اليوم".
ويقول المصدر الأمني إن القطاع "على شفا مصيبة إنسانية، وليس إسرائيل وحدها من ستدفع الثمن على ذلك، بل أيضا الدول العربية، وبالأساس القيادة الفلسطينية"، مضيفا: "مع الأسف، رفض أبو مازن لكل خطوة سياسية بوساطة أمريكية يحكم على نفسه بالخروج من اللعبة".
ومن مصر، تنقل الصحيفة عن ما وصفته بـ"المصدر الكبير" قوله إن "ترامب ورجاله أثبتوا قدرتهم على التفكير خارج الصندوق وطرح حلول إبداعية"، مضيفا: "مبعوثو ترامب في زيارتهما الأخيرة عرضا على المنطقة النقاط الأساس في صفقة القرن، أبرزها تنفيذ تسوية واقع الحياة في غزة كخطوة أولية لخطة السلام الإقليمية".
"عليه أن يصحو"
أما على صعيد القيادة الفلسطينية، فتنقل الصحيفة عن مصدر فلسطيني كبير في رام الله قوله إنه لا يوجد قلق وخوف في مكتب الرئيس من الخطوات التي يخطط لها ترامب"، مضيفا أن لا ترامب ولا غيره سيحمل حماس والفصائل المسلحة في غزة على نزع السلاح".
غير أن المصدر الفلسطيني يشير إلى أنه "إذا لم يقوم الرئيس أبو مازن بإعادة النظر في خطواته سيجد نفسه غير ذي صلة، مثلما كان عرفات في آخر أيامه".
ويتابع: "ترامب يعمل بطريقة دبلوماسية غير اعتيادية، وهو ما فهمته الدول العربية وإيران وكوريا الشمالية وأوروبا، بينما يواصل الرئيس عباس رفضه، ومن سيدفع الثمن هو الشعب الفلسطيني".
ويختم بالقول: "هذه ليست زعامة، وبالتأكيد ليس هذا هو التراث الذي يرغب أبو مازن بتركه وراءه، وعليه أن يصحو، وأن يبدأ بالسير على الخط مع ترامب ومع الدول العربية، قبل أن يفوت الأوان".
خبير إسرائيلي: ترامب يعيد تقيم "صفقة القرن".. لماذا الآن؟
دعوات إسرائيلية لتصعيد الرد على غزة ووقف التسهيلات
صحيفة إسرائيلية: قادة عرب أيدوا خطة ترامب وتجاهلوا عباس