فتحت حادثة استشهاد المسعفة الفلسطينية رزان النجار برصاص الاحتلال الجمعة أثناء عملها في إسعاف الجرحى، ملف تعمد الاحتلال الإسرائيلي استهداف الطواقم المهنية من مسعفين وصحفيين وممثلين عن منظمات إنسانية، وحتى الباعة المتجولين.
واستشهد عدد من هؤلاء أثناء تواجدهم بين المتظاهرين السلميين، منذ انطلاق مسيرات العودة في الثلاثين من آذار/ مارس الماضي، فيما أصيب العشرات منهم، رغم أنهم كانوا يؤدون عملهم في الميدان، وتميزوا عن غيرهم بلباسهم ومعداتهم الخاصة بهم.
وتعمد الاحتلال منذ انطلاق مسيرات العودة استهداف الطواقم الطبية ونقاط الإسعاف الأولى على الحدود، ففي الـ14 من نيسان/ أبريل الماضي أقدمت قوات الاحتلال على استهداف المسعف موسى أبو حسنين الذي يعمل ضمن طواقم الدفاع المدني الفلسطيني، حيث أطلقت عليه قوات الاحتلال النار أثناء عمله على انتشال مصابين قرب الخط العازل، رغم ارتدائه سترة تشير إلى طبيعة عمله.
والجمعة أقدم قناص إسرائيلي على قتل المسعفة المتطوعة رزان النجار أثناء عملها في إسعاف الجرحى والمصابين قرب الخط العازل شرق خانيونس، رغم ارتدائها الزي الأبيض والسترة التي تميز الطواقم الطبية، في خطوة تهدف إلى عرقلة عمل الطواقم الطبية.
وسجلت منظمات حقوقية محلية عديد الاستهدافات للطواقم الطبية ونقاط الإسعاف الأولى، فكثيرا ما أطلق الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع صوب تلك المراكز وحتى الرصاص الحي ما أدى لإصابة عدد كبير من المسعفين بالاختناق والرصاص.
وأكد مركز الميزان لحقوق الإنسان، أن قوات الاحتلال خلال استهدافها للمدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، ولا سيما المتظاهرين السلميين على حدود غزة، تتعمد استهداف أفراد الخدمات الطبية ووسائط النقل الطبي وعرقلة نقل الجرحى.
وقال في تقرير صدر مؤخرا إن قوات الاحتلال تستهدف مواقع الاستشفاء ومراكز الرعاية الميدانية، وهو طابع تميز به سلوك قوات الاحتلال على مدار الأسابيع الأربعة الماضية.
وأفاد بأن الاحتلال يتعمد إيقاع الإصابات في صفوف أفراد الطواقم الطبية من خلال إطلاق الرصاص الحي والرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيلة للدموع تجاههم، مما أوقع عشرات الإصابات والخسائر في المعدات وعرقلة عملية إسعاف الجرحى.
الطواقم الصحفية
وتذكر حادثة استشهاد الصحفي ياسر مرتجى في السادس من نيسان/ أبريل تعمد الاحتلال استهداف الطواقم الصحفية، حيث استشهد ياسر متأثرا بجراحه التي أصيب بها أثناء تغطيته لمسيرات العودة بعد أن تعمد قناص إسرائيلي إصابته برصاصة في البطن وذلك على الرغم ارتدائه سترة تشير إلى عمله، ووجود كاميرا تصوير بشكل واضح بين يديه.
ولم تمر أيام على استشهاد ياسر؛ حتى أقدم الاحتلال على جريمة جديدة تمثلت باستهداف الصحفي أحمد أبو حسين الذي يعمل مصورا لوكالة محلية، في نفس المكان ونفس الظروف أيضا، ليعلن عن استشهاده لاحقا متأثرا بجراحه.
وكانت لجنة دعم الصحفيين رصدت في تقرير لها أن الاحتلال الإسرائيلي أصاب (84) صحفياً خلال شهر نيسان/ أبريل 2018 في قطاع غزة فقط، عدا عن إصابات شهر آذار/ مارس الماضي خلال تغطيتهم مسيرة العودة على حدود قطاع غزة، استشهد اثنان منهم.
ولفتت اللجنة إلى تعمد قوات الاحتلال إصابة سيارات البث حيث أصاب الرصاص وقنابل الغاز 4 سيارات بث تابعة للطواقم الصحفية، وتنوعت الإصابات كالتالي:
ولم يسلم الباعة المتجولون أيضا من استهداف قوات الاحتلال، حيث عمد إلى استهداف العديد منهم وكان أبرزهم الشهيد حسين أبو عويضة الذي اشتهر ببيعه "البراد" للمتظاهرين قرب الخط العازل على عربته اليدوية لتعاجله رصاصة قناص إسرائيلي أدت إلى إصابته بشلل تام وتهتك في أحشائه ليعلن فيما بعد عن استشهاده متأثرا بجراحه.
وأصيب الجمعة البائع المتجول لحلوى "النمورة" صبري الغلبان بقنبلة غاز في صدره أثناء وقوفه أمام عربته اليدوية ليلتقط رزق أطفاله شرق محافظة خانيونس.
استشهاد فلسطيني متأثرا بإصابته برصاص الاحتلال
"أمل العودة والشهادة".. آخر ما كتبه شهداء غزة على فيسبوك
طائرات الاحتلال تقصف مواقع للمقاومة في غزة