قالت شبكة "أن بي سي" الأمريكية في تقرير لها، إن صديقا مقربا من صهر الرئيس الأمريكي، جاريد كوشنر، بات هدفا لتحقيق روبرت مولر، متحدثة عن أن صديق كوشنر القتى أحد أفراد العائلة الحاكمة في الإمارات.
وكشف التقرير الذي أعده كارول إي لي وجوليا إينسلي، عن تفاصيل اللقاء، حيث قالت إنه جرى في جزيرة نائية بالمحيط الهندي، بحضور رجل الأعمال الأمريكي من أصل لبناني والمقرب جدا من الإمارات جورج نادر، الذي كان وراء تنظيم اجتماع إريك برينس ومسؤولين من روسيا ومن الإمارات.
وتاليا نص التقرير كما ترجمته "عربي21":
توجهت أنظار المحقق الخاص روبرت مولر نحو أحد الأصدقاء المقربين من جاريد كوشنر، وذلك نظراً لقربه من بعض اللقاءات الهامة التي جرت بين أعضاء من فريق ترامب ومسؤولين أجانب، بحسب ما صرح به خمسة أشخاص لديهم اطلاع على الموضوع.
كان ريتشارد غيرسون، وهو مدير لأحد صناديق التحوط في نيويورك، موجودا في سيشلز في كانون الثاني/ يناير 2017، أي قبل أسبوعين من تنصيب الرئيس دونالد ترامب. كان ذلك هو نفس الوقت تقريبا الذي عقد فيه اجتماع سري بين صديق ترامب إريك برينس ومسؤولين من روسيا ومن دولة الإمارات العربية المتحدة، بما في ذلك ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان، وذلك بحسب ما أكده أربعة أشخاص.
"جورج نادر نظم الاجتماع"
وبينما كان في تلك الجزيرة النائية في المحيط الهندي، اجتمع غيرسون مع محمد بن زايد وتواصل كذلك مع رجل الأعمال الأمريكي من أصل لبناني والمقرب جدا من الإمارات جورج نادر، الذي كان وراء تنظيم الاجتماع مع إريك برينس، وذلك بحسب ما ورد في رسائل نصية أرسلها حينذاك غيرسون وكذلك شخص مطلع على تفاصيل اللقاء.
التقى غيرسون بنادر قبل أسابيع قليلة من ذلك عندما كان مسؤولو ترامب، بما في ذلك كوشنر، يلتقون في اجتماع سري مع محمد بن زايد داخل فندق فور سيزنس في مدينة نيويورك.
لم يحصل من قبل أن ذكر شيء عن وجود غيرسون في سيشلز وفي لقاء فندق فور سيزنس.
يمكن أن يستدل من اهتمام مولر بغيرسون أنه يعكف حاليا على الكشف عن العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وشخصيات مقربة من ترامب. من الجدير بالذكر أن المحققين من فريق مكافحة التجسس كانوا قد بدأوا البحث في موضوع نفوذ الإمارات في حملة ترامب قبل أن يعين مولر محققا خاصا، ثم استمرت التحقيقات بالتنسيق مع فريق مولر، وذلك بحسب ما قاله شخصان حصلا على معلومات عن التحقيق.
رفض متحدث باسم غيرسون الإجابة على سؤال "لماذا اجتمع غيرسون مع محمد بن زايد في سيشلز أو لماذا تواصل مع نادر بينما كان موجوداً هناك؟". وأكد المتحدث بأن غيرسون لم يشارك في اللقاء الذي جمع إريك برينس مع المسؤولين الروس والإماراتيين.
وقال المتحدث: "كان السيد غيرسون في إجازة في سيشلز قبل انعقاد اللقاء الذي تشير إليه. لم يعرف شيئاً عن الاجتماع، وغادر قبل انعقاد اللقاء، ولم يحصل أن التقى بإريك برينس أو تواصل معه".
وقال المتحدث إن مشاركة غيرسون في اجتماع ديسمبر داخل فندق فور سيزنس كان مقتصرا على مرافقة رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير وتوصيله إلى الاجتماع حتى يقدم للمشاركين فيه عرضاً عن عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وقال المتحدث: "لقد حضر السيد غيرسون الاجتماع في نيويورك برفقة السيد بلير لمناقشة هذا الموضوع". وأضاف أن "غيرسون كان يعرف بلير منذ أن كان بلير مبعوثا لرباعية الشرق الأوسط، وهو الائتلاف الدبلوماسي الذي كان يتشكل من كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وروسيا بهدف التركيز على الصراع الإسرائيلي الفلسطيني".
بعد نشر هذا المقال صباح الجمعة، أرسل المتحدث تصريحا إضافيا جاء فيه: "إن التقرير الذي نشرتموه اليوم عن ريك غيرسون خاطئ تماما. فالسيد غيرسون ليس موضع تحقيق أي وكالة من الوكالات بما في ذلك مكتب المحقق الخاص. ولقد قام مراسلوكم بتحريف الحقائق حتى تنسجم مع روايتهم التي تعتمد على أفكار باطلة ومضللة".
يذكر في هذا السياق أن كوشنر كان يقود جهود إدارة ترامب بشأن صفقة السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، كما أنه أصبح موضع اهتمام لدى المحقق مولر وأمضى أكثر من ست ساعات في حديث مع المحققين في شهر نيسان/إبريل.
كما أن لجنة المخابرات التابعة لمجلس الشيوخ نظرت في أمر تواجد غيرسون في سيشلز وفي مشاركته في اجتماعات أخرى لها علاقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، بحسب ما أفاد به مسؤولان أطلعا على الموضوع.
وقال شخصان مطلعان على تفاصيل هذه الاجتماعات إنهما استنتجا أن غيرسون كان متواجدا هناك بسبب علاقته مع كوشنر، وقال أحدهم إن المسؤولين الإماراتيين اعتبروا غيرسون "رجل كوشنر".
يسعى مولر إلى التحقيق فيما إذا كان المقصود من اجتماع سيشلز مع إريك برينس هو إقامة قناة خلفية بين إدارة ترامب القادمة والحكومة الروسية. كما سلط الضوء على اجتماع فندق فور سيزنس، والذي لم يعلم عنه البيت الأبيض في عهد أوباما إلا فيما بعد وذلك لأن الإمارات العربية المتحدة خرقت البروتوكول من خلال عدم إخبار الإدارة التي كانت توشك عهدتها على الانقضاء بأن محمد بن زايد كان موجودا في الولايات المتحدة.
"مجريات تحقيق مولر"
ولقد سأل فريق مولر الشهود عن مدى اقتراب غيرسون من بعض اللقاءات الهامة، وذلك بحسب ما صرح به ثلاثة أشخاص لديهم اطلاع على مجريات التحقيق.
رفض المتحدث باسم غيرسون التصريح فيما إذا كان غيرسون شخصيا قد تلقى اتصالا من مولر.
لم يستجب محامي جاريد كوشنر لطلب التعليق على موضوع غيرسون. وكذلك لم يستجب متحدث باسم طوني بلير لطلب التعليق على اجتماع كانون الأول/ديسمبر 2016 في نيويورك.
ورفض متحدث باسم إريك برينس التعليق على موضوع غيرسون وأعاد التأكيد على أن برينس إنما كان في سيشلز للاجتماع بمحمد بن زايد فقط لا غير.
غيرسون هو الذي أسس شركة "فالكون إيدج كابيتال"، والتي يترأسها ويحتل فيها منصب مسؤول الاستثمار الأول، وهو صديق لكوشنر منذ أكثر من عقد. وكانت لغيرسون تعاملات تجارية مع الإمارات العربية المتحدة سابقة على انتخابات عام 2016.
وفي تصريح لقناة إن بي سي الإخبارية، قال مسؤول في جهاز مخابرات أجنبي إن قائمة المسافرين في رحلة جوية إلى سيشلز قبل أيام قليلة من اجتماع برينس احتوت على اسم غيرسون وبعض الأمريكيين الآخرين.
حضر ذلك الاجتماع في الحادي عشر من كانون الثاني/يناير 2017 كل من محمد بن زايد وجورج نادر وإريك برينس، المقاول الأمني الذي كان نديما لترامب ومقربا جدا منه وهو الذي أسس شركة الأمن الخاصة التي كانت تعرف في يوم من الأيام باسم بلاكووتر. وحضره كذلك كيريل دميتريف، الرئيس التنفيذي لشركة روسية اسمها "صندوق الاستثمار المباشر"، وهو مقرب من بوتين.
في العاشر من كانون الثاني/يناير 2017، تبادل جورج نادر مع غيرسون رسائل عبر واتساب، بحسب ما صرح به ثلاثة أشخاص لديهم معرفة بالرسائل. وضمن هذه الرسائل، أرسل نادر إلى غيرسون صورة له مع محمد بن زايد قال إنها التقطت في كانون الأول/ ديسمبر 2016 عندما كانا في المغرب، حسبما صرح به هؤلاء الأشخاص الذين قالوا إن غيرسون أجاب بأنه غير قادر على السفر إلى المغرب لأنه كان برفقة أطفاله في أنغويلا وأنه لهذا السبب توجه بدلاً من ذلك إلى سيشلز.
وفي تبادل آخر للرسائل بعد ذلك بأيام قليلة، أرسل نادر إلى غيرسون مقالة حول جاريد كوشنر وشقيقه جوش. رد غيرسون قائلاً بأنه صديق عزيز للرجلين، وذلك بحسب ما صرح به أشخاص اطلعوا على المراسلات، وهم الذين قالوا بأن نادر أجاب قائلا إنه سمع حينما كان في نيويورك أن جاريد كوشنر يكن احتراماً كبيراً لغيرسون، وأضاف: "هل تذكر لقاء فور سيزنس".
ما لبثت العلاقة بين غيرسون ونادر أن توسعت بعد تنصيب ترامب، حيث شرعا في النقاش حول قضايا التجارة وفي سياسة البلد، كما قال أولئك الأشخاص.
كما وجه فريق مولر أسئلة حول اجتماع حضره غيرسون مع كوشنر وبانون في نيويورك في مطلع عام 2017، حسبما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز.
ومنذ شهر كانون الثاني/ يناير بدأ جورج نادر بالتعاون مع فريق التحقيق الذي يقوده مولر، وقد قدم على مدى عدة أيام شهادته للمحققين، وهو التطور الذي تحدثت عنه للمرة الأولى صحيفة "نيويورك تايمز" ثم أكدته قناة "إن بي سي" الإخبارية.
أما إريك برينس فقد وصف لقاءه مع دميتريف بأنه اجتماع مرتجل لم يعد له مسبقا. وقال في شهادة له أمام لجنة المخابرات في مجلس النواب إن أحد المسؤولين في الإمارات الذين قابلهم في سيشلز لتبادل الرأي بشأن صفقات تجارية محتملة هو الذي اقترح عليه أن يقابل دمتريف.
قال برينس مخاطبا المشرعين: "في النهاية قال أحد أفراد الحاشية: على فكرة، هناك شخص روسي كنا قد تعاملنا معه في الماضي، وهو موجود هنا أيضاً لكي يقابل واحداً من أعضاء الوفد الإماراتي، وربما ينبغي عليك أن تراه، وستجد أنه شخص يهمك أن تتعرف عليه، بما أنك تعمل كثيراً في قطاع النفط والغاز والمعادن".
يرى روبرت أندرسون، المساعد التنفيذي السابق لمدير مكتب التحقيقات الفيدرالي ورئيس مجموعة شيرتوف، يمكن أن يفهم من إشراك رجال أعمال أثرياء لديهم علاقات وثيقة بصهر الرئيس في لقاءات مع مسؤولين أجانب بأن معارف ترامب كانوا يمزجون في نشاطاتهم ما بين أعمالهم الخاصة وما هم مكلفون به من مهام حكومية. كما يثير ذلك تساؤلات حول ما يمارس من نفوذ أجنبي على صناعة القرار ورسم السياسية داخل إدارة ترامب.
يقول أندرسون: "أهم ما في الأمر هو الغرض من عقد تلك اللقاءات. أتوقع أن يسعى مولر للبحث فيما إذا كان غيرسون قد سعى لاستغلال موقعه كشخص على علاقة وثيقة بالإدارة الجديدة للاستفادة مادياً أم أنه كان يحاول التأثير على سياسة الولايات المتحدة من خلال ترتيب لقاءات بين معارف ترامب والمجتمع الدولي".
ترامب يجتمع بكيم في 12 يونيو ولا عقوبات جديدة
هذه أسباب المناورة الأمريكية في قمة ترامب وكيم.. ما مصيرها؟
التسلسل الزمني لفضيحة برويدي ونادر في قضية قطر (تفاعلي)