نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا عن مستقبل الاتفاق النووي الإيراني، الذي من المقرر أن يبت بشأن الالتزام به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21" إلى أن ترامب يستعد لإعلان إلغاء الاتفاق النووي مع طهران اليوم الثلاثاء، متجاهلا التحذيرات التي وجهت إليه كلها، التي كانت آخرها ما ذكره وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون.
وتقول الصحيفة إنه ليس من المعروف حتى الآن ما هو خيار ترامب التالي بعد إلغاء الاتفاق، وتتساءل: "هل سيقوم ترامب بفرض عقوبات جديدة على إيران؟".
ويلفت التقرير إلى التصريحات الواردة من الجانب الإيراني، والتغير في السياسة الإيرانية مؤخرا، عقب تصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني، بأن بلاده قد تستمر في الالتزام بما فرضه عليها الاتفاق حتى بعد انسحاب الولايات المتحدة منها، قائلا إن "الخطوة القاسية من واشنطن لن تغير طريقة معيشتنا خلال الأسبوعين أو الثلاثة أسابيع المقبلة، وإن كنا سنحصل على ما نريده دون الإخلال بدورنا في الاتفاق فسنلتزم به".
وتذكر الصحيفة أن مسؤولين إيرانيين هددوا في السابق بأن بلادهم ستسرع الخطوات في برنامجها النووي إذا ألغت واشنطن الاتفاق النووي، الذي وقعت عليه دول أخرى، هي روسيا وبريطانيا وفرنسا ألمانيا والصين إلى جانب إيران والولايات المتحدة.
وينوه التقرير إلى أن وزير الخارجية البريطاني جونسون ظهر على البرنامج التلفزيوني المفضل لترامب "فوكس أند فريندز"، محذرا من أن الغرب قد يجبر على مواجهة عسكرية مع طهران لو مزق ترامب الاتفاقية، وحذر من "إلقاء الطفل من مياه الحمام"، وتساءل قائلا: "ماذا لو سارع الإيرانيون واستأنفوا برنامجهم النووي، فهل نحن جادون عندما نقول إننا سنقصف إيران؟"، مشيرا إلى أن جونسون التقى مع وزير الخارجية مايك بومبيو ونائب الرئيس الأمريكي مايك بينس، في يوم شهد عدة لقاءات في واشنطن.
وتستدرك الصحيفة بأن مصادر مقربة من وزير الخارجية قالت إنها تتوقع خروج ترامب من الاتفاقية النووية، لافتة إلى أن ترامب غرد يوم أمس قائلا إنه سيعلن عن موقفه من الاتفاقية النووية اليوم في الساعة الثانية مساء، و"يبدو ترامب متعجلا للإعلان، خاصة أنه حدد يوم 12 أيار/ مايو لتوضيح موقفه".
ويجد التقرير أنه "في حال قرر ترامب الخروج من الاتفاقية، فإنه سيرفض الإجراءات، وهي التوقيع على فترة 120 يوما لرفع العقوبات الأمريكية عن المصرف المركزي الإيراني، ما يفتح المجال أمام الكونغرس لإعادة فرضها، وقد ينتظر 180 يوما قبل أن تبدأ العقوبات الشديدة تترك أثرها، التي تستهدف المصارف الأجنبية التي تواصل شراء النفط الإيراني".
وتفيد الصحيفة بأن هناك سلسلة من العقوبات تنتظر التأجيل حتى 11 تموز/ يوليو، وتتعلق بـ400 شركة إيرانية وأفراد إيرانيين وقطاع الأعمال، لافتة إلى أنه "إذا أراد ترامب فإنه قد يقرر فرض هذه العقوبات كلها وبوتيرة سريعة".
وبحسب التقرير، فإن ترامب قد يوقع على رفع العقوبات على المصرف المركزي الإيراني بشروط جديدة، وهو ما يفتح الباب للتفاوض على ضوابط قوية للحد من نشاطات إيران.
وتقول الصحيفة: "لكن لا أحد يعرف ماذا سيحدث، خاصة أن إيران وافقت في الاتفاقية النووية الأولى على وقف نشاطاتها النووية مقابل تخفيف العقوبات عنها، ووقعت كل من الصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا مع أمريكا عليها".
ويشير التقرير إلى أن ترامب انتقد الاتفاقية، ووصفها بأنها "مجنونة"، وقال إنه يريد ضوابط جديدة للحد من برامج إيران في مجال الصواريخ الباليستية ودورها التخريبي في كل من سوريا واليمن.
وتورد الصحيفة نقلا عن جونسون، قوله إن نقد ترامب مشروع، وأضاف: "الرئيس محق للقول إن هناك مظاهر ضعف تضع تحديات منطقية أمام العالم"، مشيرا إلى أن إيران "تتصرف بطريقة سيئة، ولديها قدرة على تطوير صواريخ باليستية عابرة للقارات، ويجب وقف هذا الأمر، ويجب منع إيران من التدخل في المنطقة"، لكنه حذر من عودة إيران سريعا لإنتاج القنبلة النووية لو انهارت الاتفاقية، وقال: "دعني أذكرك أنه لو حصلت على سلاح نووي فستشهد سباق تسلح في الشرق الأوسط... ستجد السعوديين يحاولون الحصول عليه، والمصريين والإماراتيين".
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن جونسون قال في مقابلة أخرى أثناء زيارته، التي امتدت ليومين في واشنطن، إن ترامب قد ينال جائزة نوبل للسلام لو ركز على تحسين الاتفاقية النووية، وأضاف لمحطة "سكاي نيوز": "لو نجح ترامب في التسوية مع كوريا، وأصلح الصفقة النووية الإيرانية، فعندها لا أرى أي سبب يجعله مرشحا أقل من باراك أوباما" لجائزة نوبل.
هكذا صنعت إيران فرقة بين أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية
صندي تايمز: ما هي احتمالات المواجهة بين إيران وإسرائيل؟
فورين بوليسي: غارات سوريا هي أول حرب تلفزيون واقع بأمريكا