في إطار النقاشات الإسرائيلية المكثفة بشأن جدوى الاستمرار في العمل بالاتفاق النووي مع إيران، عارض جنرال إسرائيلي بارز، انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، معتبرا استمرار العمل به "البديل الأقل سوءا".
وأكد الجنرال الإسرائيلي، عاموس جلعاد، أن الانسحاب
الأمريكي من الاتفاق النووي "سيخدم بالأساس إيران"، معتقدا في تصريحات
لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن "التزام واشنطن بالاتفاق؛ هو
البديل الأقل سوءا من بين البدائل الأخرى".
وشكك بجدوى "سرقة" الأرشيف النووي
الإيراني على يد عناصر من جهاز "الموساد" الإسرائيلي، موضحا أن
"الأرشيف لا يثبت أن طهران تخرق الاتفاق الآن".
اقرأ أيضا: تغير بلهجة طهران: قد نلتزم باتفاق النووي حتى لو انسحب ترامب
ورأى جلعاد، أن استمرار إيران "في تجميد
مشروعها النووي لـثماني أو عشر سنوات حسب الاتفاق، يمكن إسرائيل من التركيز على
التهديد الأكثر إلحاحا، الذي يتعلق بالتواجد العسكري الإيراني في سوريا، وعلى
إعداد الجيش لاحتمالية أنه في المستقبل قد يضطر لعلاج الموضوع النووي إذا حدثت
مواجهة".
وقدر أن "الانسحاب الأمريكي من الاتفاق، سيمكن
إيران من دق أسفين بين الدول العظمى، وبالتدريج إضعاف الرقابة الدولية على مشروعها
النووي"، منوها إلى أن "طهران شريك استراتيجي لروسيا والصين، كما أن
أوروبا لا تتزحزح عن مواقفها".
إمبراطورية مصغرة
يذكر أن الجنرال جلعاد، وهو رئيس القسم السياسي
الأمني السابق في وزارة الحرب الإسرائيلية، يتولى الآن رئاسة مؤتمر
"هرتسليا" متعدد المجالات، ويستمر لمدة ثلاثة أيام، وهو المؤتمر الـ 18،
حيث يشارك فيه أكثر من 300 خبير أمني واستراتيجي.
من جانبه، أوضح الخبير العسكري الإسرائيلي في صحيفة
"هآرتس" العبرية، عاموس هرئيل، أنه رغم أن موقف جلعاد يختلف عن موقف
رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في ما يتعلق بالاتفاق النووي، إلا أنه "يوافق
على الخط الهجومي الإسرائيلي في ما يتعلق بالتواجد الإيراني في سوريا".
ونقل هرئيل، عن الجنرال الإسرائيلي قوله:
"شاهدنا حزب الله وهو يراكم القوة في لبنان، ويصل إلى قدرة تستطيع تهديد
الجبهة الداخلية الإسرائيلية"، مضيفا أنه "إذا مكنا إيران الآن من القيام
بعملية مشابهة في سوريا فسنحصل على جبهة أخرى مع صواريخ في عمق سوريا ومليشيات
شيعية في هضبة الجولان".
اقرأ أيضا: ترامب يعلن موقفه من الاتفاق النووي
وتابع: "هذا جزء من تجربة إيرانية لبناء
إمبراطورية إقليمية مصغرة، وإذا لم نوقف هذه العملية الآن فسندفع ثمنا أعلى بكثير
لاحقا".
ويعتقد جلعاد، أن "إسرائيل ما زالت تستطيع
وقف التواجد الإيراني في سوريا، دون أن تصل الأمور لحرب شاملة، في حين يدفع قيام
إسرائيل بنشاطها بصورة ناجعة وهادئة، إيران إلى إعادة النظر في استراتيجيتها في
سوريا"، مشددا على أهمية "الحفاظ على الغموض، لأن الإعلان -حتى لو كان
الجميع يعرفون من الذي هاجم- يخلق إهانة لدى الطرف الآخر ويدفعه للرد"، بحسب
ما أورده الخبير العسكري.
قناة إسرائيلية: عرض نتنياهو يمهد الطريق أمام قرار ترامب
وسط أربعة تحديات.. متى تحتاج إسرائيل لدعم صديقها الأهم؟
موقع: إسرائيل شاركت في التحضير للضربة الثلاثية بسوريا