قالت وزارة الخارجية الروسية إن
موسكو ستحترم التزاماتها الموقعة ضمن
الاتفاق النووي "طالما فعلت الدول
الأخرى ذلك".
وأوضحت الناطقة باسم الخارجية
ماريا زاخاروفا أن موسكو ترغب في إبقاء الاتفاق على حاله لكنها ستعتبر أي تغيير في
الاتفاق "غير مقبول".
وتأتي التصريحات الروسية في ظل
تلويحات ترامب بإمكانية الانسحاب من الاتفاق في 12 من أيار/مايو المقبل بعد انتهاء
المهلة التي حددها إذا لم تطرأ تغييرات
جوهرية عليه.
وكانت
ستة مصادر دبلوماسية كشفت عن أن الدول الأوروبية لا تزال تريد تسليم الرئيس الأمريكي
دونالد ترامب، الأسبوع المقبل، خطة لإنقاذ الاتفاق النووي مع
إيران، لكنها بدأت
أيضا العمل على حماية العلاقات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والجمهورية
الإسلامية إذا نفذ ترامب تهديده وانسحب من الاتفاق.
ويقول
مسؤولون إن ترامب قرر أن ينسحب في 12 مايو/ أيار من الاتفاق المبرم عام 2015، الذي
يصفه بأنه "كارثة"، ويستعد لرفض جهود يبذلها الأوروبيون منذ أربعة أشهر
لتبديد مخاوفه.
لكن
فرنسا وبريطانيا وألمانيا تسعى لأن تقدم للبيت الأبيض اتفاقا سياسيا منفصلا يحمل
التزاما باتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه إيران إذا تمكنوا من التوصل في الوقت المناسب
إلى اتفاق مع وزارة الخارجية الأمريكية، شريكهم الأمريكي في المحادثات.
وعبرت
عدة مصادر عن تشككها في أن الجهود ستكلل بالنجاح، وقالت جميعها إن الأوروبيين
يعملون أيضا على سيناريوهات للحد من الأضرار إذا فشلت.
وقال
دبلوماسي أمريكي كبير: "لدينا أسبوع لنواصل الحديث إلى الأمريكيين، ونرى ما
إذا كان بإمكاننا التوصل إلى توافق بشأن الاتفاق... لكني لا أعتقد أن هناك أي سبب
يدعو للإفراط في التفاؤل".
ولا
يشمل الاتفاق السياسي، الذي يتوج جهودا دبلوماسية عبر الأطلسي، أطراف الاتفاق
الأخرى؛ إيران أو
روسيا والصين.
ويسعى
لأن يوضح لترامب أن أوروبا ستحاول احتواء برنامج طهران للصواريخ الباليستية،
ونفوذها في سوريا واليمن، والشروط التي يزور بموجبها المفتشون المواقع الإيرانية
المشتبه بها، والبنود التي تحدد أجلا لبعض شروط الاتفاق.
وفي
حين أن الأوروبيين والأمريكيين ضيقوا خلافاتهم، لكنهم ما زالوا يجدون صعوبة في
الاتفاق على كيفية تلبية طلب واشنطن في تمديد بعض القيود على برنامج إيران النووي،
دون إعادة التفاوض على الاتفاق الموقع في يوليو/ تموز 2015.
وقال
دبلوماسي أمريكي كبير ثان: "نحن نحاول إيجاد الصيغ المناسبة التي تفي بتوقعات
الأمريكيين، دون أن تتعارض مع الاتفاق".
وأضاف:
"ثمة فرصة في التوصل إلى اتفاق، لكن حتى إذا نجحنا في ذلك، فإنني لست على
قناعة بأن ذلك سيكون كافيا لمنع الانسحاب الأمريكي".
وفي
حزمة عروضهم لترامب، يتعامل الأوروبيون مع رغبة أمريكية في توضيح أنه يتعين على
إيران إتاحة وصول المفتشين الدوليين للمواقع العسكرية. ويقول الأوروبيون إن هذا
وارد ضمنا بالفعل في الاتفاق الأصلي.