كشف صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكي عن موقف وزير الدفاع الأمريكي
جيمس ماتيس من وجود قوات عربية في
سوريا.
وقالت الصحيفة أن ماتيس أعرب عن تحفظات وزارته حيال خطط البيت الأبيض المتعلقة ببناء قوة عربية لتحل محل القوات الأمريكية التي يريد ترامب سحبها من سوريا.
وجاءت تعبيرات ماتيس قوية حيث قال إن
الولايات المتحدة ستندم على وضع قوات في سوريا بدون المشاركة الأمريكية. وقال خلال جلسة استماع بالكونغرس أمام لجنة خدمات القوات المسلحة إنه يدعم مشاركة القوات الأمريكية إلى جانب دول حلف الناتو في المهمة العسكرية للحفاظ على الأمن في العراق ومنع عودة تنظيم الدولة الإسلامية.
وجاءت تصريحات ماتيس في وقت تواجه فيه الولايات المتحدة نقطة تحول بعد تحرير معظم المناطق التي كان يسيطر عليها تنظيم الدولة في كل من العراق وسوريا. كما أن تصريحاته تؤكد على التوتر النابع من طبيعة المشاركة الأمريكية لمواجهة التهديدات الأمنية في كل من العراق وسوريا، حيث يعيش تنظيم الدولة المرحلة الأخيرة قبل هزيمته النهائية، بعد أربع سنوات من الحرب.
وكان القادة العسكريون يخططون لبقاء مفتوح ومشروط بالظروف لولا تدخل الرئيس دونالد ترامب وإلغاء كل شيء حسبما تقول "واشنطن بوست" في تقرير أعدته ميسي ريان وبول سون.
ويتركز النقاش بشأن الوجود الأمريكي في سوريا على قوة من ألفي جندي ومستشار يعمل أفرادها مع المقاتلين الأكراد لملاحقة ما تبقى من جيوب للجهاديين في شرق سوريا. ولتحقيق رغبته بمشاركة الآخرين بتحمل الأعباء في سوريا فإنه طلب من الدول الأخرى بمن فيها السعودية المساهمة بمليارات الدولارات ودعم جهود إعادة الاستقرار في سوريا.
ويبحث البيت الأبيض إمكانية تشكيل قوة عربية من دول المنطقة لدعم المدن التي دمرت خلال سنوات الحرب الماضية. وعبرت السعودية عن استعدادها لإرسال قوات لو تم تشكيل القوة، مع أن المسؤولين لم يكشفوا عن تفاصيل المبادرة.
وتشير الصحيفة إلى أن قوة متعددة الجنسيات من الدول العربية ستكون غير عادية وستواجه سلسلة من التحديات بما في ذلك عدم توفر الخبرات في العمليات الخارجية لهذه الجيوش، والانقسامات السياسية بين قادة الدول العربية ومخاطر إثارة نزاع طائفي.
وفي الوقت الذي رحب فيه ماتيس والقادة العسكريون بجهود الحصول على دعم جديد إلا أنهم عبروا عن حذر مما يقتضيه هذا التعاون.
وفي مقابلة أجرتها الصحيفة على الهاتف مع الجنرال جوزيف فوتيل، قائد القيادة المركزية في الشرق الأوسط رحب فيها بالمساهمة العربية بالقوات والمعدات من أجل تحقيق الاستقرار في سوريا والتأكد من عدم عودة تنظيم الدولة مرة أخرى. واقترح فوتيل أن المساهمات العربية لم تكتمل بعد، مشيرا إلى أن قوة جديدة تحتاج لوقت وتحضير للعمليات في مناخ معقد كسوريا. وقال: "لدينا فريق مجرب يعمل على الأرض ويدير الأمور هناك منذ عدة سنوات. ومن الصعوبة بمكان على طرف الدخول مباشرة والقيام بدورنا. ومع مرور القوات أو الخبرة وتغير الظروف فإن الوضع ربما أصبح ممكنا".
وقال فوتيل إن الجيش الأمريكي يتحدث مع شركائه في المنطقة، لكنه يريد إكمال المهمة التي أرسل من أجلها "ونريد التأكد من دمج القدرات التي نضيفها". ويتزامن النقاش حول القوة العربية في وقت تقوم فيه الإدارة بالبحث عن طرق للموافقة بين البنتاغون والبيت الأبيض وما يمكن اعتباره انتصارا دائما او انتصارا قريبا. وكان ترامب قد كرر رغبته بالخروج من سوريا في مؤتمره الصحافي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث قال إنه يحبذ مغادرة سوريا وأثنى على هزيمة القوات الأمريكية لتنظيم الدولة. وبعد يوم من تصريحات الرئيس قال ماتيس إن العمليات العسكرية لم تنته، وإن الجيش الأمريكي يخطط لتوسيع القتال ضد تنظيم الدولة في الأسابيع المقبلة. وحدد المعارك في وسط منطقة وادي الفرات التي يعتقد أنها آخر معاقل التنظيم. وقال إن القوات الفرنسية الخاصة وصلت للمساعدة. وبدأت قوات سوريا الديمقراطية التي تقودها الجماعات الكردية بالعودة للمنطقة بعدما حرفت جهودها للمشاركة ضد الأتراك الذين تقدموا في عفرين.
وحذر قائد هيئة الأركان المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد من أن الخروج الأمريكي المتعجل من العراق الذي كان عاجزا عن تأمين حدوده، منح تنظيم الدولة "المساحة للنمو".
ومنذ بدء العمليات العسكرية أسهمت القوات الأمريكية بهزيمة الجهاديين واستعادة غالبية الأراضي التي سيطروا عليها وتخفيض عدد مقاتليهم إلى ما بين 1.000 – 3.000 في كلا البلدين. ويظل الدور المحدد للقوات الأمريكية محددا بملاحقة تنظيم الدولة وضرب بشار الأسد لردعه عن استخدام السلاح الكيماوي. وفي الوقت نفسه عزز نظام دمشق من سيطرته على مناطق في سوريا ويقترب من الانتصار على المعارضة السورية.
وعليه فخروج أمريكي سيعطي القوات التي ساعدت نظام الأسد على النجاة خاصة الإيرانيين. وهذه معضلة للأمريكيين الذين يريدون الخروج، وفي الوقت نفسه لا يريدون ترك مناطق في سوريا للإيرانيين. ولمح ترامب في مؤتمره مع ماكرون لمظاهر القلق هذه حيث قال: "ناقشنا أنا وإيمانويل فكرة عدم منح إيران موسما مفتوحا في منطقة المتوسط خاصة أننا نسيطر على معظمها". ويرى ماتيس ان الجيش الأمريكي سيواصل عملياته وسيتعاون مع القوى الإقليمية.