وصف العالم المصري
زغلول النجار بعض المحسوبين على
السلفية في
الجزائر بـ"الأبواق" التي تسعى لتنفيذ مخططات غربية لضرب الإسلام المعتدل، لافتا إلى أنها "لا تعرف حقيقة الإسلام"، وذلك بعد فتوى لزعيم سلفي جزائري بارز اعتبر فيها تيارات مثل
الإخوان والصوفية خارج "أهل السنة والجماعة".
جاء ذلك، في حوار أجراه النجار، أول أمس الأربعاء، مع صحيفة "الشروق" الجزائرية.
وقال النجار إنه يتأسف "على مثل هذه الخرجات الشاذة لأشباه السلفية الذين تحولوا إلى أبواق لتنفيذ مخططات غربية لضرب الإسلام المعتدل والوسطية من خلال حملات التكفير والإقصاء التي تتناقض مع جوهر الدين ومبادئ الإسلام".
وفيما يخص إخراج جماعة إخوان المسلمين من السنة والجماعة، قال النجار إن "إخراج الإخوان من أهل السنة والجماعة واتهامهم بتهم باطلة فهو تكفير مبطن يعود لنجاح هذه الجماعة التي يزيد عمرها عن 80 سنة في تقديم إسلام معتدل وسطي على نهج السلف الصالح، وهي معروفة باعتدالها ووسطيتها ومواقفها المشرفة".
ودعا العالم المصري "الذين تجرأوا على الإخوان إلى دراسة ماضي هذه الحركة العريقة قبل الافتراء عليها وفهم جيد للإسلام، فهم حسب رأيي لا يعرفون حقيقة الإسلام"، وفق تعبيره.
ونشر الداعية السلفي البارز، محمد علي
فركوس، في آذار/ مارس الماضي، فتوى ضمن كلمته التي ينشرها شهريا قدم فيها ما يعتبرها شروطا للانتساب إلى أهل السنة والجماعة.
وحسب ما ورد في كلمة فركوس فإن "الإسلامَ الذي يُمثِّله أهلُ السُّنَّة والجماعة -أتباعُ السلف الصالح- إنَّما هو الإسلام المصفَّى مِنْ رواسب العقائد الجاهلية القديمة، والمبرَّأُ مِنَ الآراء الخاطئة المُخالِفةِ للكتاب والسُّنَّة".
اقرأ أيضا: سلفي جزائري يخرج الإخوان والصوفية من أهل السنة.. وردود
وتابع موضحًا بأن إسلام أهل السنة "مجرَّدٌ مِنْ مَوروثاتِ مَناهجِ الفِرَق الضَّالَّة كالشيعة الروافض والمُرجِئةِ والخوارجِ والصُّوفيةِ والجهميةِ والمعتزلةِ والأشاعرة، والخالي مِنَ المناهج الدَّعْوية المُنحرِفة كالتبليغ والإخوان وغيرِهما مِنَ الحركات التنظيمية الدَّعْوية أو الحركات الثورية الجهادية ـ زعموا ـ كالدواعش والقاعدة، أو مناهجِ الاتِّجاهات العقلانية والفكرية الحديثة، المُنتسِبين إلى الإسلام".
وأقصى هذا الزعيم السلفي من الجماعة "الخارجَ على الأئمَّةِ المُكفِّرَ لهم، التاركَ لمناصحتهم والصبرِ على ظُلْمهم وجَوْرهم، ولا الثائرَ عليهم بالمظاهرات والاعتصامات والإضرابات باسْمِ التصحيح والتغيير وَفْقَ ما تمليه الحُرِّيَّاتُ الديمقراطيةُ ـ زعموا ـ وما ترسمه مخطَّطاتُ أعداء المِلَّة والدِّين".
وأيضا: "كما لا يحوي مذهبُ أهلِ السنَّة ـ في نطاقه ـ مَنْ يرفع شعارًا أو رايةً أو دعوةً غيرَ الإسلام والسنَّة بالانتماء إليها أو التعصُّب لها كالعلمانية والاشتراكية والليبرالية الرأسمالية، والقَبَلية والوطنية والقومية، والديمقراطية والحزبية، والحداثة وغيرِها".
واستنكرت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وتعد أكبر تجمع لعلماء الدين بالبلاد، ما جاء في "فتوى" فركوس، وقالت إنها "كلمة خطيرة في مضمونها على وحدة الأمة وتماسكها وسلامة أفكارها".
ودعت "علماء الجزائر" إلى "عدم السكوت على هذا النوع من الأطروحات التي تذكي نار الفتنة بين أفراد الأمة وتؤججها".