نشر موقع "آف.بي.ري" الروسي تقريرا، تحدث فيه عن المهن التي قد تدفع بالمرء إلى
الانتحار، الذي يرى فيه البعض خيارا مناسبا، غير أنه ليس سوى حل للهروب من المشاكل وليس حلها.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "
عربي21"، إن علماء الطبيعة يواجهون العديد من الضغوطات في مجال عملهم، لا سيما عند مرحلة نشر نتائج البحث، واحتدام المنافسة في هذا المجال. وتعد نزعة الجنون التي يتميز بها هذا العالم، السبب الذي يفسر حدوث معظم حالات الانتحار.
وأضاف الموقع أن العمل في الشرطة وملاحقة المجرمين ليست بالمهمة السهلة، إذ قد يتعرض الشرطي أثناء أداء واجبه إلى الإصابة بأذى. ففي الواقع، يعمل ضابط الشرطة وفقا لجدول زمني صعب بعض الشيء، فهو يواجه بشكل يومي حوادث مأساوية وخسائر معنوية ومادية ناتجة عن حوادث السيارات، والحرائق، وجرائم القتل والاختطاف.
وأورد الموقع أن العمل في مجال أسواق الأسهم قد يدفع الموظفين إلى التفكير في الانتحار، بينما قد يصاب البعض الآخر بالاكتئاب. وعادة ما تكون هذه الأزمة النفسية بسبب خسارة مبالغ طائلة من المال، ناجمة عن التقلبات التي تعرفها أسعار الأسهم.
وأوضح الموقع أنه بإمكان المحامي أن يكون من الأبطال الخارقين في العالم الحديث في حال التزم بمبادئ عمله. ولكن في الحقيقة، عادة ما يكون المحامون عرضة للعديد من التهديدات، وقد يجبر أحدهم في بعض الأحيان على الدفاع عن الجاني، وهو ما يتعارض مع مبادئه الأخلاقية، وقد
يوقعه ذلك في العديد من المشاكل.
ويعتقد البعض أن المزارعين يتمتعون بحياة خالية من الضغوطات، إلا أن الواقع يثبت عكس ذلك، إذ يمكن للمزارع خسارة جميع ما يملك بسبب سوء الأحوال الجوية وتغير المناخ باستمرار.
وبين الموقع أن عمال البناء يعملون أحيانا تحت ضغط هائل، بسبب عدم سير المشروع وفقا الخطة المرسومة، أو حدوث مشاكل في الميزانية، وبطبيعة الحال ضغط العملاء. والأمر سيان بالنسبة لمن يعمل في المجال الفني، الذي يتطلب الجدارة والقدرة على تأدية الدور على أكمل وجه. وفي حال لم يحصل العمل المنجز على تقييم إيجابي من الجماهير، فإن ذلك سيؤثر ذلك سلبا على الفنان، ما قد يؤدي به إلى الانتحار.
وذكر الموقع أن السعادة والإلهام والمشاعر التي تعتري الموسيقي، غالبا ما تؤذيه، لأنها تجهده، وقد تتسبب له في انهيار عصبي، أو الإصابة بالاكتئاب. أما المؤلفون والروائيون، فليسوا في مأمن من الكآبة بسبب المزاجية، التي تصل بهم إلى حد الهلوسة أحيانا.
وأورد الموقع أن عمل الجراح شبيه بمعركة مستمرة مع الموت، حيث يحاول الطبيب فعل كل ما بوسعه من أجل إنقاذ حياة المريض. لكن هذه المهنة يمكن أن تؤثر سلبا على حياة المرء، ما يدخله في حالة من الاكتئاب، الذي قد يؤدي به إلى الانتحار.
وأشار الموقع إلى أن العاملين في المجال الصحي يدركون كيف يمكنهم الانتحار دون معاناة، لذلك عادة ما يكون أطباء الأسنان مبدعين عندما يتعلق الأمر بالانتحار. أما مهنة التمريض، التي تتطلب عناية كبيرة بالمريض مقابل تقاضي راتب ضئيل، فيمكن أن تدفع الممرض إلى النظر في خيار الانتحار كوسيلة للخروج من هذا الوضع المزري.
وأوضح الموقع أن مستوى الانتحار مرتفع بين صفوف العاملين في قطاع التجارة، لأن هذه المهنة تتطلب العمل بجد من أجل تحقيق القليل من الأرباح خاصة إذا كان الشخص يعمل وفق القواعد. وقد يدفع التوتر والضغط الذي يرزح تحته التاجر إلى الانتحار.
كما يعتبر العاملون في مجال الخدمات التجارية، معرضين أيضا لكم هائل من الضغط والتوتر. ونتيجة لذلك، يرتفع معدل الانتحار في صفوف العاملين في مجال الخدمات التجارية مقارنة بالعاملين في مجال التجارة.
وأورد الموقع أن ارتفاع نسب الانتحار في صفوف مشغلي الآلات، يعزى أساسا إلى اقتران هذه المهنة بكم هائل من المخاطر، على غرار الإصابة بجروح أو الموت جراء حادث عمل. وفي قطاع الهندسة، يضطر المهندس إلى العمل بكد نظرا لنمو سوق المعدات الهندسية مقابل انخفاض نسبة الطلب على المهندسين، ما يؤدي إلى ارتفاع نسبة البطالة. وهذا يزيد من الضغط المسلط على المهندسين ما قد يدفع بالبعض منهم للانتحار.
وأكد الموقع أن العديد من الشركات يمكن أن تغلق أبوابها بسبب تكبد خسائر فادحة عندما تصبح بعض التكنولوجيات غير فعالة، وهذه الأزمة يمكن أن تودي بصاحب المؤسسة إلى الاكتئاب ومحاولة الانتحار. إلى جانب ذلك، تعد السياقة من أخطر المهن؛ لأن السائق معرض للإصابة بانهيار عصبي، أو حادث مأساوي.
وعلى نحو مماثل، يتعرض عمال الصيانة للكثير من الإجهاد البدني، مقابل تقاضي راتب ضئيل يدفعهم للبحث عن وظيفة أخرى دون مراعاة حالتهم الصحية. أما الأطباء البيطريون، فهم أكثر عرضة من غيرهم للانتحار؛ بسبب تعلقهم الشديد بتلك الحيوانات البريئة، وتعاملهم مع الموت في كل لحظة.