عقدت قوات "سوريا
الديمقراطية" التي تشكل الوحدات الكردية المسلحة عمودها الفقري اجتماعا مع
عدد من وجهاء
العشائر العربية في ريف
دير الزور، وذلك بهدف تأسيس
مجلس عشائري تابع
لها في المنطقة.
وقال مصدر محلي في
المنطقة لـ"
عربي21": إن ممثلين عن قوات سوريا الديمقراطية اجتمعوا مع
وجهاء من عشيرة الشعيطات، وعشائر أخرى في مدينة أبو حمام بريف دير الزور الشرقي،
بغية تشكيل مجلس عشائري مهمته الصلح وفض النزاعات بين المتخاصمين في المنطقة.
وأشار المصدر الذي طلب
عدم الكشف عن اسمه، إلى أن قوات سوريا الديمقراطية أمهلت العشائر عدة أيام ضمن
المناطق التي تسيطر عليها بريف دير الزور لاختيار ممثل واحد لكل عشيرة.
وأكد عضو الائتلاف
الوطني السوري السابق حسين البسيس، أن القوات تتواصل مع الكثير من الشخصيات
العشائرية في ريف دير الزور، حيث أن بعضهم "كان يعمل سابقا بمكتب العلاقات
العامة لتنظيم الدولة".
وقال في حديثه
لـ"
عربي21": إن "
قسد" تسعى من خلال تلك الخطوة "لكسب ود
وجهاء العشائر، وتعتقد أن هؤلاء الوجهاء سيساعدون على تثبيتها بهذه المناطق،
وبالتالي تقوم بتقديم الهدايا لهم من تحت الطاولة كما يفعل النظام في الجهة
المقابلة مع وجهاء آخرين".
وأوضح البسيس أن
محاولة "قسد" التقرب من العشائر العربية تأتي بطلب أمريكي، وذلك بهدف
إسقاط التجربة العراقية في دير الزور، إلا أنه يرى أنها لن تنجح في محاولاتها
لتشكيل مجلس محلي أو مجلس تشريعي أو غيرهما.
وأشار عضو الائتلاف
إلى أن أكثر الشخصيات العشائرية التي يعتمد عليها في المنطقة ترفض العمل مع "قسد"،
بينما هناك أشخاص يعملون تحت رايتها لا يتمتعون بالكفاءة العالية، لذلك تجربتها محكوم
عليها بالفشل في النهاية وفق قوله.
من جهته، أشار الصحفي
السوري في موقع "الشرق نيوز" فراس علاوي إلى أن "قسد" لا تملك
حاضنة شعبية في منطقة دير الزور وريفها، خاصة أن قيادتها محسوبة على وحدات حماية
الشعب الكردي،
إضافة إلى الحساسية السابقة بين هذه المجموعات الكردية وسكان دير الزور بسبب أحداث
القامشلي عام 2014.
وأكد في حديث
لـ"
عربي21"، أن "قسد" لا تملك حاضنة شعبية في دير الزور، لذلك
هي تعول على إيجاد قيادات عشائرية موالية لها على كافة الأصعدة المدنية أو
الاجتماعية.
وقال علاوي إن إيجاد
هذه الشخصيات العشائرية يهدف إلى إنشاء مجالس مدنية لإدارة ريف دير الزور باعتبار
هذه الشخصيات من السكان الأصليين للمنطقة،
وبالتالي هي تسعى إلى إيجاد هذه الواجهة الاجتماعية لتتمكن من التصرف خلفها.
وأوضح أن لدى "قسد"
والدول الداعمة لها قناعة بأن منطقة دير الزور وريفها هي منطقة عشائرية، لذلك تسعى
قوات سوريا الديمقراطية للسيطرة على المجتمع أو تبني قاعدة اجتماعية عليها من خلال
التحالف مع العشائر والقبائل العربية.
يذكر أن قوات سوريا
الديمقراطية، كانت قد أطلقت في شهر ايلول/ سبتمبر لعام 2017، معركة "عاصفة
الجزيرة" ضد تنظيم الدولة بدير الزور، حيث حققت تقدما كبيرا على التنظيم بريف
المحافظة.