تحدثت وسائل الإعلام
الإسرائيلية عن نتائج الجمعة الثانية من مسيرات العودة الفلسطينية، وكيفية التعامل الإسرائيلي معها، والتحضير لأيام الجمعة القادمة.
فقد نقل المراسل العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت ماتان تسوري عن وزير الأمن أفيغدور ليبرمان زعمه أن المظاهرات التي ينظمها الفلسطينيون قرب السياج الفاصل هي أعمال تخريبية، يعد لها عناصر التنظيمات الفلسطينية المسلحة، لكنهم يتنكرون بين المدنيين، على حد زعمه.
أما الناطق العسكري الإسرائيلي فقال في
التقرير الذي ترجمته "
عربي21" إن الجيش يتعامل مع أحداث يحاول من خلالها الفلسطينيون تحويل منطقة الحدود مع
غزة إلى ساحة قتال تعرض حياة الإسرائيليين على بعد مئات الأمتار للخطر، ولذلك يتصرف الجنود وفقا لتعليمات عسكرية عليا للتعامل مع كل حدث بعينه، والجيش ملزم بمنع حدوث أي حالة تسلل وتهديدات ضد القوات والإسرائيليين.
المحلل السياسي بالقناة الإسرائيلية الثانية إيهود حامو قال إن الجمعة الثانية من مسيرات العودة الفلسطينية على حدود غزة شكلت انتصارا معنويا للفلسطينيين، في ظل التفاعل الدولي مع أحداث غزة، ووفاة أحد الصحفيين فيها، والحديث عن الأزمة الإنسانية المتصاعدة هناك، وكل ذلك تم تسجيله على أنه مؤشر انتصار في القطاع الذي يستعد لجولة جديدة من المسيرات في أيام الجمعة القادمة.
وأضاف في
مقال تحليلي ترجمته "
عربي21" أنه في الوقت الذي كان فيه الفلسطينيون في غزة يستعدون لتلقي عقوبات جديدة من السلطة الفلسطينية بالضفة الغربية، فقد أجروا استدارة كلية في فعالياتهم، واندفعوا في ما أسموه كفاحا شعبيا، دون الذهاب لحمل السلاح، لأنهم يريدون استكمال هذه المسيرات خلال الشهر القادم، وصولا لذروتها في منتصف أيار/ مايو .
وأكد أن الفلسطينيين نجحوا بتحقيق جملة إنجازات مبكرة لمسيراتهم المستمرة للأسبوع الثاني على التوالي: الأول أن غزة عادت لتصدر الاهتمام العربي والدولي، بدليل إصدار بيانات من الاتحاد الأوروبي وعدد من المنظمات العالمية، كما استطاعت هذه المسيرات إرجاء العقوبات التي كان سيفرضها عباس على غزة، وقد حولته هذه المسيرات إلى إنسان غير ذي صلة بالأحداث الدائرة.
تال ليف-رام الخبير العسكري بصحيفة
معاريف قال إن المسارعة الإسرائيلية للحديث عن إخفاق الفلسطينيين بتحقيق أهدافهم من هذه المسيرات خاطئة وغير صحيحة، لأن أعداد المتظاهرين الفلسطينيين آخذة بالازدياد، رغم أن استخلاص الدروس والعبر جعلت الجيش يقلص عدد الخسائر البشرية الفلسطينية.
وأضاف في تقرير ترجمته "
عربي21" أن أعداد المتظاهرين الفلسطينيين أول أمس الجمعة تراجعت عن الجمعة الأولى، لكن يحظر النظر على أنها الصورة المستقبلية لهذه المظاهرات، محذرا من الاعتماد على هذه الأرقام في الإثبات أن المسيرات فشلت ضد إسرائيل، لأن هذا ليس أمرا محوريا، فأعداد المتظاهرين الفلسطينيين قد ترتفع فجأة وتنخفض نظرا للتطورات الميدانية، ومن خلال استحضار الأيام والمناسبات الوطنية المختلفة المتوقعة في الأسابيع القادمة.
وأكد أن هدف الجيش الإسرائيلي هو القضاء على المظاهرات التي تقترب من الجدار الحدودي، وعدم تحويلها إلى مسيرات يومية تشكل خطرا على الجيش، وفي ظل وجود مخاوف من إمكانية تدهور الوضع الأمني في جبهتي الشمال والجنوب، فإن الجيش مطالب بالعمل انطلاقا من تقديرات ذاتية مبادر إليها من تلقاء نفسه، وليس اعتمادا على ما يراها إخفاقات للفلسطينيين.
وزعم أن الجيش يراقب عن كثب محاولات فلسطينية لإيقاع إسرائيل في "شرك الدماء"، ما جعله يتعمد التقليل من حجم الخسائر البشرية الفلسطينية دون أن يكون ذلك على حساب عدم المس بالحدود، في ظل ظهور أصوات إسرائيلية ترى عدم وجود وجاهة لسقوط هذا العدد الكبير من الفلسطينيين في المظاهرات الأخيرة ممن لا يشكلون خطرا على حياة الجنود.
وختم بالقول: إسرائيل تجاور قطاع غزة الذي تسيطر عليه جهة معادية، وهي حماس، تخوض عمليات قتالية بصورة دورية، وتعلم تماما أن هذه المسيرات تهدف في النهاية لتحقيق هدف استراتيجي مركزي يتمثل في إضعاف واستنزاف الجيش الإسرائيلي، وإسرائيل ذاتها.
عاموس هارئيل المحلل العسكري بصحيفة
هآرتس قال إنه في حال مواصلة المسيرات الفلسطينية فإن الجيش الإسرائيلي قد يهاجم في غزة من الجو أهدافا لحماس خلال اندلاع هذه المظاهرات، خشية من نجاح المتظاهرين من اجتياح خط الهدنة.
وأضاف في مقال ترجمته "
عربي21" أن ما يشكل قلقا لدى إسرائيل هو إمكانية تحقق ذلك السيناريو في الأسابيع القادمة المتمثلة باجتياز الحدود، وهو ما يدفع إلى حالة من استنزاف الجيش، خشية مس المتظاهرين بالمعدات العسكرية الخاصة بمشروع القضاء على الأنفاق، من خلال تحشيد أكبر عدد ممكن منهم.