تناول عدد من الجنرالات الإسرائيليين مسيرات العودة الفلسطينية بالتحليل، وسط توجيه انتقادات للمستوى السياسي في تل أبيب بانتظار الأمور تتدحرج حتى هذه المرحلة.
فقد أجرت صحيفة يديعوت أحرونوت لقاءين مطولين مع جنرالين مخضرمين في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، ذوي خبرة طويلة في التعامل مع الفلسطينيين.
إيتان دانغوت السكرتير العسكري السابق لثلاثة من وزراء الحرب الإسرائيليين: شاؤول موفاز، إيهود باراك، وعمير بيرتس، قال إن وصول الفلسطينيين للسياج الحدودي خط أحمر، مما يتطلب وضع المزيد من القوات العسكرية، لمنعهم من الوصول هناك بأي ثمن، كي يتم ردعهم في المرات القادمة.
وأضاف في المقابلة التي ترجمتها "عربي21" أن مسيرات يوم الجمعة تمثل بداية موجة واسعة من المسيرات الشعبية التي قد تستمر عدة أسابيع، متوقعا أن تؤدي قوة هذا الفعل الميداني إلى حدث وصفه بالاستراتيجي، ولذلك فإن منع الجيش لأي متظاهر من الوصول لخط الهدنة سيشكل رادعا لكل من يأتي خلفه، ما يتطلب استدعاء المزيد من القوات العسكرية.
وأوضح دانغوت، وهو المنسق السابق لعمليات الحكومة الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية، أنه ربما لا نحتمل تلقي حدثين أو ثلاثة تتمثل بإطلاق النار على جنود إسرائيليين خلف السياج الفاصل، ما يحتم الاستعانة بالتكنولوجيا والاستخبارات، وإجراء التنسيق الكامل بين الجيش والمخابرات لاستخلاص الدروس والعبر من أحداث الجمعة الماضي، تحضيرا لأحداث مشابهة في الفترة القادمة.
اقرا أيضا : الجيش الإسرائيلي يحذف تغريدة تدينه بقتل الفلسطينيين بغزة (شاهد)
وفيما توقع دانغوت أن ينخفض عدد المشاركين في المسيرات اليومية باتجاه الحدود الشرقية لقطاع غزة، لكن هذا العدد قد يزداد مع اقتراب إحياء ذكرى النكبة في أواسط أيار القادم، ما يعني أن أمامنا طريقا طويلة، وسياستنا الأمنية يجب أن تتخذ قرارا بعدم عودة أولئك المتظاهرين بعشرات الآلاف للسياج الفاصل.
وقال إن المسيرات الفلسطينية أظهرت نجاح حماس في تنظيم تلك الأحداث، وأعادتها لصدارة الخارطة، ولذلك على إسرائيل أن ترى في الحركة هدفا مركزيا محوريا في أي خطوة قد تتخذها في هذه المرحلة، بما في ذلك إمكانية أن تدفع مؤسساتها ومواقعها ثمنا فادحا مقابل كل حدث ميداني، في ظل وصول قادتها لميادين المظاهرات المنتشرة على طول قطاع غزة.
وأوضح أن حماس يجب أن تخشى من تطورات الأحداث على الأرض، فسقوط المزيد من عناصرها في هذه المسيرات قد يمنح إسرائيل مزيدا من الشرعية في استهدافها، ولذلك على إسرائيل ألا تنتظر وصول هذه العناصر المسلحة إلى السياج الفاصل، بل أن تبادر بعمليات استباقية ضد الحركة، مع إرسال رسائل قوية عبر أطراف دولية ومنها مصر، وإلا فلن نكون مستعدين لاستقبال أحداث مشابهة نهاية كل أسبوع، ويجب إعلام حماس أن الثمن الذي ستدفعه جراء استمرار هذه الأحداث سيكون أكثر فداحة.
الجنرال يوم-توف ساميه القائد الأسبق لقيادة المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي قال إنه يرفض التعليق على إدارة الجيش في التعامل المسيرات من الناحية التكتيكية الإجرائية، لأن لديه نظرة أوسع من الناحية السياسة الاستراتيجية، وتقييم ما حصل قبيل اندلاع هذه المظاهرات، والأوضاع التي أتت بنا لهذه المرحلة.
اقرأ أيضا : لهذا استخدم الاحتلال القوة القاتلة ضد مسيرة العودة
وانتقد ساميه في اللقاء الذي ترجمته "عربي21" السياسة الأمنية الإسرائيلية التي سمحت للفلسطينيين بالعمل يوميا على طول الجدار الفاصل مع غزة، وتساءل: لماذا سمحت إسرائيل لحماس بأن تعمل في المنطقة الحدودية على مدار الساعة؟ كيف تعمل منظمة ملاحقة من قبل إسرائيل في وضح النهار على طول الحدود وتخطط لتنفيذ هجمات ضد إسرائيل، وهو ما كان يتطلب منذ البداية من إسرائيل إبعاد حماس عن هذه المنطقة الحدودية؟
وختم بالقول: للأسف القيادة الحالية لإسرائيل لا تملك الشجاعة والقوة لفعل ذلك، لأنها منشغلة بمليون قضية غير هذا الأمر، خاصة كيفية البقاء في الحكم، ولو على حساب أمن إسرائيل، لكن الجيش لن يقف مكتوف الأيدي وهو يرى الفلسطينيين يقتربون من الجدار، ويضعون أعلاما وعبوات ناسفة، بل وربما يجتاوزن خط الهدنة باتجاه نحال عوز أو بئر السبع.
القائد السابق للمنطقة الجنوبية الجنرال تسفيكا فوغل قال لصحيفة معاريف إن الجيش عمل يوم الجمعة بكثير من ضبط النفس إزاء المتظاهرين الفلسطينيين، مع أنه ليس واضحا أن حجم القتلى والمصابين منذ يوم الجمعة كفيل بأن يمنع تكرار الأحداث في أيام الجمع القادمة.
وأضاف في حوار ترجمته "عربي21" أنه لم يكن هناك من طريقة أخرى لمنع الفلسطينيين من اجتياز خط الهدنة، وتعريض أمن الإسرائيليين للخطر، زاعما أن استهداف عشرة آلاف فلسطيني من غزة أفضل من إصابة إسرائيلي واحد.
حرب نفسية إسرائيلية لمواجهة مسيرات العودة.. تعرف عليها
كاتب إسرائيلي: مسيرة العودة أعادت غزة للاهتمام الدولي
دعوات إسرائيلية لإعداد خطط استراتيجية بغزة تزامنا مع المسيرات