تحدثت كاتبة إسرائيلية، عن الأسباب الموضوعية، التي تؤكد أنه لا مصلحة لحركة حماس في المس بشخصيات كبيرة في السلطة الفلسطينية، مؤكدة أن فشل "حماس" في إحباط الانفجار أضعف موقفها أمام مصر وحركة فتح.
جمود متواصل
وأكدت الكاتبة المختصة بالشؤون العربية في صحيفة "هآرتس" العبرية، عميرة هاس، أنه "لا يوجد لحركة حماس أي مصلحة في المس بشخصيات رفيعة في السلطة الفلسطينية، بالتحديد وهم في طريقهم لتدشين منشأة لتنقية المياه العادمة، التي ينتظر سكان القطاع إقامتها منذ بضع سنوات".
وأضافت: "ولا مصلحة لها كذلك في إغماض عيونها بصورة متعمدة والسماح لشخص ما بالمس بضيوف غزة"، موضحة أن "حركة حماس معنية في الظهور كقوة حاكمة قوية، وأنها مستعدة للتنازل عن نصيبها في السلطة بسبب القلق على الشعب وليس بسبب فشلها".
وقدرت هاس، أن "فشل حركة حماس في إحباط انفجار الثلاثاء سيضعف موقفها في المفاوضات مع مصر ومع حركة فتح".
اقرأ أيضا: داخلية غزة تحقق مع مشتبه بهم باستهداف موكب الحمدالله
واعتبرت أنه "في وضع الجمود المتواصل في محادثات المصالحة، فإن هذا ترتيب مريح لحركة حماس؛ فهي تسيطر على القطاع، والدول المانحة التي تقاطعها، تواصل الاهتمام بإقامة البنى التحتية؛ التي تخفف من الكارثة البيئية والإنسانية التي يسببها الحصار الإسرائيلي".
وأضافت: "كما تقلل هذه المشاريع ولو قليلا المعاناة الشديدة للسكان، وتحييد سبب آخر من الأسباب الكثيرة للهيجان الاجتماعي الذي سيوجه ضد حركة حماس".
وأشارت الكاتبة، إلى أن "إسرائيل والسلطة الفلسطينية توصلتا إلى اتفاق مؤقت بخصوص تزويد الكهرباء المطلوبة لتشغيل المنشأة الحالية والتي بلغت كلفتها 75 مليون دولار، والتي يتوقع أن تخدم حوالي 400 ألف نسمة"، مضيفة أن "على السلطة وحركة حماس التوصل إلى اتفاق بخصوص تمويل زيادة كمية الكهرباء".
وذكرت أن "الخلاف حول تمويل الخدمات المقدمة لسكان القطاع ومنها الكهرباء، مطروح كعائق رئيس في تقدم جهود المصالحة بين حركتي فتح وحماس، ولكن هذه الخلافات المالية، هي فقط غطاء للعداء وعدم الثقة السائدة بين الحركتين الفلسطينيتين الكبيرتين"، وفق تقديرها.
سيطرة "فتح"
وتحدث هاس، عن الخلافات الدائرة بين حركتي حماس وفتح حول دفع رواتب الموظفين وتسليم الجباية في غزة، وإدخال البضائع من مصر، لكنها رأت أن "الأمر المهم، أنهم في القطاع يتهمون محمود عباس (رئيس السلطة) وحركة فتح بالرغبة في إخضاع القطاع اقتصاديا، وذلك لتنازل حركة حماس عن مطالبتها بالمشاركة في القرارات السياسية الحاسمة وفي منظمة التحرير الفلسطينية".
وقالت: "من المنطقي أنهم (السلطة) يخافون من أن حركة حماس معنية بالتنازل عن المسؤولية المدنية وجني ثمار سياسية، ولا سيما في أوساط الشتات الفلسطيني كحركة مقاومة"، مضيفة أنه "في نفس الوقت عباس لا يسمح بإجراء الانتخابات (في الضفة وغزة)، ويشل المجلس التشريعي منذ 12 سنة ويسيطر على السلطة القضائية".
اقرأ أيضا: ما دلالة استهداف موكب رئيس الوزراء الفلسطيني في غزة؟
وحول اجتماع المجلس الوطني المتوقع في الضفة قريبا، أوضحت الكاتبة الإسرائيلية، أن "مجرد عقده في رام الله بدلا من القاهرة أو عمان؛ هو دليل واضح على أن عباس وحركة فتح غير معنيين بمشاركة حركة حماس، التي لن تسمح إسرائيل لها بالخروج من القطاع والدخول إلى الضفة الغربية".
وتابعت: "في هذا الوضع المطالب السياسية المنطقية لعباس من حركة حماس، تعتبر جزءا من الخطوات لتثبيت السلطة الاستبدادية له وتأبيد سيطرة حركة فتح على المنظمة والسلطة".
وحول من يقف خلف الانفجار، لفتت إلى أنه "قبل الذهاب بعيدا في اتهام محمد دحلان أو جهات سلفية بالانفجار، يمكن تخيل عدد من الشباب الذين ليس لديهم وعي سياسي ويستطيعون الوصول لمواد متفجرة، والذين تأثروا من عرض حركة فتح والسلطة كعملاء أو كمن تخلوا عن القطاع".
إسرائيل تكشف مداولات اجتماع واشنطن حول مستقبل غزة
خيارات إسرائيل الثلاثة تجاه غزة...ما هي؟
موقع إسرائيلي: هذه هي ترسانة كتائب القسام من الصواريخ