توفي فجر يوم الأربعاء 14 آذار/ مارس العالم الفيزيائي البريطاني الشهير ستيفين هوكينغ، عن عمر يناهز 76 عاما في مدينة كامبريدج.
واشتهر هوكينغ بعمله في الثقوب السوداء والنسبية، وألف عدة كتب في العلوم، بما فيها كتاب "مختصر تاريخ الزمن".
وفي سن 22 عاما، قال له الأطباء بأنه لا يتوقع أن يعيش سوى عدة أعوام؛ بسبب إصابته بمرض عصبي نادر يؤثر على الحركة، وكانوا يتوقعون وفاته خلال عام أو عامين، لكن تقدم المرض لديه كان أبطأ بكثير من المعتاد، واستطاع العيش أكثر من نصف قرن مع المرض، ويقول عنه زملاؤه وعائلته إنه كان يمتاز بروح الدعابة.
ويقول هوكينغ إنه درس في الثلاث سنوات التي قضاها في أكسفورد حوالي 1000 ساعة تقريبا، وفي امتحاناته النهائية كانت نتائجه بين درجة الشرف الأولى والثانية، ويقول لأنه كان يعتقد أنهم ينظرون إليه على أنه طالب صعب فإنه قال لممتحنيه إن منحوه درجة أولى فإنه سوف يذهب إلى كامبريدج لدراسة الدكتوراه، وهددهم إن منحوه درجة ثانية بأن يبقى لدراسة الدكتوراه في أكسفورد، وكان أن منحوه شهادة البكالوريوس بدرجة الشرف الأولى.
وكان لمرضه في سن مبكرة تأثير في مسار حياته العلمي، فكان للتشخيص المبكر لإصابته بهذا المرض القاتل، ووفاة صبي كان يعرفه بمرض سرطان الدم، حافزا له على أن يجعل لحياته هدفا، فقال في إحدى المناسبات: "بالرغم من وجود غمامة تعتم على مستقبلي فإني وجدت، وللمفاجأة، أنني أستمتع بالحياة أكثر من ذي قبل، وبدأت في التقدم في أبحاثي.. هدفي بسيط، وهو تحقيق فهم كامل للكون، ولماذا هو كذلك، ولماذا هو موجود أصلا".
وبدأ هوكينغ باستخدام العكازين في ستينيات القرن الماضي، وقاوم استخدام الكرسي المتحرك، حتى أنه لم يعد يستطيع المشي بالعكازين، وأصبح يستخدم الكرسي المتحرك، الذي كان يقوده بسرعة، ويصعد على أرجل زملائه الطلاب في جامعة كامبريدج.
وجاء أكبر اكتشاف له عام 1970، عندما استطاع مع روجر بنروز تطبيق معادلات رياضية تتعلق بالثقوب السوداء على الكون، فأظهرت تلك الحسابات ما يسمى تفردا رياضيا يظهر وجود ظرف أولي، واعتبرا ذلك مؤيدا لنظرية "الانفجار العظيم" الذي نشأ عنه الكون.
وأظهر هوكينع عام 1974 وباستخدام نظرية الكم أن الثقوب السوداء تشع الحرارة ثم ينتهي بها الأمر إلى الانفجار، لكنها تفعل ذلك ببطء شديد، وأثارت هذه النظرية الكثير من الجدل في الأوساط العلمية، وقالوا إن ذلك يتعارض مع أحد أهم قوانين ميكانيكا الكم.
ونشر العالم الفيزيائي في 1988 كتابه "أبريف هيستوري أوف تايم"، الذي حقق رقما قياسيا بعد أن بقي أكثر الكتب مبيعا في قائمة "صندي تايمز" لمدة 237 أسبوعا، وباع 10 ملايين نسخة، وتمت ترجمته لأربعين لغة مختلفة.
تزوج هوكينغ من زميلته في الكلية جين وايلد عام 1965، بعد عامين من تشخيصه بالمرض، وأصيب في عام 1985 وخلال رحلة لسيرن في سويسرا بعدوى نقل على إثرها إلى المستشفى، وكان في حالة سيئة جدا، لدرجة أن الأطباء سألوا زوجته إن كانت توافق على إغلاق أجهزة دعم الحياة، لكنها رفضت، وعاد هوكينغ بالطائرة إلى المستشفى في كامبريدج، حيث أجريت له عملية فتح للقصبة أنقذت حياته، إلا أنه خسر صوته. وكان له ولزوجته ثلاثة أطفال، لكن زواجهما فشل عام 1991، ثم تزوج ممرضته بعد أربع سنوات، واستمر ذلك الزواج 11 عاما.
وحذر هوكينغ من أن على البشرية أن تنتشر في الفضاء لتجنب الانقراض، وحذر من إساءة استخدام الذكاء الصناعي، كاستخدامه مثلا في الأسلحة لتعمل بشكل مستقل.
وأثار ضجة سياسية عام 2013، عندما اعتذر عن حضور المؤتمر الرئاسي الذي يقيمه الرئيس الإسرائيلي، الذي كانه حينها شمعون بيريز، حيث قال في رسالة الاعتذار المؤرخة في الثالث من أيار/ مايو: "كنت قد وافقت على الدعوة لحضور المؤتمر الرئاسي لأن ذلك لن يسمح لي بالتعبير عن رأيي بالنسبة لمستقبل التسوية السلمية فقط، لكنه يسمح لي أيضا بالمحاضرة في الضفة الغربية، لكن وصلني عدد من رسائل البريد الإلكتروني من أكاديميين فلسطينيين، أجمعوا كلهم بأنه يجب علي أن أحترم المقاطعة، وبناء على ذلك فإنه يجب علي الانسحاب من المؤتمر، ولو حضرت لقلت إن في رأيي أن سياسة الحكومة الإسرائيلية الحالية من المحتمل أن تؤدي إلى كارثة".
وأحرج موقفه هذا جامعة كامبريدج، التي قالت في البداية إن عدم حضوره للمؤتمر كان لأسباب صحية، وأثار غضب المؤيدين لإسرائيل، لكنه لقي ترحيبا من حركة المقاطعة، ومن المؤيدين للقضية الفلسطينية كلهم.
قرار قضائي بتجميد "غواتيمالا" نقل سفارة بلادها إلى القدس
الأمير وليام يزور الأردن وفلسطين وتل أبيب
نجل نتنياهو "نادل" بمقهى في القدس.. بطقوس خاصة