أفادت مصادر محلية بريف حماة الغربي بتعليق النظام وروسيا المفاوضات مع وفد محلي من المنطقة، بشأن تسليم المنطقة سلميا أو اجتياحها عسكريا.
ونقلت مصادر إعلامية محلية عن رئيس المجلس المحلي
لمدينة قلعة المضيق إبراهيم الصالح، تأكيده أن روسيا والنظام تراجعا عن التهديدات
العسكرية باجتياح المنطقة، مشيرا إلى تعليق المفاوضات إلى ما بعد شهر حزيران/ يونيو
القادم.
وكانت روسيا أعطت فصائل المعارضة مع مطلع الشهر
الجاري مهلتين لتسليم مدن وبلدات ريف حماة الغربي ورفع أعلام النظام فيها، الأمر
الذي رفضته المعارضة.
كل جبهة على حدة
وحول الأسباب التي دفعت بالنظام إلى أن يرجئ العملية
العسكرية في ريف حماة الغربي، قال المسؤول الإعلامي في "جيش العزة"
جميل، إن النظام يتبع تكتيك التعامل العسكري مع كل جبهة على حدة، حتى يتسنى له
تركيز قوته في مكان واحد.
وأضاف لـ"عربي21" أن النظام حاليا يركز في
عمله العسكري على جبهات الغوطة الشرقية، وإلى حين الانتهاء من الجبهات هناك ينتقل
إلى جبهة أخرى، واستدرك: "هذا وفق تفكير النظام".
وتابع جميل قائلا إن "النظام يعتمد على موضوع
الهدن المؤقتة للاستفراد بالجبهات، أي يعمل على تبريد جبهة مقابل إشعال جبهة، وإلى
أن ينتهي من تلك الجبهة يعود ليصعد في مكان آخر، كما جرى مؤخرا في ريف إدلب
الشرقي، ومن ثم في الغوطة".
الخوف على الموالين
وفي المقابل، أكد الناشط الإعلامي عبدالله الحموي أن
للنظام أسباب أخرى تدفعه إلى التهدئة في هذه المنطقة، وفي مقدمتها قرب هذه الجبهات
من المناطق الموالية للنظام في الغاب بريف حماة.
وأوضح لـ"عربي21" أن أهالي المناطق
الموالية طلبوا من النظام وروسيا عدم إشعال الجبهات خوفا من استهداف مناطقهم من
قبل المعارضة.
اقرأ أيضا: وصول المساعدات للغوطة يثير فضيحة وتواصل القصف (فيديو)
وأضاف: "كذلك يخشى النظام وروسيا أيضا من إعادة
تجربتهم السابقة في هذه المنطقة التي شهدت المعارك فيها ما عرف بمجزرة الدبابات في
أيلول/ سبتمبر 2015".
وأشار الحموي إلى قوة فصائل المعارضة في هذه
المنطقة، وتحديدا لجهة امتلاكها الصواريخ المضادة للدروع بكثرة، معتبرا أنه
"ليس من مصلحة النظام ولا حتى روسيا في هذا التوقيت أن يتكبدوا خسائر كبيرة
على يد الفصائل العسكرية التي رفعت مستوى التنسيق فيما بينها بعد التهديدات، وصولا
إلى شبه تشكيل غرفة عمليات عسكرية واحدة".
حرب نفسية
وفي ذات السياق، أشار المفتش الأول في وزارة الدفاع
السورية المنشق عن النظام محمود سليمان الحاج أحمد، إلى أن النظام يعمل حسب
استراتيجيات وخطط ومنها الاستراتيجية الإعلامية لتوهين عزيمة الثوار ووضعهم بحالة
الخائف المذعور الذي ينتظر دوره.
وأضاف في حديث خاص لـ"عربي21"، أن النظام
يريد من خلال هذه الاستراتيجيات النفسية أن يجعل الثوار بموقف الضعيف العاجز والذي
يفكر بخلاصه دون الالتفات لما يحدث في الغوطة، ومنعهم من التفكير بمساعدة ثوار
الغوطة.
وتابع الحاج أحمد قائلا: "هو يخطط لجعلهم
يعيشون حالة المترقب المتلقي المذعور".
وحول ما إذا كانت التهدئة الحالية في ريف حماة
الغربي بسبب وقوع المنطقة في مناطق "خفض التصعيد"، قال: "لا أعتقد
أن تأخير العملية العسكرية هو نتيجة خطط متفق عليها بين الدول الضامنة روسيا
وتركيا وإيران، لأن الدول دائما تعمل وتراعي مصالحها قبل التفكير بمصلحة المواطنين
الذين يقتلون".
واستطرد قائلا: "ما لم يدركه قادة الفصائل في
الجنوب والشمال هو أن دورهم قريب وأن ما حدث ويحدث في الغوطة سيحدث لهم ولكنه دور
مرتب لهم وبعد أن يفرغوا من الغوطة التي هي مركز الثورة وقوتها والباقي هو تحصيل
حاصل لا أكثر".
يذكر أن بلدات ومدن عدة في ريف حماة الغربي شهدت
مؤخرا حركة نزوح واسعة من الأهالي، إلى الحد الذي تحولت فيه بعض المدن القريبة من
الجبهات إلى مدن خاوية من السكان.
لماذا ترفض روسيا عرض فصائل الغوطة إخراج "تحرير الشام"؟
مجلس الأمن الدولي يؤجل التصويت على قرار بشأن هدنة سوريا
باحث إسرائيلي يرجح حربا في سوريا بمشاركة روسية.. كيف؟