قدم الكاتب الإسرائيلي إيدان لاندو تصورا عن اندلاع حرب أخرى قد يشنها الاحتلال الإسرائيلي ضد لبنان، في مقال نشرته مدونة "+972".
وقال الكاتب في مقال ترجمته "عربي21"، إن الاحتلال قد يشعل حربا بناء على حجج واهية تشبه سابقاتها. وعلى الرغم من أن نشوب حرب في المستقبل القريب احتمال غير وارد، إلا أن ذلك سيتحقق حتما يوما ما.
وأضاف أن إسرائيل ستطلق عملية عسكرية في لبنان، ليس من أجل استهداف قوافل الأسلحة أو مصانعها، وإنما لاستهداف مواقع إنتاج صواريخ حزب الله وإطلاقها. وستحدث هذه العملية بعد تنفيذ سلسلة من الاغتيالات لعناصر ناشطة تابعة لحزب الله، وربما ستتزامن معها. وستقوم هذه الأخيرة بالرد من خلال إطلاق وابل من الصواريخ نحو المراكز السكانية في "إسرائيل"، مع احتمال مساهمة حماس بنصيبها من الصواريخ في جنوب الأراضي المحتلة.
اقرأ أيضا: جنرال إسرائيلي: حماس لم تنته بعد من تجهيزاتها للحرب القادمة
وأشار الكاتب إلى تقارير صدرت الأسبوع الماضي، تفيد بأن أنظمة اعتراض الصواريخ قد نُشرت بالفعل في جميع أنحاء الأراضي التي تحتلها إسرائيل كجزء من عملية مناورة مشتركة بين جيش الاحتلال والجيش الأمريكي. وقد أعطت واشنطن لإسرائيل الضوء الأخضر للتحرك، أو "هكذا أراد أن يفهمنا توماس فريدمان، من خلال آخر تقرير له في "نيويورك تايمز"".
وأورد الكاتب أن أبواق الحرب الإسرائيلية ستردد نغمة واحدة، وهي أن إيران وحزب الله قد تجاوزا الخط الأحمر، وإذا لم يتدخل الراعي الروسي لمنعهما فإن إسرائيل ستضرب بقوة. وقد صرح وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، قائلا: "إن بيروت ستختبئ في الملاجئ الواقية من القنابل"، بينما تعهد الوزير نفتالي بينيت بأن اللبنانيين سيدفعون الثمن باهظا، وهي كلها تهديدات صريحة بارتكاب جرائم حرب.
وأكد الكاتب أن الخط الأحمر الذي تم تجاوزه هذه المرة، بحسب إسرائيل، يتمثل في بناء إيران لمصنع للصواريخ في لبنان. وفي هذا السياق، قال إيدان لاندو: "إن إسرائيل تمتلك على الأقل ثلاثة مصانع لإنتاج الصواريخ الموجهة بدقة، وهي مؤسسة رافائيل الدفاعية المتقدمة، وشركات صناعات الفضاء الإسرائيلية، وشركة ألبيط، ومع ذلك لم يكن هذا كافيا ليشن لبنان هجوما على إسرائيل".
وذكر الكاتب أن مثل هذه الذرائع ليست حكرا إلا على إسرائيل. فلطالما حذر الكيان الغاصب جيرانه من مغبة شراء الأسلحة المتطورة، كما أنه حريص جدا على تدمير أي قافلة تنقل أسلحة متطورة إلى لبنان. واعتبر أن هذه الممارسات تندرج ضمن سياسة أورويلية، وهي الرغبة في التحكم في مصائر الشعوب الأخرى.
وبين الكاتب أن إسرائيل تمتلك تاريخا حافلا في اختلاق الحجج الواهية من أجل شن الحروب. وفي هذا الإطار، ذكر لاندو بروتوكول سيفرز، الذي أدى إلى شن حملة ضد سيناء، وهي اتفاقية سرية بين حكومات إسرائيل وفرنسا والمملكة المتحدة، بقيت طي الكتمان لعدة سنوات، في الوقت الذي صرحت فيه الحكومة بأنها حملة لمنع تسلل الإرهابيين إلى شبه جزيرة سيناء.
وأشار الكاتب إلى معركة أورانيم المخطط لها خلال حرب لبنان الأولى، التي كانت تهدف بالأساس إلى الإطاحة بالحكومة اللبنانية وتعويضها بأخرى. وقد بقي مخطط تلك المعركة مخفيا عن العموم، فيما تذرعت إسرائيل بغزوها لبنان مدعية أن الهدف هو القضاء على حركة فتح في مجال 40 كيلومترا في الحدود الشمالية.
وبين الكاتب أن التصعيد، الذي أدى إلى حرب الأيام الستة، كان ثمرة العدوان الإسرائيلي على سوريا. ويتضح ذلك من خلال التصريحات التي أدلى بها وزير الدفاع السابق، موشيه دايان، وديفيد بن غوريون في الأسابيع السابقة للحرب. ولقد كان السبب الرسمي لهذه الحرب إغلاق جمال عبد الناصر لمضيق تيران.
ولكن وفق ما صرح به رئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي، إسحاق رابين، لحكومة أشكول، فإن جمال عبد الناصر وعد بالسماح للسفن الإسرائيلية بالمرور عبر المضايق إن كانت ترافقها سفن حربية أمريكية. كما شدد على أعضاء الحكومة أن هذه المعلومات "سرية للغاية" لا ينبغي تسريبها، لأن من شأنها أن تقوض أساس الحرب إلى حد كبير.
اقرأ أيضا: حزب الله يبشر بـ"مرحلة جديدة" بعد إسقاط الطائرة الإسرائيلية
وذكر الكاتب أن هناك سيناريوهين؛ إذ أن السيناريو الأول يتمحور حول امتلاك حزب الله لنحو 130 ألف صاروخ، من بينها بضع العشرات من الصواريخ الموجهة بدقة. وتتواصل الاستفزازات الإسرائيلية، حيث شن الطيران الحربي الإسرائيلي قرابة 100 غارة جوية خلال السنوات الخمس الماضية على القوافل السورية التابعة لحزب الله. وفي حال اندلعت الحرب، فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي سيشن ضربات جوية استباقية على جميع المواقع المعروفة للصواريخ.
وأوضح الكاتب أن حزب الله قادر على إطلاق 1200 صاروخ في اليوم، ولا يوجد أي نظام دفاعي قادر على الرد على مثل هذه التهديدات. لذلك، ستكون هذه حربا شعواء، وسيسقط المئات من القتلى الإسرائيليين، وستمحق من على وجه البسيطة قرى لبنانية، وسيتم إقناع الجميع بأنها حرب ضرورية من أجل منع حزب الله من امتلاك صواريخ دقيقة.
أما السيناريو الثاني، فيتمثل في تخلي إسرائيل عن برجها العاجي وأن تتواضع وتكف عن التدخل في شؤون جيرانها بتحديد أي الأسلحة التي يحق لهم امتلاكها. في المقابل، يتمسك كل طرف بسياسة إرهاب العدو وتخويفه من التعرض للطرف الآخر، ليظل هذا السيناريو مجرد خيال لن يتحقق إلا في أرض الأحلام.
صدمة إسرائيلية بعد إسقاط طائرة إف-16 بنيران من سوريا
إسرائيل تعلن إسقاط طائرة استطلاع إيرانية (فيديو)
مخاوف إسرائيلية من عدم جاهزية "الجبهة الداخلية" لحرب قادمة