الورفلي يظهر من جديد في بنغازي.. كيف علقت الجنائية الدولية؟

أثار ظهور الضابط الليبي بقوات حفتر، الرائد محمود الورفلي، وهو يقوم بتصفية سجناء في مدينة بنغازي أمام المارة، ردود فعل وتساؤلات حول دلالة تحديه للعالم وللمحكمة الجنائية.

وقام الورفلي، الشهير بـ"ضابط الإعدامات"، بنفسه بإطلاق الرصاص على رؤوس أكثر من 10 سجناء أمام مسجد بيعة الرضوان في بنغازي (شرق ليبيا)، ونشر ذلك في "فيديو" على عدة صفحات مؤيدة له، وقام بتسجيل مرئي يؤكد قيامه بالعملية.

رد "الجنائية"
من جهته، أكد المتحدث الرسمي باسم المحكمة الجنائية الدولية، فادي عبد الله، أن "المحكمة لا تزال تطالب باعتقال الضابط الليبي، محمود الورفلي وتسليمه إليها".

وشدد في تصريح خاص لـ"عربي21"، من لاهاي، على أن "أمر القبض الصادر بحق الضابط الليبي الرائد، محمود الورفلي ساري المفعول، ولازلنا نطالب بتسليمه".

في السياق نفسه، طالبت بعثة الأمم المتحدة بضرورة وسرعة اعتقال الورفلي، وتسليمه للجنائية الدولية، مؤكدة أنه "بموجب القانون الجنائي الدولي يتحمل المسؤولون الذين يقومون بعمليات إعدام خارج إطار القانون المسؤولية التامة عن هذه الجرائم".

وبرر الورفلي، وهو يتولى آمر المحاور بقوات "الصاعقة"، فعلته بأن "من قام بقتلهم "دواعش"، وأنها جاءت ردا على التفجيرات التي ضربت بنغازي وقتل فيها أكثر من 30 شخصا، لكن بعض الصور أظهرت وجود شخص يدعى، عادل العبدلي وهو معتقل حديثا في بنغازي ولا علاقة له بأي جماعات".

ويعد ظهور الورفلي، المطلوب دوليا، بمثابة تحد جديد للجنائية الدولية من ناحية، ومن ناحية أخرى سبب إحراجا لحفتر والذي بدأ مؤخرا الانخراط في العملية السياسية وترجيح إجراء انتخابات في ليبيا، فكيف سيكون الأمر بخصوص الورفلي دوليا ومحليا؟

"إرهاب" مضاد
من جانبه، قال وزير العدل الليبي السابق، صلاح المرغني: "أعتقد أننا أمام حالة من الإرهاب والإرهاب المضاد تذهب ضحيته مدينة بنغازي وأهلها، ولكي تنجح مقاومة الإرهاب لابد من الالتزام بالشرعية على بطئها وترنحها".

وأوضح في تصريحات لـ"عربي21"، أن "القضاء الدولي فشل حتى الآن في محاكمة المتورطين في أعمال عنف بسبب القيود التى وضعها عليه السياسيون الدوليون، وكذلك تقديم المجتمع الدولي والدول لمصالحها فقط"، وفق رأيه.

وتابع: "سبق وأن تحدث كثيرون عن الحاجة إلى محكمة دولية خاصة فعالة على غرار ما حدث في روندا، والسؤال: ماذا الآن ونحن أمام تطور الأمر إلى إرهاب وإرهاب مضاد؟".

اقرأ أيضا: مطالبة أممية باعتقال ضابط بقوات حفتر أعدم 12 سجينا (فيديو)

خطر على "حفتر"
الضابط برئاسة الأركان الليبية بطرابلس، العقيد عادل عبد الكافي، رأى من جانبه؛ أن "الورفلى يتحدى المجتمع الدولي ويتحدى "حفتر" نفسه بتكرار الإعدامات العلنية، ويظهر أن سلطته أقوى حتى من سلطة "حفتر"".

وكشف خلال حديثه لـ"عربي21"، أن "الورفلي خلال السنوات السابقة استطاع ومجموعته تخزين ترسانة كبيرة من الأسلحة المتنوعة ثقيلة ومتوسطة وجمع ولاءات كبيرة فتحول إلى تكتل مسلح مواز لقوة حفتر، بل وأصبح يشكل خطرا على حفتر بعملياته الإرهابية العلنية".

وبخصوص موقف الجنائية من هذه العمليات، قال عبد الكافي: "الجنائية الدولية مع المجتمع الدولي تراخوا في موقفهم ضد هذه العمليات الإرهابية التي يقوم بها الورفلي وحفتر، ويجب اتخاذ خطوات فعلية للضغط على حفتر والقبض على الورفلي، ربما عبر كوماندوز دولي".

"ورطة"
وقال الكاتب الصحفي الليبي، عبد الله الكبير، إن "الورفلي فقد صوابه ولم يعد يقدر على العيش خارج نهر الدم، وبجريمته الأخيرة يضع قادته في ورطة حقيقية إذ يتضح الآن أنه غير موقوف ولم يخضع لأي تحقيق كما أعلنت قوات حفتر من قبل".

وأضاف: "سيضطر حلفاء حفتر في أوروبا إلى تقليص التعامل معه حتى يخضع للقانون الدولي ويسلم الورفلي للجنائية الدولية، وهي خطوة لا قبل لحفتر بها لأنها ستقضي على ما تبقى له من دعم شعبي في بنغازي وعموم شرق ليبيا"، وفق تقديره.

وتابع لـ"عربي21": "وعملية التصفية جاءت انتقاما من جريمة التفجير التي وقعت في بنغازي مؤخرا، وليست لتصفية الخصوم لأن بإمكانه تصفيتهم من دون هذه الضجة فهم سجناء لديه"، حسب كلامه.