نشرت صحيفة "بيلد" الألمانية تقريرا، تحدثت فيه عن تحركات تنظيم الدولة في شمال سوريا، حيث تمكن من بناء معقل جديد في هذه المنطقة، مما يفند الادعاءات الروسية المتعلقة بانهزام التنظيم وانسحابه من الأراضي السورية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه على الرغم من أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد أعلن في شهر كانون الأول/ديسمبر الأخير انهزام تنظيم الدولة، إلا أن الحقيقة مغايرة تماما لهذه المزاعم. فمن الواضح أن تنظيم الدولة ينتشر تدريجيا في شمال سوريا.
وأكدت الصحيفة أن قوات النظام السوري احتلت خلال شهري تشرين الأول/ أكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر الماضيين المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة في شرق البلاد. وفي حين توقعت جميع الأطراف أن تستمر معركة تحرير آخر معاقل تنظيم الدولة في مدينة دير الزور شهرا كاملا، تحررت هذه المدينة بشكل أسرع من المرتقب، نظرا لأن مقاتلي تنظيم الدولة انسحبوا منها.
وأشارت الصحيفة إلى أن حوالي 207 مقاتلين من عناصر تنظيم الدولة ظهروا في غرب سوريا، وذلك بعد فترة قصيرة من تحرير مدينة دير الزور، ليشنوا هجوما على قوات المعارضة. ووفقا لوسائل الإعلام الهولندية، تتحدر أغلب هذه الميليشيات من دول أوروبية. على ضوء هذه المعطيات، يبدو أن النظام السوري لم ينجح في التصدي لتنظيم الدولة كما يدعي.
ونقلت الصحيفة على لسان الخبير في الشؤون السورية في مؤسسة "هنري جاكسون" البحثية الأمريكية، كايل أورتون، أن "الأسد فسح المجال لتنظيم الدولة للتوسع في المنطقة الممتدة من مدينة دير الزور إلى محافظة إدلب".
وأضاف أورتون أن "النظام السوري وتنظيم الدولة يعملان يدا بيد من أجل القضاء على قوات المعارضة.
ففي حين يشن تنظيم الدولة هجوما على معاقل قوات المعارضة، يتكفل النظام السوري بقصف هذه المعاقل.
وفي سياق متصل، أفاد ناشط سوري أن "العديد من عناصر تنظيم الدولة تمكنوا من احتلال محافظة إدلب، وذلك بمساعدة النظام السوري وحليفته روسيا".
وأضافت الصحيفة أن تنظيم الدولة تمكن بعد مرور شهرين من احتلال إدلب من بناء معقل شاسع يمتد على 60 مدينة وقرية سورية في كل من حماة وإدلب وحلب. خلال الأسبوع الجاري، احتلت ميليشيات تنظيم الدولة ثلاث قرى تحت سيطرة النظام السوري. وأسفرت هذه العملية عن مقتل 30 فردا من قوات النظام السوري.
واستشهدت الصحيفة بما جاء على لسان الصحفي السوري، إبراهيم الأدلبي، الذي أورد أن "ميليشيات تنظيم الدولة تمكنت من التوسع بشكل سريع نظرا لأنها لم تلق أي مقاومة من طرف قوات النظام السوري والجيش الروسي، بل على العكس تماما فقد دعمت قوات الأسد ميليشيات تنظيم الدولة عن طريق الجو. نتيجة لذلك، تمكنت الميليشيات المتطرفة من السيطرة على جنوب شرق إدلب".
وتابع الأدلبي أن "قوات النظام السوري وحليفتها روسيا تحارب قوات المعارضة دون سواها. بناء على ذلك، تواجه قوات المعارضة تنظيم الدولة والنظام السوري في آن واحد. ولعل هذا ما يفسر عودة تنظيم الدولة إلى سالف قوته، على الرغم من انسحابه من محافظة إدلب في سنة 2014".
وأوردت الصحيفة أن الصحفي السوري إبراهيم الأدلبي دعا مختلف دول العالم إلى التصدي لتوسع تنظيم الدولة في محافظة إدلب. في هذا السياق، أورد هذا الصحفي، قائلا: "أتمنى أن يقدم التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الدعم العسكري لقوات المعارضة بهدف حماية المدنيين من بطش التنظيم، فضلا عن جرائم النظام السوري وحليفتها روسيا". وأضاف الأدلبي أن "التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة يعتبر الطرف الوحيد القادر على التصدي للميليشيات المتطرفة" حسب وصفه.
وذكرت الصحيفة أن الخبير في الشأن السوري أورتون أورد أن "تردد التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة في مهاجمة معاقل التنظيم في حماة وإدلب يعزى إلى الاتفاق المبرم بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا بشأن تجنب الاشتباك في الجو".
وأفاد أورتون أن "تنظيم الدولة لم يعد إلى سالف قوته، إلا أنه لم ينهر بعد. ولئن فقد هذا التنظيم المتطرف جزءا كبيرا من مناطق نفوذه خلال السنة الفارطة، إلا أن هذا لا يعني بأي حال من الأحوال أنه قد تداعى تماما. ففي شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، قرر هذا التنظيم المتطرف بمحض إرادته أن يستأنف نشاطه. في الأثناء، ستحاول الميليشيات المتطرفة زعزعة الاستقرار في المناطق المحررة عن طريق شن هجمات مسلحة أو عمليات غزو".
تركيا: أبلغنا النظام السوري بعمليات "عفرين".. والأخير يرد
أردوغان يعلن بدء العمليات بعفرين السورية.. وروسيا تنسحب
اكتشاف مقبرتين جماعيتين لجثث ضحايا "داعش" بالرقة