نشرت صحيفة "أكشام" التركية تقريرا كشفت فيه عن خارطة الطريق التي وضعها
الجيش التركي للتعامل مع الوضع في
عفرين.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن النشاط العسكري قد ازداد على الحدود التركية بعد اللقاء الثنائي الذي جمع بين رئيس أركان الجيش التركي، خلوصي آكار، ورئيس جهاز الاستخبارات التركية، هاكان فيدان. فقد انتهت التحضيرات والتجهيزات العسكرية، ووصلت كافة الحشود العسكرية والآليات إلى المنطقة.
وأضافت الصحيفة أن الجيش التركي قد أرسل 56 آلية مصفحة من جرافات وغيرها من المعدات الثقيلة الأخرى إلى عفرين. ومن المتوقع أن يقوم الجيش التركي بعمليات التهيئة لهذه المنطقة الجغرافية، بالاعتماد على الآليات التي من شأنها أن تساعد في كشف مواقع الأنفاق وردمها، ما يوحي باحتمال ارتفاع عدد الآليات خلال الساعات القادمة.
والجدير بالذكر أن الجيش التركي قد حدد 12 نقطة انطلاق، في سبع مناطق مختلفة. كما نُصبت الخيام العسكرية التي سيقيم فيها الجنود، وتم توفير الدعم اللوجستي والإمدادات الغذائية والمستلزمات الطبية.
وذكرت الصحيفة أن المرحلة الأولى من الخطة التي ينوي الجيش التركي اتباعها، تقوم أساسا على إطلاق عملية تطهير لنحو 17 كيلومترا من المنطقة الجغرافية الجبلية، التي من المتوقع أن تستغرق ثلاثة أشهر. أما المرحلة الثانية فتهدف إلى دخول عفرين والسيطرة على مركزها، وقد تدوم هذه العملية أيضا لمدة ثلاثة أشهر أخرى.
وأشارت الصحيفة إلى الأخبار التي تحدثت عن قرار
روسيا بسحب 170 جنديا روسيا يتواجدون في المنطقة الجغرافية التي تنوي
تركيا تطهيرها. كما بينت مصادر أخرى أنه من المقرر أن ينسحب 395 جنديا روسيا آخرون من عفرين، وسيتوجهون نحو القاعدة العسكرية في منطقة منغ. إلى جانب ذلك، قد ينسحب 84 جنديا روسيا متواجدون في منطقة أعزاز وتل رفعت ويلتحقوا بالقاعدة العسكرية ذاتها.
كما تحدثت الصحيفة عن بيان "الجبهة الشعبية لتحرير لواء إسكندرون" الموالية للنظام السوري، الذي أعلنت فيه عن وقوفها إلى جانب حزب العمال الكردستاني في الدفاع عن عفرين في وجه الجيش التركي. كما وضح قادة الجبهة الشعبية لتحرير لواء إسكندرون أنهم لطالما كانوا يقاتلون "الصهيونية الإسرائيلية والفاشية التركية، جنبا إلى جنب مع حزب العمال الكردستاني"، مؤكدين أن عفرين لن تكون لوحدها.
في الواقع، لقد جاء هذا البيان في الوقت الذي تؤكد فيه تركيا على سعيها للمحافظة على وحدة التراب السوري، وأنّ سوريا للسوريين، بينما سيقف نظام الأسد والوحدات العسكرية الموالية له إلى صف حزب العمال الكردستاني.
ونقلت الصحيفة ردود أفعال بعض الدول حول العملية العسكرية التركية المرتقبة في عفرين، حيث ذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، رينر بريول، أن تركيا لديها الحق في الدفاع عن نفسها والمحافظة على أمنها القومي من التهديدات القادمة من سوريا، معبرا عن أمله في أن يكون الحراك العسكري التركي معتدلا. ومن جهته، أورد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن روسيا تشعر بالقلق من المواقف الأمريكية المتناقضة حول مسألة تأسيس قوة حدودية، خاصة أنها تسعى لتشكيل قوة بديلة في سوريا.
وأوردت الصحيفة تصريحات مسؤول من وزارة الخارجية الأمريكية، الذي أشار إلى أن مصطلح "القوة الحدودية" كان تعبيرا خاطئا، معتبرا أنّ الحديث عن عملية عسكرية تركية في عفرين لن يجلب الاستقرار لشمال سوريا، ولن يبدد المخاوف التركية بشأن أمن حدودها.
ونقلت الصحيفة عن بعض المصادر الاستخباراتية أن عمليات التحري والاستطلاع التركية قد كشفت عن قيام الولايات المتحدة الأمريكية بنشر أكثر من ألف عنصر تابعين لحزب العمال الكردستاني في منطقة تل أبيض ومحيطها. وقد أقدمت الولايات المتحدة على هذه الخطوة بعد قيام مدرعات أمريكية مصفحة بعملية استطلاع على طول الحدود السورية التركية على مدار يومين.
وحيال هذا الشأن، أفاد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، إريك باهون، بأن العملية العسكرية التركية المحتملة في عفرين لن تساهم في توتير العلاقات بين واشنطن وأنقرة، ومثل هذه الخطوة لن تعرقل عمليات التنسيق ولن تحد من التواصل بينهما. وبين المصدر ذاته أنه رغم اختلاف وجهات النظر بين الطرفين، إلا أنهما مصران على العمل سويا. وبما أنه لا يوجد جنود أمريكيون في عفرين، فإن هذه العملية لن تؤثر بصورة مباشرة على الولايات المتحدة، التي تسعى بصورة أساسية لمنع إعادة تشكل تنظيم الدولة من جديد.
وفي الختام، أكدت الصحيفة أن الجهود العسكرية التركية لا تزال مستمرة، فقد بدأت المدافع والدبابات التركية تطلق صواريخ أرض- أرض نحو بعض الأهداف في عفرين وما جاورها. وقد تحركت القوات التركية بعد رصد جهاز الاستخبارات التركي للعديد من المواقع التي سيقع استهدافها خلال المرحلة الأولى من العملية العسكرية.